الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

فتح معابر سبتة ومليلية.. آلاف المغاربة محرومون من العمل بسبب نظام التأشيرة

فتح معابر سبتة ومليلية.. آلاف المغاربة محرومون من العمل بسبب نظام التأشيرة

Changed

"قضية اليوم" يفتح ملف نظام التأشيرة الذي يحرم آلاف المغاربة من العمل في سبتة ومليلية
كانت رخص العمل كافية قبل عامين للسماح لآلاف العمال المغاربة بالعبور إلى سبتة ومليلية، ورغم المصالحة إلا أن التأشيرة أصبحت اليوم المنفذ الوحيد أمامهم.

أعلنت السلطات الإسبانية والمغربية، الأسبوع الفائت، فتح المعابر الحدودية في مدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للسيطرة الإسبانية، أمام العمال المغاربة بعد إغلاق استمر أكثر من عامين.

 إلا أن القرار لا يشمل حاليًا سوى عدد محدود ممن يمتلكون تأشيرة عبور سارية المفعول، ما يعني أن نحو 230 مغربيًا فقط سيتمكنون من العودة بعد أن كان عدد العاملين عند إغلاق الحدود في مارس/ آذار 2020 أكثر من 4000، بحسب المصادر الرسمية الإسبانية.

وتشير نقابة العمال الحدوديين من جهتها، إلى أن عددهم الفعلي ناهز الـ 8 آلاف عامل آنذاك.

"لا للفيزا"

وعقب إصدار القرار تجمعت عشرات النسوة معظمهن من العاملات المنزليات، على مقربة من الطريق المؤدي إلى معبر سبتة وسط مدينة الفنيدق للاحتجاج على نظام التأشيرة وفقدانهن وظائفهن مرددين: "لا للفيزا"، بعد أن ذهبن ضحية المصالح المتبادلة بين إسبانيا والمغرب.

فبعد أن كان فتح المعابر الحدودية بين البلدين لحظة انتظرها من فقدوا دخلهم بسبب الإغلاق الناجم عن كورونا وفاقمته قطيعة دبلوماسية بين إسبانيا والمغرب، أصبحت التأشيرة المنفذ الوحيد لدخول سبتة ومليلية عوضًا عن رخص العمل التي كانت كافية في السابق.

ووصفت نقابة العمال الحدوديين المغاربة هذا القرار بـ"الجائر"، وطالبت حكومتي الرباط ومدريد التراجع عنه، وتمكينهم من الدخول بناء على رخص العمل السابقة لتسوية أوضاعهم مع مشغليهن أو البحث عن وظائف أخرى.

عقبة أمام تطبيع العلاقات؟

ومن الرباط، اعتبر لحسن اقرطيط الكاتب والباحث في العلاقات الدولية فرض التأشيرة للعبور إلى سبتة ومليلية أنه عقبة شائكة في مسلسل تطبيع العلاقات بين البلدين.

فالمغرب وفق اقرطيط استضاف لقاء اللجنة العليا المشتركة التي تضم مسؤولين إسبان ومغاربة من أجل وضع خارطة طريق للبلدين بعد الأزمة الدبلوماسية، وكان من بين النقاط المطروحة فيها فتح المعابر في سبتة ومليلية، لعودة اليد العاملة المغربية نحو إسبانيا.

وتابع الباحث في العلاقات الدولية في حديثه مع "العربي": "على الحكومة الإسبانية إيجاد حل آني ومستعجل لهذه القضية.. لتفعيل خطط الشراكة بين البلدين".

مصالحة لصالح إسبانيا؟

أما في ما يتعلق بكون المصالحة الأخيرة بين البلدين لا تصب على ما يبدو في مصلحة المغرب، فشدد اقرطيط على أن القرار يصب في مصلحة البلدين سيما أن حكومة مدريد تواجه ضغطًا داخليًا لإدماج المهاجرين غير النظاميين، مردفًا أن جمعية أرباب العمل الإسبانية عبرت عن رغبتها في استقدام يد عاملة "لأن هناك حاجة ماسة للعمال الأجانب خصوصًا في قطاع البناء والزراعة".

 وبالتالي، يعتقد الباحث في العلاقات الدولية أن سبب القرارات الأخيرة هو الجمود البيروقراطي في إسبانيا، إلى جانب بعض الأصوات المعارضة.

ومن جانب الرباط، فيقول اقرطيط إن الحكومة تتابع الإجراءات المتفق عليها وتحديدًا لدى السلطات في ميليلة من أجل عودة المغاربة لوظائفهم، متحدثًا عن تطبيق تدريجي متفق عليه لخارطة الطريق.

وأردف الكاتب المغربي: "نتحدث هنا عن سنتين من القطيعة.. لذلك هناك قضية شائكة حول التحاق هؤلاء المهاجرين بأعمالهم خصوصًا أن بعضهم يعمل في سبتة ومليلية منذ أكثر من 30 سنة وهناك تواصل مستمر بين البلدين لإيجاد حل عادل".

 يذكر أن القطيعة الدبلوماسية بين إسبانيا والمغرب بدأت حين استقبلت مدريد في أبريل/ نيسان 2021 زعيم جبهة "البوليساريو" إبراهيم غالي بـ"هوية مزيفة" للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا من دون إخطار الرباط، وهو ما اعتبرته الأخيرة "طعنة في الظهر".

كما تفاقمت الأزمة بعد تدفق نحو 10 آلاف مهاجر معظمهم من المغاربة، وبينهم الكثير من القاصرين، على جيب سبتة، مستغلّين تراخيًا في مراقبة الحدود من الجانب المغربي.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close