الجمعة 14 فبراير / فبراير 2025
Close

"فدائية وبطولية وضربة نوعية".. فصائل فلسطينية تبارك عملية تياسير

"فدائية وبطولية وضربة نوعية".. فصائل فلسطينية تبارك عملية تياسير

شارك القصة

أغلق الجيش الإسرائيلي حاجز تياسير شمالي الضفة بعد تنفيذ عملية إطلاق نار أسفرت عن إصابة 8 من جنوده
أغلق الجيش الإسرائيلي حاجز تياسير شمالي الضفة بعد تنفيذ عملية إطلاق نار أسفرت عن إصابة 8 من جنوده - غيتي
الخط
اعتبرت حركة حماس إن عملية إطلاق النار عند حاجز "تياسير" العسكري الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، تؤكد أن جرائم إسرائيل لن تمر دون عقاب.

باركت فصائل فلسطينية، اليوم الثلاثاء، عملية إطلاق النار التي استهدفت حاجز تياسير العسكري شرقي مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة، وأسفرت عن إصابة 8 جنود إسرائيليين، بينهم اثنان في حالة خطرة.

ووفقًا للقناة 13 الإسرائيلية، فإن عملية إطلاق النار وقعت على الحاجز العسكري الذي كان يشهد تجمعًا لعدد من الجنود الإسرائيليين ما أوقع إصابات بصفوفهم، فيما استشهد المنفذ.

فصائل فلسطينية تبارك عملية حاجز "تياسير"

بدورها، قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان: "إن عملية إطلاق النار البطولية النوعية التي نفذها مقاوم فلسطيني واستهدفت حاجز تياسير العسكري شرق طوباس، تأتي ردًا على جرائم الاحتلال وعدوانه على شمال الضفة المحتلة"، مؤكدة أن ذلك لن يمر دون عقاب.

وأضافت الحركة أن "جرائم الاحتلال المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة ومخيماتها في جنين وطولكرم وطوباس لن توهن من عزم شعبنا ومقاومته".

وأردفت: "تأتي هذه العملية على حاجز عسكري لجيش الاحتلال لتؤكد على إصرار شبابنا الثائر ومقاومتنا الباسلة في الضفة، على المضيّ في طريق المقاومة والتصدي للعدوان الصهيوني الفاشي".

أصيب 8 جنود إسرائيليين حالة اثنين منهم حرجة جراء عملية إطلاق النار على حاجز "تياسير"
أصيب 8 جنود إسرائيليين حالة اثنين منهم حرجة جراء عملية إطلاق النار على حاجز "تياسير" - رويترز

وشددت حماس على أن "مشاريع العدو الصهيوني الإجرامية كافة، ومحاولاته إخضاع شعبنا الفلسطيني، أو كسر إرادة المقاومة لديه، أو تهجيره عن أرضه ودياره؛ ستتحطّم أمام إرادة وبسالة هذا الشعب ومقاومته الباسلة، وشبابه الحرّ الأبي".

ودعت حماس إلى "تصعيد الاشتباك مع الاحتلال ومستوطنيه، وتحدّي جيشه المجرم وإجراءاته الأمنية والعسكرية، نصرةً لأرضنا ومقدساتنا، وتأكيدًا على حقّنا في الحرية وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس".

من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي: إن "هذه العملية البطولية تأتي تأكيدًا على إصرار شعبنا ومقاومته على التصدي لجرائم الاحتلال المجرم الذي يفجر البيوت ويهجر العائلات ويرعب المدنيين".

وأكدت الحركة في بيان أن "مقاومة شعبنا ماضية حتى دحر الاحتلال".

من جانبها، قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: إن "⁠هذه الضربة النوعية تؤكد هشاشة المنظومة الأمنية الصهيونية وعجزها أمام تصاعد وتيرة المقاومة في الضفة المحتلة".

وتابعت أن نجاح المقاوم في التسلل إلى داخل الموقع العسكري، والوصول إلى مهاجع الجنود وفتح النار من مسافة صفر يعكس مستوى الجرأة والتخطيط العالي، "بما يُشكّل فشل لسياسة الاغتيالات الممنهجة والحملات الواسعة التي تستهدف مناطق شمال الضفة، ولا سيما جنين وطولكرم وطوباس".

وأضافت الجبهة أن العملية "تُوجه رسالة واضحة للعدو بأن المقاومة قادرة على المبادرة والتكيُّف مع التحديات الميدانية، وتؤكد أن الضفة المحتلة لن تبقى ساحةً آمنةً لجنوده ومستوطنيه".

واعتبرت أن العملية تأتي كرد طبيعي على جرائم الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.

وفي سياق متصل، اعتبرت لجان المقاومة في فلسطين العملية "ردًا شرعيًا وواجبًا طبيعيًا على جرائم الاحتلال المجرم وحربه بحق أهلنا في جنين".

وأكدت أن العملية البطولية قرب جنين صفعة جديدة ومتواصلة للمنظومة الأمنية والعسكرية الصهيونية، "ورسالة للصهاينة بأن لا أمن لهم ولا استقرار في ظل استمرار العدوان الصهيوني على شعبنا".

ودعت لجان المقاومة أبناء الشعب الفلسطيني ومقاوميه وأحراره إلى تصعيد المقاومة وضرب الاحتلال في كل مكان.

تفاصيل عملية حاجز تياسير العسكري

وبعد تنفيذ عملية إطلاق النار، أغلق جيش الاحتلال، اليوم الثلاثاء، حاجز تياسير العسكري.

وأفاد مراسل التلفزيون العربي بأن قوات الاحتلال استدعت تعزيزات إلى منطقة تياسير، بينما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن منفذ العملية استخدم سلاحًا رشاشًا من نوع M16.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش يحقق في ما إذا كان منفذ العملية قد تسلل إلى البرج العسكري وأطلق النار منه.

وأشار مراسل التلفزيون العربي عميد شحادة، إلى أن المكان التي وقعت فيه عملية إطلاق النار تعتبر من مناطق تدريب وإطلاق نار لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت وسائل إعلام عبرية ذكرت في وقت سابق، أن منطقة تياسير شهدت اشتباكات بين أحد "المقاومين" وجنود الاحتلال.

ووصل المنفذ الحاجز العسكري قرب تياسير، وتحصن داخل برج للمراقبة، وأطلق النار صوب الجنود واشتبك معهم، بحسب ما أفادت وسائل إعلام عبرية قبل استشهاده.

وأكد الإسعاف الإسرائيلي، إصابة 8 إسرائيليين في عملية إطلاق نار قرب حاجز تياسير، مشيرًا إلى أن من بين الإصابات اثنين وصفت حالتهما بـ"جراح خطيرة جدًا".

ووفق إذاعة جيش الاحتلال، تمكن المسلح من التسلل إلى داخل المجمع العسكري، حيث يتواجد الجنود هناك، وهو عبارة عن نقطة عسكرية تحتوي على برج مراقبة محصن وعدد من المباني التي يتواجد فيها الجنود.

وداخل المجمع، بدأ المقاوم بإطلاق النار، واندلعت اشتباكات بينه وبين القوات الإسرائيلية، استمرت المواجهات المسلحة لعدة دقائق، حتى أصاب 8 جنود قبل أن يتمكن الجنود من قتله، حسب المركز الفلسطيني للإعلام.

دلالات التصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية

من جهته، أوضح مدير مركز المسار للدراسات الإستراتيجية نهاد أبو غوش أن الضفة الغربية تعيش الآن تحت وقع حرب متواصلة منذ ثلاث سنوات على الأقل، تكثفت خلال العدوان على غزة، وازدادت حدتها ووتيرتها. وقد انتقلت من عمليات قمع وبطش فردية متفرقة إلى عملية واسعة النطاق جدًا، وصلت إلى درجة تنفيذ عمليات اغتيال بالطائرات الحربية والمسيرات، وإغلاق المناطق، بحسب أبو غوش.

وفي حديث للتلفزيون العربي من رام الله، أشار أبو غوش إلى أن العملية العسكرية الجديدة على شمال الضفة، التي بدأت منذ حوالي ثلاثة أسابيع، مرتبطة بسياقين. الأول مؤقت ويرتبط بالصفقة التي أُبرمت بشأن الحرب في غزة، حيث جاءت لتغطية ثغرات هذه الصفقة في نظر الجمهور اليميني ولإظهار أن يد إسرائيل ما زالت هي اليد الطولى، بالإضافة إلى الاستجابة للنزعات الانتقامية لدى اليمين الإسرائيلي المتطرف.

وأوضح أن إسرائيل ومن خلال هذا التوجه تعمل على اجتثاث المقاومة من جهة ضم أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينية وتكثيف الاستيطان، واختزال صلاحيات السلطة الفلسطينية إلى مجرد صلاحيات بلدية محدودة وهامشية، وتهيئة الأرض المحتلة لحل نهائي "قيد الدرس" الآن والتشاور بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وأشار أبو غوش إلى أن طموحات إسرائيل هي أن يساعدها ترمب في ضم أجزاء واسعة من الضفة الغربية، ووضع حد نهائي للصراع وربما أيضًا مساعدة تل أبيب في تهجير الفلسطينيين.

ولليوم الـ15، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانًا على محافظة جنين ومخيمها وبلداتها شمال الضفة الغربية المحتلة، مع استمرار حصار المخيم وإغلاق مداخله وتدمير بنيته التحتية، واستمرار الاشتباكات مع مقاتلين فلسطينيين داخله، مع تصعيد لاعتداءاته في محافظتي طوباس وقلقيلية (شمال).

وأسفر العدوان الإسرائيلي على جنين ومخيمها وبلداتها منذ 21 يناير/ كانون الثاني الماضي عن استشهاد 25 فلسطينيًا، بينهم طفلان، وإصابة أكثر من 50 آخرين ونزوح نحو 3 آلاف باتجاه القرى القريبة، إضافة إلى هدم أكثر من 100 منزل في المخيم (نحو 20 ألف نسمة) وإحراق أخرى، وفق معطيات فلسطينية.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - وكالات
تغطية خاصة