تعاني فرنسا منذ سنوات من أزمة نقص حاد في عدد الأطباء في بعض المناطق، حيث يضطر المواطنون إلى الانتظار أشهرًا للحصول على موعد مع الطبيب، وذلك بسبب قلة عدد الأطباء، أو ما بات يُعرف بـ"التصحّر الطبي".
وإزاء تلك الظاهرة اقترح البرلمان الفرنسي مشروع قانون لمحاربة المشكلة، لكنه يواجه معارضة الأطباء أنفسهم.
ما الأسباب؟
وسلط التلفزيون العربي الضوء على تلك الأزمة، منتقلًا إلى إحدى العيادات في شمالي فرنسا، والتي تعاني نقصًا في الأطباء، إذ بلغ التصحر الطبي في البلاد ما نسبته 87% خصوصًا في المناطق الريفية. وتعود أسباب هذه الظاهرة، إلى محدودية القدرة على تدريب الأطباء في الجامعات الفرنسية.
ويقول الدكتور رافائيل ديشانكور، رئيس نقابة "رياجير" الطبية للتلفزيون العربي: "المشكلة أيضًا أن كثيرًا من الطلاب يضطرون للدراسة في الخارج؛ إذ لا تملك الجامعات الفرنسية القدرة على استيعابهم".
ويضيف ديشانكور: "لدينا أيضًا عدد متزايد من الأطباء الذين لم يعودوا يمارسون عملهم في أماكن قريبة من السكان".
"لن يجدي نفعاً"
ولمحاربة التصحر الطبي يعمل البرلمان الفرنسي على إبرام مشروع قانون يلغي حرية اختيار مكان مزاولة المهنة، ويفرض وجود الأطباء في المناطق الأكثر احتياجًا لهم.
مراسلة التلفزيون العربي دلال معوض أكدت أن مشروع القانون هذا يواجه اعتراضًا من عدد كبير من نقابات الأطباء، وطلاب الطب الذين سيتأثرون بشكل أساسي بهذا القانون، فقد عمت باريس ومدنًا أخرى مظاهرات حاشدة تندد بمشروع القانون.
ويقول كيليان ليهلغوارتش، رئيس الاتحاد الوطني للمتدربين في الطب، في تصريح للتلفزيون العربي: "تُظهر الدراسات الوطنية والدولية أن هذا الإجراء لن يُجدي نفعًا ولن يحسّن فرص مواطنينا في الحصول على الرعاية الصحية. لقد طالبنا أعضاء البرلمان منذ أشهر بالعمل معنا لإيجاد حلول".
"حل مبتكر وفعال"
وأحد الحلول المطروحة من المعترضين على القانون، هو خلق فروع لكليات الطب في مناطق التصحر الطبي ليتدرب الأطباء ويستقروا فيها، ولكن رئيس الحكومة اقترح بديلًا عن القانون ينص على وجود الأطباء يومين شهريًا في مناطق التصحر.
وقال فرانسوا بايرو: "لن نقبل بعد الآن أن يجد ملايين الفرنسيين أنفسهم محرومين من الرعاية الصحية. وإذا تضامن كل طبيب، حتى ولو ليوم أو يومين شهريا، وأحيانًا لبضعة أيام سنويًا، فسنقدم حلًا مبتكرًا وفعالًا، في انتظار السنوات القليلة التي نحتاج إليها لزيادة عدد مقدمي الرعاية المدربين".
لكن حتى هذا الاقتراح لا يحظى بشعبية بين الأطباء الذين يقولون إن الحل في زيادة عدد الأطباء وليس في إعادة توزيعهم.