في غرفة تسجيل بسيطة شمال سوريا، يجتمع عدد من المتطوعين للعمل ضمن فريق واحد على تسجيل مقاطع صوتية، ستستعمل فيما بعد لصناعة برامج كرتونية للأطفال، أو ستكون دبلجةً لأحد برامج الأطفال غير الناطقة بالعربية.
فيحاول هذا الفريق من الشبان والشابات إحياء عمليات صناعة برامج الأطفال في سوريا، التي كانت أشهر الدول العربية المختصّة قبل أن تفقد الكثير من العاملين في المجال، بسبب الأوضاع فيها.
ويروي محمد دياب عضو الفريق التطوعي كيف كان يحاول تقمّص أدوار بعض الشخصيات التي كان يقرأ قصصها خلال مرحلة الطفولة، فوجد بذلك موهبته وقدراته الصوتية المتعددة التي تسمح له بالعمل في مجال إنتاج ودبلجة البرامج الفنية للأطفال.
ويتابع دياب: "هذا الفريق هو المكان الأنسب لتطوير موهبتي، وتنميتها في هذا المجال".
تطوع لصناعة المحتوى الهادف
وتتنوع أعمال هؤلاء الشباب من الكتابة إلى الإنتاج والتسجيل والإخراج، ضمن "فلويام" الذي يعد أول فريق تطوعي مختصّ بصناعة المحتوى الهادف، ويضم عددًا من المحترفين وهواة العمل الفني الذين يسعون لإنتاج أفضل محتوى في المنطقة بمعداتهم البسيطة، وجهودهم الشخصية.
وتشرح بيسان دياب من أعضاء فريق "فلويام"، أن الهدف الأساسي لهذه المبادرة هو جمع مجموعة من الخبرات مع المواهب الموجودة، لإصدار أعمال فنية احترافية على كافة الأصعدة.
طموح أكبر من الصعوبات
وعلى الرغم من بساطة إمكانياتهم التي يعملون بها، ووجود مصاعب كثيرة تواجه عملهم في الإنتاج الفني، إلا أن أعضاء فريق "فلويام" يشاركون في مسابقات عديدة تهتم بذلك المجال.
هذا بالإضافة إلى سعي هؤلاء الشباب للوصول إلى أعمال أكبر، وتحويل فريقهم إلى شركة كبيرة تصل بهم إلى مستويات عالمية.
وأخذ الشباب السوري على عاتقه النهوض بالمنطقة، رغم صعوبات العيش في بلادهم، عبر العديد من المشاريع التطوعية التي تطمح في نهاية المطاف إلى تغيير واقع سوريا الصعب.
