الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

"فشل أخلاقي كارثي".. تباين "فجّ" في توزيع اللقاحات بين الدول

"فشل أخلاقي كارثي".. تباين "فجّ" في توزيع اللقاحات بين الدول

Changed

اختصاصيّ جرّاح في المستشفى الملكي في لندن لـ"التلفزيون العربي": أيّ بلدٍ لن يكون آمنًا إذا لم تكن جميع البلدان الأخرى، الغنية والفقيرة، محصَّنة وتصلها اللقاحات.

سيكون العالم على "شفير إخفاق أخلاقي كارثي" في حال استأثرت الدول الغنية باللقاحات ضد فيروس كورونا المستجد فيما الدول الأكثر فقرًا تعاني، حسب تحذير المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، الإثنين.

ولا يبدو أنّ هذا التحذير جاء عبثا، إذ إنّ الأنانية تتبدى جليّة في طلب الخلاص من وباء كورونا، خصوصا لدى الدول الغنيّة التي تتبنى منطق "أنا أولاً" في التعامل مع هذا الموضوع، وفقًا لغيبرييسوس نفسه، الذي حذّر من "ثمن باهظ" لهذا الإخفاق.

ولعلّ خير دليل على ما سبق يتمثّل في حقيقة أنّ 25 جرعة فقط كانت حصّة إحدى الدول الأكثر فقرًا في العالم، في وقت تسارع الدول الغنية للحصول على عشرات الملايين من الجرعات، ما يؤشّر على تباينٍ "فجّ" في توزيع اللقاحات.

لكنّ لجنة الخبراء المستقلة المكلَّفة بتقييم الاستجابة العالمية للوباء لم تُعف منظمة الصحة العالميّة نفسها بهذا الصدد، إذ سجّلت عليها بطء الإجراءات وعدم الاستجابة السريعة لانتشار الوباء، واضعةً أيضًا جمهورية الصين في المستوى نفسه من التراخي.

مشاكل لوجستية كبيرة

ويلفت الاختصاصي الجراح في المستشفى الملكي في لندن أحمد المشتت إلى أنّ العالم كلّه لا يزال يعاني من "شحّ" في اللقاحات، وهو ما يُرصَد في بريطانيا وألمانيا، وحتى في الولايات المتحدة، رغم أنّ العديد من اللقاحات تُصنَّع في هذه الدول.

لكنّ المشتّت يشدّد، في حديث إلى "التلفزيون العربي" ضمن برنامج "الساعة الأخيرة"، على أنّ أيّ بلدٍ لن يكون آمنًا إذا لم تكن جميع البلدان الأخرى، الغنية والفقيرة، محصَّنة وتصلها اللقاحات. 

ويحذّر من أنّ هذا الأمر سيستغرق وقتاً طويلاً، خصوصًا أنّه يصطدم بمشاكل لوجستية كبيرة، ويقول "إننا قد نحتاج إلى عام أو أكثر في بريطانيا مثلاً، فكيف ببلدان أخرى لا تتوفر فيها أي بنى تحتية".

ماذا عن الدول العربية؟

وفي وقتٍ يطرح فيه البعض حلاً بديلاً بأن تلجأ الدول الفقيرة إلى تصنيع لقاحاتها بنفسها، يستبعد المشتّت مثل هذا الأمر، انطلاقًا من أنّ هذه الدول الفقيرة لا تمتلك على الأرجح البنى التحتية اللازمة لمثل هذه العملية. لكنه يلفت إلى إمكانية عقد شراكات بين الشركات المصنّعة للقاحات والمعاهد في مختلف دول العالم بغرض إنتاج كميات أكبر من اللقاح.

وعلى المستوى العربي، يلفت المشتّت إلى أنّ بعض الدول العربية ولا سيما دول الخليج كانت من أوائل الدول التي رخّصت استخدام اللقاحات، لكنّ المشكلة تبقى في دول مثل لبنان الذي يعاني من ضغط هائل في الاقتصاد وفي مساره السياسي وكذلك العراق. 

ويخلص الاختصاصيّ إلى حقيقة ثابتة مفادها أنّ بلدًا مثل بريطانيا لن يكون آمنًا مئة في المئة ما لم يكن بلد مثل العراق آمنًا مئة في المئة. 

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close