دخلت فصائل المعارضة السورية اليوم الخميس مدينة حماة وسط البلاد، وسيطرت على أحياء واسعة من المدينة، بعد معارك محتدمة مع قوات النظام، حسبما أفاد مراسل التلفزيون العربي.
ومنذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تخوض فصائل المعارضة السورية اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق في البلاد، والجمعة دخلت مدينة حلب، والسبت بسطت سيطرتها على محافظة إدلب، ضمن عملية "ردع العدوان".
وعقب إتمام السيطرة على مركز حلب، واصلت المعارضة تقدمها باتجاه محافظة حماة، وتمكنت من بسط سيطرتها على العديد من القرى المحاذية لمركز المدينة.
فصائل المعارضة السورية تدخل إلى مدينة حماة
وقال مراسل التلفزيون العربي إن "فصائل المعارضة السورية سيطرت على السجن المركزي في مدينة حماة وتقدمها مستمر".
بدوره، أكد زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمّد الجولاني أن "لا ثأر" بعد دخول الفصائل المعارضة إلى مدينة حماة.
وفي مقطع فيديو مقتضب نشرته إدارة عمليات الفصائل على تطبيق "تلغرام"، خاطب الجولاني أهالي المدينة قائلًا: "أبشّركم أن إخوانكم المجاهدين الثوار بدأوا بالدخول الى مدينة حماة لتطهير ذاك الجرح الذي استمر في سوريا لمدة 40 عامًا".
وأضاف: "أسال الله عز وجل أن يكون فتحًا لا ثأر فيه بل فتحًا كله رحمة ومودة".
من جهتها، أعلنت قوات المعارضة السورية السيطرة على مناطق أرزة والشيحة وتل الشيحة وشرعايا وكفر ألطون في ريف حماة الشمالي.
وأشارت الفصائل المعارضة بعد دخولها مدينة حماة إلى أنها أخرجت مئات السجناء من سجن المدينة المركزي الذي دخلته أيضًا، وفق ما أكد أحد قادتها العسكريين.
وقال القيادي حسن عبد الغني من إدارة عمليات الفصائل على تطبيق "تلغرام": "قواتنا دخلت سجن حماة المركزي، وحرّرت مئات الأسرى المظلومين منه".
وأفاد المتحدث باسم إدارة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة: "حطمنا الفرقة 25 التابعة للنظام السوري في ريف حماة".
وبعد وقت قصير من إعلان فصائل معارضة دخولها إلى حماة، أقر جيش النظام السوري خسارته المدينة الإستراتيجية، رابع كبرى مدن البلاد.
وقال الجيش في بيان: "خلال الساعات الماضية ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية (...) تمكنت تلك المجموعات من اختراق محاور عدة في المدينة ودخولها"، حسب تعبيره.
وأضاف: "حفاظًا على أرواح المدنيين.. قامت الوحدات العسكرية المرابطة فيها بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة".
روسيا "تقيم الوضع"
سياسيًا، لفت دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين اليوم الخميس إلى أن روسيا تقيم الوضع في سوريا و"على تواصل دائم مع السلطات في دمشق".
وأضاف أن نطاق المساعدة الروسية لدمشق سيعتمد على هذا التقييم.
وروسيا حليف رئيسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد، وقدمت له الدعم العسكري منذ 2015 خلال الحرب الأهلية في البلاد.
وقال بيسكوف للصحفيين: "في الوقت الراهن، نتابع عن كثب ما يحدث في سوريا. نجري حوارًا دائمًا مع أصدقائنا السوريين.. مع دمشق".
وتابع قائلًا: "بناء على تقييم الوضع، سنتمكن من الحديث عن مستوى المساعدة التي تحتاجها السلطات السورية للتصدي للمسلحين والقضاء على هذا التهديد".