Skip to main content

فضيحة في فرنسا.. كيف تستّرت السلطات على معالجة محظورة لنستله؟

الإثنين 19 مايو 2025
تتعلّق الفضيحة التي تورطت فيها السلطات الفرنسية بمعالجة شركة نستله العملاقة للأغذية، للمياه المعدنية بما فيها علامة "بيرييه" التجارية الشهيرة - غيتي

تستّرت الحكومة الفرنسية "على أعلى المستويات" على فضيحة تتعلق بمعالجة شركة نستله العملاقة للأغذية، للمياه المعدنية بما فيها علامة "بيرييه" التجارية الشهيرة، حسبما أظهر تحقيق لمجلس الشيوخ.

وفي السنوات الأخيرة، واجهت شركة الأغذية والمشروبات السويسرية ضغوطًا بسبب علامة بيرييه وغيرها من العلامات التجارية، إذ تفرض لوائح الاتحاد الأوروبي قيودًا صارمة على أنواع المعالجة المسموح بها لأي منتج يُسوّق على أنه مياه معدنية طبيعية.

وذكر تقرير مجلس الشيوخ أن: "بالإضافة إلى افتقار نستله ووترز للشفافية، من المهم تسليط الضوء على افتقار الدولة للشفافية، سواء تجاه السلطات المحلية والأوروبية أو تجاه الشعب الفرنسي".

ويأتي التقرير عقب تحقيق أجراه مجلس الشيوخ استمر ستة أشهر وشمل أكثر من 70 جلسة استماع.

وقال التقرير: إن "هذا التستر جزء من إستراتيجية متعمدة، نُوقشت في الاجتماع الوزاري الأول حول المياه المعدنية الطبيعية في 14 أكتوبر/ تشرين الأول 2021"، مضيفًا: "بعد مرور قرابة أربع سنوات، لم تتحقق الشفافية بعد".

نستله طلبت مساعدة الحكومة والإليزيه

وفي أواخر عام 2020، قالت الإدارة الجديدة لشركة نستله ووترز إنها اكتشفت استخدام معالجات محظورة للمياه المعدنية في مصانع بيرييه و"إيبار" و"كونتريكس".

وفقًا للتقرير فإن ماكرون كان على علم، منذ عام 2022 على الأقل، بأن شركة نستله تمارس الغش منذ سنوات - غيتي

وتواصلت الشركة مع الحكومة الفرنسية لطلب المساعدة وتقديم خطة لمعالجة المشكلة في منتصف 2021، ثم مع قصر الإليزيه.

وبعد 18 شهرًا، وافقت السلطات على خطة لاستبدال المعالجات بالأشعة فوق البنفسجية والفلاتر الكربونية المحظورة بتقنية الترشيح الدقيق. والتي ويمكن بها إزالة الحديد أو المنغنيز، ولكن على المُنتج إثبات عدم تغيير الماء.

وذكر التقرير: أنه "رغم الاحتيال الاستهلاكي المتمثل في تعقيم المياه"، لم تتخذ السلطات أي إجراءات قانونية ردًا على ما كُشف عام 2021.

وأضاف: "اتُخذ قرار السماح بالترشيح الدقيق للمياه دون عتبة 0,8 ميكرون على أعلى مستوى في الدولة".

وأورد التقرير أن هذه الخطوة جاءت متوافقة مع القرارات التي اتخذتها السلطات، بما فيها مكتب رئيسة الوزراء آنذاك إليزابيث بورن، رغم أنها لم تكن على علم بالأمر على ما يبدو.

"ماكرون كان على علم بالغش"

وقالت اللجنة إن مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "كان على علم، منذ عام 2022 على الأقل، بأن شركة نستله تمارس الغش منذ سنوات".

واجتمع أليكسيس كولر، الأمين العام آنذاك لقصر الإليزيه، مع مسؤولين تنفيذيين في نستله.

وينص القانون الأوروبي على أنه لا يجوز تطهير المياه المعدنية الطبيعية أو معالجتها بأي طريقة تُغير خصائصها.

واستحوذت شركة نستله في أوائل التسعينات على بيرييه، إحدى أشهر علامات المياه المعدنية في العالم والتي تُقدم تقليديًا مع الثلج وشريحة من الليمون، وتُستخرج من مصدر في جنوب فرنسا.

وفي عام 2024، اعترفت شركة نستله ووترز باستخدام فلاتر محظورة والمعالجة بالأشعة فوق البنفسجية للمياه المعدنية.

ودفعت الشركة غرامة قدرها مليوني يورو (2,2 مليون دولار) لتجنب إجراءات قانونية بشأن استخدامها مصادر مياه غير قانونية وتنقيتها. إلا أنها أكدت آنذاك أن الفلاتر البديلة حصلت على موافقة الحكومة، وأن مياهها "نقية".

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة