الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

فقدان الحبيب وانعدام النظافة وإهمال الذات.. ما هي متلازمة ديوجين؟

فقدان الحبيب وانعدام النظافة وإهمال الذات.. ما هي متلازمة ديوجين؟

Changed

نافذة من أرشيف برنامج "صباح النور" تسلط الضوء على متلازمة ديوجين وتداعياتها المقلقة (الصورة: غيتي)
ارتبطت متلازمة ديوجين باسم الفيلسوف الإغريقي ديوجين، الذي عاش في القرن الرابع، ولم يكن يأبه لنظافته أو مظهره وعاش متسولًا ومتقشفًا.

يمكن لحالة مزاجية مؤقتة أن تدفع المرء إلى إهمال مظهره الخارجي وإطلاق العنان للفوضى في منزله.

لكن ما ينذر بالإصابة بمتلازمة ديوجين يرسم مشهدًا لواقع مختلف؛ يكون فيه اعتبار انعدام النظافة أمرًا طبيعيًا بشكل مستمر. 

ويترافق هذا الحال مع أعراض أخرى منها تكديس الأغراض والمهملات في كل مكان متاح في المنزل، ما يحوّله إلى بيئة غير صحية وخطرة على كل من فيه.

ما هي متلازمة ديوجين؟

تُعد متلازمة ديوجين اضطرابًا عقليًا وسلوكيًا يُصيب كبار السن من الجنسين بمعزل عن الحالتين الاجتماعية والاقتصادية لصاحبها.

وقد ارتبطت باسم الفيلسوف الإغريقي ديوجين، الذي عاش في القرن الرابع، وكان يرى في الماديات نقيض السعادة وأن العيش البسيط هو الحل، فلم يكن يأبه لنظافته أو مظهره وعاش متسولًا ومتقشفًا.

ويوضح الاختصاصي في الطب النفسي محمد الخواجة، في حديث سابق إلى "العربي" من رام الله، أنّ المتلازمة غالبًا ما يصاب بها كبار السن ممن يفوق عمرهم الستين، إلا أنها قد تظهر في عمر أقل.

إلى ذلك، يوضح موقع "ميديكال نيوز توداي"، أن الإصابة بمتلازمة ديوجين غالبًا ما تترافق مع حالات صحية أخرى مثل الخرف.

أعراض متلازمة ديوجين

يُدرج ضمن أعراض هذه المتلازمة العيش في حالة من البؤس وانعدام النظافة الشخصية وإهمال الذات، فينقطع المصاب عن الاستحمام أو تبديل ملابسه.

ويظهر على المصاب هوس بحب التملك وتجميع وتكديس الأغراض والأدوات التي لا لزوم لها، ما يجعل من مكان إقامته مساحة للخردة والنفايات.

وفيما ينغلق على نفسه ويضعها في حالة من العزلة التامة ويرفض المساعدة الخارجية، فهو يعمد إلى تربية الحيوانات ومرافقتها.

ويشير الخواجة في هذا الصدد، إلى التبدل الذي يظهر على شخصية المصاب من حيث التوقف عن مراعاة القواعد العامة، فضلًا عن ظهور بعض العنف والعدوانية على سلوكه.

وتحمل هذه الأعراض أخطارًا صحية من جراء غياب النظافة وتراكم الأوساخ، على غرار الإصابة بذات الرئة، والأمراض الجلدية مع انتشار الحشرات والقوارض والروائح الكريهة.

يُدرج ضمن أعراض متلازمة ديوجين العيش في حالة من البؤس وانعدام النظافة الشخصية وإهمال الذات - ميديكال نيوز توداي
يُدرج ضمن أعراض متلازمة ديوجين العيش في حالة من البؤس وانعدام النظافة الشخصية وإهمال الذات - ميديكال نيوز توداي

كما تهدد المواد المخزنة بشكل غير منطقي وغير منظم بوقوع حوادث منزلية، ومنها اندلاع الحرائق.

ويحذر مختصون من أن تصاعد حدة هذه المتلازمة قد يرتبط بأمراض نفسية وعصبية مثل الشيزوفرينيا والاكتئاب والإدمان.

أسباب الإصابة بالمتلازمة

يشير موقع "ميديكال نيوز توداي" إلى النقص في البحث حول مدى انتشار الإصابة بهذه المتلازمة.

وفيما يتحدث عن تركيز دراسات الحالة على الأفراد بدلًا من مجموعات كبيرة من الأشخاص، يرى أن الأمر قد يكون عيبًا في البحث، عازيًا ذلك إلى كون "ما ينطبق على شخص ما قد لا يكون صحيحًا بالنسبة لشخص آخر".

وبحسب الموقع نفسه، تُقدر بعض المصادر أن نصف الحالات على الأقل تحدث لدى أشخاص لا يعانون من مشاكل نفسية سابقة.

غالبًا ما تترافق الإصابة بمتلازمة ديوجين مع حالات صحية أخرى مثل الخرف - ميديكال نيوز توداي
غالبًا ما تترافق الإصابة بمتلازمة ديوجين مع حالات صحية أخرى مثل الخرف - ميديكال نيوز توداي

ومع عدم وجود حالة طبية أخرى، يقترح العلماء في معرض تفسير الإصابة بمتلازمة ديوجين أنها قد تكون ناتجة عن إجهاد نتيجة حدث صادم على غرار وفاة أحد الأحباء.

ويردون ذلك إلى كون الأنشطة اليومية مثل العناية الشخصية قد تتعطل في أوقات الشدة والحزن، أو قد يتم تجاهلها.

بموازاة ذلك، سُجلت حالات طبية بوصفها مسبّبات لهذه المتلازمة؛ ومنها مشكلات في الرؤية وصدمات نفسية.

إلا أن علاج المصابين دونه العديد من التحديات، من أبرزها عدم فهم حقيقة ما يعانيه هؤلاء من جانب المحيطين بهم.

وبحسب خواجة، مع عدم فهم أن ما يعانيه المرء ناتج عن خلل واضطراب نفسي أو مرض ما، يتم التعامل معه على أنه شخص سيئ فيتم الابتعاد عنه.

وبرأيه يصعّب عدم وجود أشخاص من حول المصاب علاج الأخير، ما يحول دون الاهتمام به أو دفعه للعلاج.

وتؤكد مراجع طبية ما يستوجبه العلاج من الرعاية المستمرة منعًا لإيذاء الذات أو الآخرين، فضلًا عن مراجعة المتخصصين لوضع البرنامج العلاجي الدوائي والسلوكي.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close