أدرك اللبناني معمر العلي أن الرجل الملتحي الذي ظهر في مقطع مصور بعد أن أطلقت فصائل المعارضة السورية سراحه من سجن في حماة هو شقيقه علي المفقود منذ ما يقرب من 40 عامًا داخل سجون النظام السوري.
وقال معمر في منزله بشمال لبنان: "قلبك بيقول لك هذا أخوك".
وذكر معمر أن العائلة لم تتمكن من الاتصال بابنها منذ رؤيته في المقطع المصور يوم الخميس الفائت حينما تمكنت فصائل المعارضة السورية من السيطرة على مدينة حماة وإخراج جميع المعتقلين من سجن "حماة المركزي".
وأشار معمر إلى أن صحفيًا سوريًا في حماة أبلغ العائلة بأن هذا الرجل فقد الذاكرة ولا يستطيع تذكر اسمه.
ما قصته؟
وقالت عائلته إن علي أُلقي القبض عليه وهو في سن 18 عامًا عند نقطة تفتيش تابعة للجيش السوري عندما كان في لبنان خلال الحرب الأهلية في البلاد بين عامي 1975 و1990.
وفشلت جهود العائلة في العثور عليه قبل أن تسيطر المعارضة السورية الأسبوع الماضي على مدينة تلو الأخرى في هجوم خاطف، وتحرر آلاف السجناء من السجون السورية في أكثر من محافظة.
وتأمل آلاف العائلات في أن يعود إليهم أحباؤهم الذين اعتقلوا في السجون السورية خلال حكم عائلة الأسد المستمر منذ عام 1971.
وتؤكد جماعات حقوقية أن أكثر من 150 ألف سوري اعتقلوا على خلفية الثورة السورية التي اندلعت في مارس/ آذار 2011 وقمعها النظام بدعم من إيران وروسيا بالحديد والنار.
وأطلقت فصائل المعارضة السورية في شمال غربي سوريا، عملية عسكرية في 27 من الشهر الماضي، تحت اسم "ردع العدوان" تمكنت من السيطرة خلالها على مساحات شاسعة من البلاد حتى وصلت لأطراف العاصمة دمشق وطوقتها.
