الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

"فقر وبطالة".. تداعيات خطيرة لانكماش الطبقة الوسطى في العالم العربي

"فقر وبطالة".. تداعيات خطيرة لانكماش الطبقة الوسطى في العالم العربي

Changed

فقرة من "صباح جديد" تناقش تداعيات انكماش الطبقة الوسطى وآثارها السلبية على المجتمعات العربية (الصورة: غيتي)
باتت الطبقة الوسطى في العالم العربي هشة وضعيفة ومهددة بمزيد من التلاشي والاضمحلال في ظل سياسيات حكومية متراكمة غير مكترثة لأهمية وجودها.

يُعد الحراك الاجتماعي والتفاوت بين الطبقات الاجتماعية سمة طبيعية للمجتمعات الصحية، لكن العالم العربي يواجه واقع انكماش الطبقة الوسطى منذ سنوات، وهي الطبقة التي تعتبر المحرك الرئيسي لعجلة الاقتصاد، ومفتاح الأمان للمجتمع اقتصاديًا واجتماعيًا.

ودرس العديد من علماء الاجتماع مثل ماكس فيبر وكارل ماركس عن كثب ظاهرة الحراك الاجتماعي وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المباشرة، فيما أشار الفيلسوف اليوناني أرسطو أيضًا إلى الصراعات التي يمكن أن تحدث بين الأغنياء والفقراء، وحدد الطبقة الوسطى على أنها الوسيط الذي لديه القدرة على نزع فتيل هذا الاحتكاك.

غير أن الطبقة الوسطى وجدت نفسها أمام موجة تضخم تحت وطأة حرب تدور في أوكرانيا.

وبحسب الخبراء، باتت الطبقة الوسطى في العالم العربي هشة وضعيفة ومهددة بمزيد من التلاشي والاضمحلال في ظل سياسيات حكومية متراكمة غير مكترثة لأهمية وجودها.

وبحسب صحيفة "الغد" الأردنية، ستكون الطبقة الوسطى في الأردن الأكثر تأثرًا بارتفاع أسعار التضخم بحكم أنها الأكثر استهلاكًا ونشاطًا، وقد كانت دائمًا الأكثر تأثرًا وبشكل مباشر بالسياسات الضريبية التي اعتمدتها الحكومة، سواء كان ذلك على مستوى ضريبة الدخل أو على ضريبة المبيعات.

وتشير تحليلات سابقة قامت بها "الغد" في وقت سابق، إلى أن حجم الطبقة الوسطى يقدر وفق مسح لدخل ونفقات الأسرة لعام 2013 - 2014 بنحو 27,8% من المجتمع، رغم عدم وجود أرقام دقيقة حديثة عن حجم الطبقة الوسطى في المملكة.

تداعيات انكماش الطبقة الوسطى

وفي هذا الإطار، أوضح الخبير الاقتصادي مازن إرشيد أن انكماش الطبقة الوسطى ظاهرة عالمية، لكنها تختلف من منطقة إلى أخرى، مشيرًا إلى أن المنطقة العربية بما فيها الأردن كانت تركز في العقود الماضية على النواحي الأمنية والطبقة السياسية على حساب التنمية الاقتصادية، أو إيجاد أنظمة اقتصادية مستدامة.

وأضاف في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان، أن أي حدث عالمي كالحرب الروسية في أوكرانيا أو جائحة كوفيد-19، سيكون له تداعيات أكبر على المنطقة العربية، لا سيما في الأردن الذي يعتمد على المنح الخارجية.

ولفت إرشيد إلى تفاقم العجز في الموازنة العامة للأردن مع ارتفاع الأسعار عالميًا ما أدى إلى الاستدانة من الخارج، مشيرًا إلى أن الطبقة الوسطى، هي الفئة المجتمعية المتضررة من هذه التداعيات نتيجة رفع الدولة الضرائب والرسوم الجمركية وتقليص الحزم الاجتماعية على المواطنين لتسديد ديونها.

وأوضح أن انكماش الطبقة الوسطى سيؤدي إلى اتساع الطبقة الفقيرة، وارتفاع نسبة الانتحار والجريمة، فضلًا عن ارتفاع نسبة البطالة والفساد.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close