"فكرة" اعتزال كريستيانو رونالدو.. هل حان وقت الجلوس على مقاعد البدلاء؟
بعد مشاركته في افتتاحية منتخب بلاده أمام التشيك في يورو 2024، أصبح الأسطورة البرتغالية كريستيانو رونالدو أول لاعب في التاريخ يلعب 6 بطولات يورو على التوالي.
لعلّ هذا الرقم القياسيّ يشرح عقلية النجم البرتغالي، ويؤكد على استمراريته في عالم كرة القدم طيلة هذه الفترة، لكنّه يطرح كذلك علامات استفهام حول مدى تأثيره مع منتخب بلاده، وقدرته على تحمّل ضغط المباريات في هذا النسق العالي من البطولات.
فهل خيار إشراك رونالدو أساسيًا لا يزال الأنسب فعلاً، أم حان الوقت للأسطورة ليجلس على مقاعد البدلاء؟
عن هذا السؤال وغيره، يجيب اليوتيوبر محمد أبو زيد (الكوير)، بأسلوبه الخاص في حلقة هذا الأسبوع من سلسلة "مع الكوير"، الذي يُعرَض حصريًا عبر منصّات التلفزيون العربي الرقمية.
"العمر مجرّد رقم"
تتردّد كثيرًا عبارة "العمر مجرد رقم"، مع كلّ ما تنطوي عليه من معانٍ ودلالات، في مختلف المجالات، ولكن بشكل خاص في عالم الرياضة، وإن تفاوتت تجلياتها وانعكاساتها.
تُقال هذه العبارة عند الإشارة للاعب لا يزال صغيرًا في السنّ، وما زال في بداية مسيرته، ولا يعرف معنى النجومية، ويحاول أن يتعرف على مفهوم الفريق الأول.
كما أنّها تُقال أيضًا عند الإشارة للاعب تجاوز سنّ الـ35 عامًا، وبات يُنظَر إليه على أنّه "عجوز"، وفق المفهوم الكروي طبعًا، وعلى عتبة "الاعتزال" إن جاز التعبير.
وما بين هاتين الفئتين، ثمّة نقطة مشتركة، وهي أنّ هؤلاء اللاعبين لا يكونون أساسيّين في العادة، بل يشاركون في أجزاء فقط من المباريات، وذلك للعديد من الأسباب، أبرزها العامل البدني.
لكن هل يندرج كريستيانو رونالدو ضمن هذه الفئة، وبالتالي بات عليه أن يجلس على مقاعد البدلاء؟
كريستيانو رونالدو وأزمة الاعتزال
قبل الإجابة على هذا السؤال، ثمّة سؤال آخر يدفع إليه السؤال الأول، فهل يقبل رونالدو أصلاً بمثل هذا السيناريو؟
الإجابة ببساطة لا، وذلك لأنّ رونالدو يدرك أنّه لا يزال قادرًا على اللعب، وهو يريد أن يلعب، ولأنّ كلّ دقيقة على أرض الملعب تشكّل بالنسبة إليه تحديًا، وكذلك كل مباراة وكل بطولة. لكن، هل هذا الأمر حقيقي؟ هل فعلاً كل تجربة لنا في الحياة يجب أن تكون تحدّيًا؟
استنادًا إلى ما تقدّم، قد يكون من المفيد الغوص قليلاً في شخصية كريستيانو رونالدو الرياضية، هو الذي لا يبدو مُبالَغًا به القول إنّه بدأ اللعب منذ أن كان في بطن والدته، فحياته كلها عبارة عن كرة ورياضة، واهتمام بالعضلات والنظام الغذائي.
لكلّ هذه الأسباب، ثمّة من يتحدّث عن "أزمة اعتزال" بالنسبة للأسطورة رونالدو، الذي قد لا يحبّذ الاعتزال في الوقت الحالي، علمًا أنّ دراسات علمية تؤكد أنّ متوسط عمر اعتزال اللاعبين في البرتغال بين 35 و36 سنة، وأنّ معظمهم لا يقدمون على الخطوة إلا إذا اضطروا أو أجبِروا عليه.
إرث كريستيانو رونالدو
في مقابل هذه الأسئلة والهواجس، ثمّة من يطرح أسئلة أخرى، من نوع، ما الذي يريده كريستيانو رونالدو عمليًا بعد كلّ ما حقّقه؟ وهل يحتاج أصلاً إلى أن يثبت شيئًا آخر لجمهور كرة القدم؟
قد يكون رونالدو يرى أنّ الإرث الذي صنعه غير كافٍ بالنسبة إليه، وأنّ هناك الأمور التي كان يستطيع تحقيقها أكثر، أو التي كان يمكن أن تسير بشكل مختلف.
على سبيل المثال، لا شكّ أنّ بطولة اليورو سنة 2016 كانت إنجازًا عظيمًا للبرتغال، لكن ماذا لو كانت كأس العالم 2022؟ ماذا لو حقق دوري أبطال أوروبا مع يوفنتوس، أو ماذا لو لم ينتقل إلى يوفنتوس في الأساس وبقي مع ريال مدريد؟
ربما كان ظلّ محبوب الجماهير الأول وكتب تاريخًا إضافيًا معهم، واعتزال وأقام حفلاً وداعيًا تاريخيًا يليق به في ملعب سانتياغة بيرنابيو، تمامًا كما كان يحلم حين كان طفلاً صغيرًا.
لذلك ربما، قد يكون الموضوع "ثقيلاً" على رونالدو اليوم، ما يدفعه إلى محاولة التمسّك بالإنجازات القليلة جدًا الباقية أمامه، قبل اتخاذ قرار الاعتزال.