يساهم الحفاظ على صحة الفم، في تقليل خطر الإصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان، وقد أظهرت الدراسات أن هذه المشاكل الصحية مرتبطة بالسكتة الدماغية والسكري وأمراض القلب والخرف.
والعلماء بدأوا في فهم السبب وراء ذلك، من خلال دراسة ميكروبيوم الفم (الجراثيم الحميدة في الفم)، الذي يُعدّ ثاني أكثر مجتمعات الميكروبات تنوعًا في الجسم، بعد الأمعاء، حيث يضم أكثر من 700 نوع من البكتيريا.
ويعزو الخبراء توازن الميكروبيوم إلى نظافة الفم الجيدة، بحسب صحيفة "ذا صن" البريطانية.
صحة الفم
وفي هذا الإطار، تقول الدكتورة سونيا راجبوت، طبيبة الأسنان العامة والتجميلية في عيادة لندن سمايل: "يمكن أن يؤدي اختلال التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة إلى مشاكل في صحة الفم، مثل تسوس الأسنان أو أمراض اللثة، وقد يُسهم في حالات مثل أمراض القلب أو السكري والخرف".
من جهتها، تقول الدكتورة سميتا ميهرا، كبيرة أطباء الأسنان في عيادة "نيم تري" لطب الأسنان: "يتأثر ميكروبيوم فمك بكل ما يلامسه، يشمل ذلك الأكل والشرب والتدخين".
كما يمكن أن تؤثر الأدوية والعمر والتغيرات الهرمونية أيضًا على ميكروبيوم الفم، إما بشكل مباشر أو من خلال تغيير إنتاج اللعاب.

بدورها، توضح الدكتورة صفاء النهر، طبيبة الأسنان ومؤسسة عيادة "سيرين" لطب الأسنان في نايتسبريدج، لندن، أن "اللعاب مهم في توفير الظروف المثالية لميكروبيوم الفم"، مشيرة إلى أنه يُوازن درجة الحموضة (pH)، ويُوفر إنزيمات، ويحتوي على مضادات ميكروبات تُحارب الأمراض".
وأضافت: "عندما يتعلق الأمر بغسول الفم، استخدمه لعلاج حالات مثل القرحة أو أمراض اللثة"، موضحة أن "العديد من أنواع غسول الفم تحتوي على مستويات عالية من الكحول، مما قد يُخل بتوازن البكتيريا في فمك".
ميكروبيوم الفم الصحي خط الدفاع الأول للجسم
إلى ذلك، يُعدّ ميكروبيوم الفم الصحي خط الدفاع الأول للجسم ضد العدوى.
وتقول الدكتورة صفاء النهر: "إنه يُشكّل حاجزًا يُقلّل من خطر دخول الكائنات المُسببة للأمراض إلى الجهاز الهضمي ومجرى الدم".
وتضيف "لذا، عندما يختل توازن الميكروبيوم، يزداد خطر الإصابة بالأمراض المُعدية".
ولسنوات، سادت نظرية مفادها أن الالتهاب هو العامل الحاسم بين صحة الفم والحالات الخطيرة مثل السكتة الدماغية والخرف.
في يناير/ كانون الثاني الماضي، وجد باحثون يابانيون مستويات أعلى من بكتيريا العقدية الذبحية - الموجودة عادةً في الفم والأمعاء - لدى ضحايا السكتة الدماغية، مما يُبرز "أهمية الوقاية من تسوس الأسنان".
في الوقت نفسه تقريبًا، اعتبرت جامعة "ساوث كارولينا" أن استخدام خيط الأسنان "سهل وبأسعار معقولة"، بعد أن وجدت أن الأشخاص الذين يستخدمونه بانتظام لديهم خطر أقل للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 44%.

وتوضح الدكتور ميهرا: "إذا لم يتم العناية بنظافة الفم جيدًا، يمكن للبكتيريا الضارة أن تغزو أنسجة الفم وتُحفز إطلاق مواد كيميائية مُسببة للالتهابات في الجسم".
وقد تم ربط بعض البكتيريا الشائعة (P gingivalis وF nucleatum) بالسرطان، وعلى الرغم من أن معظمنا لديه هذه البكتيريا في فمنا، إلا أنها في ظل ظروف مثل سوء نظافة الفم، قد تصبح ضارة.
علامات التحذير
يساعد طبيب الأسنان على اكتشاف أمراض اللثة، والتسوس، وتراكم الجير، والبلاك في الفم.
وقد يلاحظ البعض جفافًا في الفم، والتهابات، وتقرحات، وطعمًا معدنيًا، وحساسية وألمًا في الأسنان، في حال وجود مشاكل صحية.
وقد تجد نفسك تعاني من مشاكل مثل رائحة الفم الكريهة، وتزايد قرح الفم، والتهابات الأنسجة الرخوة الأخرى، كما تقول الدكتورة ميهرا.
من ناحية أخرى، تقول الدكتورة راجبوت: "إذا كان لديك ميكروبيوم صحي، فستتمتع بلثة وردية اللون وصلبة، وأسنان نظيفة، ونفَس منعش".
نصائح للاهتمام بصحة الفم
- متابعة مواعيد فحوصات الأسنان بانتظام، إذ يُنصح بالذهاب كل ستة أشهر إلى الطبيب.
- تنظيف الأسنان بالفرشاة لمدة دقيقتين مرتين يوميًا، واستخدام خيط الأسنان مرة واحدة يوميًا (قبل تنظيف الأسنان بالفرشاة) لإزالة بقايا الطعام والبلاك بين الأسنان.
- التقليل من التوتر، إذ يمكن أن يسبب التوتر المزمن مشاكل مثل جفاف الفم والالتهاب، مما قد يؤثر سلبًا على ميكروبيوم الفم.
- الإقلاع عن التدخين
- مراقبة النظام الغذائي، إذ تُساعد الأنظمة الغذائية الغنية بالألياف والفواكه والخضراوات على تعزيز نمو البكتيريا النافعة وتحفيز إنتاج اللعاب.
- شرب الكثير من الماء يساعد في التخلص من بقايا الطعام والحفاظ على إنتاج اللعاب.
- مراجعة الأدوية إذ يُمكن للمضادات الحيوية أن تقتل البكتيريا النافعة بينما تُزيل البكتيريا الضارة في كل من الأمعاء والفم.