الخميس 13 فبراير / فبراير 2025
Close

فهْم الرياضيات بواسطة الموسيقى.. طريقة تعليمية مبتكرة في فرنسا

فهْم الرياضيات بواسطة الموسيقى.. طريقة تعليمية مبتكرة في فرنسا

شارك القصة

يستمع تلاميذ المرحلة المتوسطة خلال ورشة العمل إلى عزف بيانو - غيتي
يستمع تلاميذ المرحلة المتوسطة خلال ورشة العمل إلى عزف بيانو - غيتي
الخط
في ضوء تراجع فرنسا في التصنيفات العالمية للرياضيات، بات المطلوب توفير طرق تعليمية مختلفة تقوم على الابتكار.

يتحلّق 17 تلميذًا في مدرسة إعدادية في إحدى ضواحي باريس الفقيرة حول البيانو بسعادة، ليتعلموا مفاهيم الرياضيات من خلال الغناء.

وبدا واضحًا أن تلاميذ المرحلة المتوسطة المشاركين في ورشة العمل هذه مرتاحون داخل جدران "البيت الأكاديمي للرياضيات"، الذي افتُتِح في سبتمبر/ أيلول الفائت داخل كلية جان لوليف دو بانتان.

طرق تعليمية مبتكرة

ويهدف هذا المكان اللطيف إلى "تخفيف قلق التلاميذ وحتى المعلمين حيال الرياضيات"، بحسب ما يوضح المدير العلمي والتعليمي للمشروع ريشار برييريه.

ويشرح أن "المعلمين في المدرسة الابتدائية مثلًا لا يشعرون دائمًا بأنهم متمكنون بما يكفي" لتعليم هذه المادة.

وفي ضوء تراجع فرنسا في التصنيفات العالمية للرياضيات، بات المطلوب توفير طرق تعليمية مختلفة تقوم على الابتكار.

وتُظهر الدراسة الدولية "تيمس" TIMSS، التي تتناول التحصيل الدراسي في الرياضيات والعلوم ونشرت في مطلع ديسمبر/ كانون الأول الفائت، أن التلاميذ الفرنسيين في الصفين الأول والرابع الابتدائي من بين الأسوأ في دول الاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في هاتين المادتين.

وتشير أيضًا إلى معدل مقلق للتسرب الدراسي بين الفتيات والفئات الاجتماعية الأشد عوزًا.

ويستمع تلاميذ المرحلة المتوسطة خلال ورشة العمل إلى عازفة البيانو ألكسندرا دوغريف، وهي مفتشة في مجال التعليم الموسيقي، تعزف لهم مقطوعات لبيتهوفن ومايلز ديفيس وحتى "بوليرو" لرافيل.

وفجأة، عندما تسأل المراهقين ما هو "التناظر" الذي يسمعونه في هذه الموسيقى، تأتي الإجابة مباشرة من فم لِيا: "تناظر محوري".

وبشكل عفوي، تبادر التلميذة إلى تقليد طي ورقة، كما فعلت خلال تمرين كان أُجريَ للتو على الورق.

"نقل فن الزمن إلى بعدين"

وتقول ألكسندرا دوغريف لوكالة فرانس برس: "إن جعل التلاميذ يختبرون شيئا مجرّدًا إلى هذا الحدّ، كالتناظر، يشكل تحديًا حقيقيًا".

وتضيف: "من هنا كانت فرحتي كبيرة عندما قامت الفتاة الصغيرة بحركة الطي، أي نقل فن الزمن إلى بعدين".

وبهذه الطريقة، تجعل الورشة ذات الطابع الترفيهي التلاميذ يفهمون الكثير من المفاهيم الرياضية من خلال الجسم.

ويؤكد أحدهم أنه أحبّ كثيرًا هذه الطريقة، فيما يعلّق آخر: "كان الأمر أشبه بدرس رياضيات.. ولكن بطريقة أكثر حيوية".

وتوضح المديرة التنفيذية للمشروع ستيفاني أوديسيك، أن استثمار 20 مليون يورو لإنشاء "البيت الأكاديمي للرياضيات" يهدف إلى معالجة "النتائج السيئة في الرياضيات لتلاميذ في أكاديمية كريتاي"، حيث "لم يُجدِ نفعًا كون المعلمين متحمسين جدًا".

وسبق أن أقيمت في المكان ورشة عمل للمعلمين أحياها الباحث في علم النفس الإدراكي باتريك لومير الذي درس دور العواطف في تعلم الرياضيات، وأخرى للتلاميذ عن الفن المفاهيمي للرسام الفرنسي البولندي رومانو أوباكلا، المعروف برسمه الأعداد الصحيحة بترتيب تصاعدي.

وهي طريقة لتحبيب التلاميذ بالرياضيات من خلال الانفتاح الثقافي.

ويقول برييريه "نحن نُبيّن أن الرياضيات ليست شيئا مجرّدا، بل لها تطبيقات من كل الأنواع، من الفنون إلى التشفير، وبالطبع في الطبيعة، مثل لف قوقعة".

ويهدف المشروع أيضا إلى التصدي لمسألة "عدم توجه الفتيات إلى مجال العلوم في كثير من الأحيان".

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب