توصلت دراسة علمية إلى أن الغناء قادر على مساعدة المصابين بكوفيد طويل الأمد في التغلّب عليه.
فقد وجد المرضى الذين شاركوا في برنامج تقوده الأوبرا الوطنية الإنكليزية أن الغناء ساعدهم على التنفس بسهولة، بحسب صحيفة "ديلي ميل".
وبدأ البرنامج منذ عام 2020 حيث تقام جلسة تمارين تنفس أسبوعية وتهدف إلى شفاء مرضى كوفيد المتعافين الذين يعانون من ضيق التنفس.
ويمارس المشاركون تمارين التنفس المختلفة مثل غناء التهويدات التي تم اختيارها لأنها قصيرة وسهلة التذكر ومصممة لتكون مهدئة.
ما هو "كوفيد طويل الأمد"؟
وكانت الاستشارية في تشخيص الأمراض الجرثومية والفيروسية الطبيبة منى كيال قد شرحت في حديث إلى "العربي" ضمن برنامج "صباح النور"، أن "كوفيد طويل الأمد" أصبح متلازمة تتجسد بأعراض طويلة الأمد قد ترافق المريض أسابيع وأشهرًا، وقد تمنعه حتى من استكمال حياته بشكل طبيعي رغم التماثل للشفاء.
وتشمل الأعراض التعب المزمن والإرهاق، والسعال، ودقات القلب السريعة، والصداع، وبعض الصعوبات التنفسية، وألم العضلات، وتأخر عودة حاستَي الشم والذوق.
وتُردِف الخبيرة أن من أهم العلامات أيضًا فقدان القدرة على التركيز، والمشاكل النفسية كالاكتئاب، كما استشهدت بدراسة أجرت رنينًا مغناطسيًا لعدد من المرضى الذين يعانون من هذه الأعراض، وتبين أن عددًا كبيرًا منهم عانوا من تغيرات في عضلة القلب وليس من المعلوم حتى الساعة ما إذا كانت هذه التغيرات ممكن أن تستمر أم أنها مؤقتة.
ولا يوجد علاج معروف لـ"كوفيد طويل الأمد"، حيث تهدف خدمة الصحة الوطنية في بريطانيا إلى توفير طرق يمكن للمصابين تخفيف أعراضهم أو تحسين حالتهم من خلالها.
الغناء والتقليل من ضيق التنفس
وقارن باحثو "إمبريال كوليدج" في لندن نتائج 150 شخصًا يعانون من مرض كوفيد منذ فترة طويلة، شارك 74 منهم في برنامج التنفس التابع للأوبرا الوطنية والذي يستمر لمدة ستة أسابيع، فيما تلقى الآخرون علاج خدمة الصحة الوطنية العام الذي يشمل العلاج الطبيعي مثل تمارين التنفس العامة والتمارين البدنية والتدريب على التوازن وإدارة التعب.
وبينما شهدت كلتا المجموعتين تحسنًا في حالتهم، شهدت المجموعة الغنائية انخفاضًا أكبر في درجات ضيق التنفس. وسجل المرضى المشاركون في الغناء انخفاضًا متوسطًا قدره 10.48 نقطة في ضيق التنفس أثناء الجري، مقارنة بمجموعة التحكم. كما سجلوا انخفاضًا بنسبة 8.44 أثناء صعود السلالم، وانخفاض 2.72 أثناء المشي.
ومع ذلك، أبلغ الذين لم يشاركوا في الغناء عن تحسن أكبر في متوسط ضيق التنفس عند الراحة.
تحسّن الصحة العقلية
كما قارن الباحثون نتائج المشاركين بشأن التحسينات في صحتهم العقلية على مدار الأسابيع الستة. ووجدوا أن المشاركين بجلسات الغناء قد تحسنوا بمعدل 2.42 نقطة بعد البرنامج مقارنة بالمجموعة الضابطة.
وقال المؤلف الرئيس للدراسة، الخبير في صحة القلب والرئة الدكتور كير فيليب من إمبريال: "إن ما يقدر بواحد من كل 50 شخصًا يعاني من مرض كوفيد الطويل، وكان العثور على علاجات جديدة قائمة على الأدلة أمرًا بالغ الأهمية".
لكن الغالبية العظمى من المشاركين في الدراسة كانوا من النساء بمتوسط عمر 49 عامًا، مما يعني أن نتائجها قد تكون محدودة.