فوائد صحية ونفسية لا تحصى.. لماذا ينبغي عليك ممارسة السباحة؟
تعتبر السباحة تمرينًا كاملًا للجسم إذ إنّها تساعد على تحسين صحة القلب والرئتين وقوة العضلات، ويمكن أن تكون بديلًا رائعًا للأشخاص الذين يُعانون من هشاشة العظام، ولمختلف الفئات العمرية.
وأفادت الدراسات بأنّ الأشخاص الذين يمارسون رياضة السباحة هم أقلّ عرضة لخطر الموت بنسبة النصف من الأشخاص الذين لا يسبحون. وبالتالي، تُعتبر رياضة منقذة للحياة يجب أن يتمتع بها الجميع بغض النظر عن أعمارهم.
فوائد السباحة الصحية
ولأنّ فوائد ممارسة السباحة تكاد لا تحصى، رصد موقع "هيلث" (health.com) فوائد السباحة الصحية، وفقًا لما يلي.
وتتفاوت هذه الفوائد بين ما هو صحّي، على غرار المساعدة في علاج التهاب المفاصل، وتحسين صحة القلب، وما هو نفسي، على غرار تحسين المزاج، ومكافحة القلق على سبيل المثال لا الحصر.
علاج التهاب المفاصل
يُمكن أن تقلّل السباحة من آلام المفاصل وتيبّسها، وتحسين قوة العضلات والقدرة الوظيفية.
وفي الواقع، يقترح الخبراء استخدام السباحة والتمارين المائية الأخرى جنبًا إلى جنب مع الأدوية، وعلاجات تقوية الركبة.
تحسين الصحة العقلية
السباحة هي إحدى الرياضات القليلة التي تسمح لك بالهروب من العالم الخارجي. فبغضّ النظر عما إذا كنت تسبح في البحر أو في حمام سباحة، ستكون بعيدًا عن التكنولوجيا. ويمكن أن يؤدي الشعور بانزلاق الماء على الجلد إلى الاسترخاء.
ولا يمكن للسباحة أن تُحسّن المزاج فحسب، بل قد تكون مفيدة أيضًا في مكافحة القلق. ويُمكن أن تساعد السباحة في إدارة الاستجابة للتوتر، حيث إنّ إطلاق المواد الكيميائية التي تبعث على الشعور بالرضا في الدماغ مثل: الإندورفين، والسيروتونين، والدوبامين تساعد على الشعور براحة أكبر.
كما يمكن أن تكون السباحة مفيدة للذين يُعانون من الاكتئاب، لأنّها تقلّل الأعراض بشكل كبير وتحسّن الحالة المزاجية.
وتشير بعض الدراسات إلى أن السباحة باستمرار قد تقلل من الحاجة إلى مضادات الاكتئاب.
تحسين صحة القلب
تمامًا مثل الأشكال الأخرى من تمارين القلب والأوعية الدموية، تدعم السباحة صحة القلب، والأوعية الدموية، وصحة الدماغ.
وأشارت الدراسات إلى أن السباحة تخفّض ضغط الدم، وتحسّن من تصلّب الأوعية الدموية، وتزيد من تدفّق الدم إلى المخّ.
فوائد لكبار السن
تُعتبر السباحة شكلًا مثاليًا من التمارين لكبار السن، كونها تمرين لكامل الجسم وتنطوي على مخاطر منخفضة للإصابة. لا تعمل فقط على القلب والرئتين مع كل حركة، ولكنها لا تُرهق الأربطة والمفاصل.
كما أنّها تُقلّل من خطر الإصابة بأمراض القلب، والخرف، والاكتئاب، والقلق، وخطر الإصابة بـ"ساركوبينيا"، وهو انخفاض مرتبط بالعمر في كتلة العضلات.
وهناك بعض الأدلة على أنّ السباحة والأنشطة الأخرى التي تعتمد على الماء، قد تحسّن نوعية الحياة وتقلّل من خطر الإصابة بالإعاقة. ويمكن أن يكون للسباحة أيضًا تأثير إيجابي على صحة العظام، خصوصًا بالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث.
وهناك بعض الأدلة على أنّ ممارسة التمارين المائية قد تُقلّل من الأعراض السلوكية والنفسية لدى الأشخاص المصابين بالخرف بالإضافة إلى تحسين صحتهم النفسية.
تحسين النوم
إذا كنت تعاني من صعوبة في النوم ليلًا بسبب الألم أو كنت تحارب الأرق بانتظام، فقد تساعد السباحة في تحسين النوم.
ووجدت دراسة أجريت على 30 بالغًا يعانون من ألم عضلي هيكلي مزمن، أنّ ستة أسابيع من التمارين المائية المعتدلة الشدة أدت إلى تحسين نومهم وتقليل الألم.
حرق السعرات الحرارية
تعتبر السباحة من أفضل التمارين لحرق المزيد من السعرات الحرارية أو فقدان الوزن، ناهيك عن أنّها تعمل على تمرين جسمك بالكامل.
ويُمكن لشخص يزن 185 رطلًا، أن يحرق 420 سعرة حرارية من خلال السباحة بوتيرة قوية لمدة 30 دقيقة.
تقوية العضلات
السباحة هي نوع من تمارين المقاومة في المياه. في الواقع، المقاومة التي تحصل عليها من الماء هي 10 أضعاف ما قد تختبره على الأرض.
وخلال السباحة، يقوم الإنسان بتمرين كل عضلة في جسمه تقريبًا، من عضلات البطن، والظهر، والساعدين، والكتفين، إلى أوتار الركبة والأرداف.
التقليل من عوامل خطر متلازمة التمثيل الغذائي
السباحة ليست مجرد شكل من أشكال التمارين التي يسهل الوصول إليها فحسب، بل يمكن أيضًا أن يؤديها الأشخاص من جميع الأعمار والأوزان ومستويات اللياقة البدنية. ويمكن أن تلعب دورًا رئيسيًا في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم.
في الواقع، وجد الباحثون في دراسة صغيرة أجريت على 40 شخصًا أن 16 أسبوعًا من جلسات السباحة المنتظمة ساعدت في تقليل عوامل خطر متلازمة التمثيل الغذائي مثل الكوليسترول، وغلوكوز الدم، وضغط الدم. وبالتالي، يمكن اعتبار السباحة نهجًا غير دوائي لإدارة مرض السكري من النوع الثاني، وارتفاع ضغط الدم.
كما أدت السباحة المنتظمة إلى تحسين معدلات التمثيل الغذائي، وتعزيز الحالة المزاجية، وزيادة عدد السعرات الحرارية المحروقة.
خطوات لتعلّم السباحة
إذا كنت من المبتدئين، من المهم أن تتعلّم السباحة في بيئة آمنة من خلال مدرّب معتمد. أثناء دروس السباحة، يجب أن تتعلّم حركات مختلفة، وأساليب تنفّس، ونصائح أخرى حول كيفية السباحة بكفاءة.
إذا كنت تعرف السباحة، ولكن مرّ وقت طويل منذ أن مارست هذه الرياضة، فمن المهم أن تبدأ ببطء وحاول ألا تدفع نفسك بقوة بسرعة كبيرة. اسمح لجسمك بالتكيّف مع السباحة عن طريق الحد من تمارين السباحة لمرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، حتى تصل إلى النقطة التي تشعر فيها بالراحة في الماء يوميًا.
كقاعدة عامة، يجب تجنّب السباحة إذا كنت قد أجريت مؤخرًا عملية جراحية، أو لديك جروح مفتوحة، أو كنت مريضًا.
نصائح لسباحة آمنة
إنّ السباحة الآمنة أكثر من مجرد معرفة كيفية القيام ببعض اللفات. ولذلك، ترصد مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، بعض الخطوات الأخرى التي يجب مراعاتها قبل الغوص في المسبح أو البحيرة أو المحيط:
- اسبح في المناطق المخصّصة التي يشرف عليها رجال الإنقاذ؛
- تجنّب السباحة بمفردك، واختر رفيق السباحة؛
- عيّن شخصًا يراقب الماء عند السباحة مع مجموعة؛
- راقب الأطفال عن كثب، ولا تعتمد على سترات النجاة وحدها؛
- تأكد من أن معدات الحماية موجودة في مكان قريب، بالإضافة إلى الهاتف الخلوي ومجموعة الإسعافات الأولية؛
- اتبع القواعد المتعلقة بالغوص وأوقات السباحة؛
- ابق بعيدًا عن الماء إذا كنت مريضًا أو مصابًا بالإسهال؛
- تجنّب السباحة في المياه العكرة، لأنها قد تكون إشارة إلى وجود الجراثيم أو مسبّبات الأمراض؛
- استخدم سترات نجاة مناسبة ومعتمدة من خفر السواحل، إذا كنت بحاجة إلى مساعدة في الطفو.