فوردو ونطنز وأصفهان.. ما نعرفه عن منشآت إيران النووية المستهدفة

ينتشر البرنامج النووي الإيراني على رقعة واسعة من الأراضي الإيرانية تتوزع عليها أبرز المنشآت النووية، ومن بينها المنشآت الثلاث التي استهدفتها الولايات المتحدة فجر اليوم الأحد.

شُيّدت بعض المنشآت فوق الأرض والبعض الآخر تحتها، في مناطق جبلية وعرة، ومن أبرزها فوردو، ونطنز، ومجمع أصفهان النووي، وتلك منشآت استهدفتها واشنطن اليوم.

شيّدت إيران أهم منشاتها النووية في مواقع جبلية يصعب كشفها أو استهدافها من أجل حمايتها - رويترز

فداخل جبل في جنوب العاصمة طهران بالقرب من مدينة قُم، شُيّدت منشأة فوردو، في حين تقع منشأة نطنز على سهل يجاور الجبال إلى الجنوب من طهران.

أما مجمع أصفهان النووي فقد شيّد على مشارف مدينة أصفهان ثاني أكبر المدن الإيرانية.

طبيعة منشآت فوردو ونطنز وأصفهان

ومن حيث الطبيعة والنشاط النووي، فقد أنشئت منشأة فوردو النووية المخصصة لتخصيب اليورانيوم سرًّا، وقد كشفت عنها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا عام 2009، وتجري عملية التخصيب فيها بأكثر من ألفي جهاز طرد مركزي.

ومعظم هذه الأجهزة متقدمة من طراز (إيه آر 6)، ويعمل 350 جهازًا منها على التخصيب حتى نسبة نقاء تصل إلى 60%. ولم يسمح الاتفاق النووي عام 2015 بالتخصيب في هذا الموقع.

من جانبها، تقع منشأة نطنز في صلب برنامج تخصيب اليورانيوم، وكشفت وجودها جماعة "مجاهدي خلق" المعارضة عام 2002.

ويضم المجمع منشآت تشمل محطتَي تخصيب، إحداهما منشأة ضخمة أنشئت تحت الأرض ليتسنى لها استيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي، وتضم محطة تخصيب تجريبية فوق الأرض.

كما تضم المحطة الواقعة فوق الأرض -قبل استهدافها- 16 ألف جهاز طرد مركزي، منها 13 ألف جهاز قيد التشغيل لتنقية اليورانيوم إلى مستوى 5%.

ويشمل المجمع أيضًا محطة تخصيب الوقود التجريبية وتقع فوق الأرض، واستهدفتها إسرائيل مرات عدة خلال عدوانها الحالي على إيران.

مخاوف من وقوع تلوث إشعاعي

أما مجمع أصفهان النووي، فيضم مصنعًا لإنتاج ألواح الوقود، ومنشأة لمعالجة اليورانيوم يمكنها تحويله إلى سداسي فلورايد اليورانيوم الذي يعمل على تغذية أجهزة الطرد المركزي، ويخزن فيها اليورانيوم المخصب وفق دبلوماسيين.

وتوجد في أصفهان معدات لصنع معدن اليورانيوم. ووفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يوجد في المجمع آلات لصنع قطع غيار لأجهزة الطرد المركزي.

وبعد الاستهداف الإسرائيلي والأميركي لهذه المنشآت، تسود مخاوف بشأن وقوع تسرّب إشعاعي، وقد أكدت وكالة الطاقة الذرية في وقت سابق وقوع تسرب من منشأة نطنز عقب الاستهداف الإسرائيلي.

ورغم أن منشأتَي نطنز وفوردو صممتا بنحو يبقي التسرب داخلهما، إلا أن الضربات الأميركية بقنابل (جي بي يو 57) الضخمة قد تزيد من مخاطر تسرب مواد مشعة خارجهما.

أما مجمع أصفهان، فهناك قلق بشأن تسرب غاز سادس فلورايد اليورانيوم منه، والذي تنتج من تفاعله مع بخار الماء مواد كيمياوية خطرة.