اعتبر نور الدين مفتاح، رئيس الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، أن القطاع الإعلامي يعيش "أسوأ فتراته في تاريخ المغرب"، وذلك في مداخلة خلال لقاء نظمه حزب "التقدم والاشتراكية" (معارض)، لمناقشة "علاقة الإعلام بالبناء الديمقراطي"، في العاصمة الرباط، مساء أمس الخميس.
وقال مفتاح: "القطاع الإعلامي يعيش أسوأ فتراته في تاريخ المغرب... ويعيش وضعية هشاشة وفوضى عارمة في السنوات الأخيرة".
وتابع: "الإعلام العمومي يسيطر على سوق الإشهار (الإعلانات) بالمغرب مقارنة بالمقاولات الصحافية الخاصة"، موضحًا أن قيمة معاملات الإشهار سنويًا تبلغ 3 مليارات درهم (حوالي 300 مليون دولار) يسيطر الإعلام العمومي على نحو 40% منها.
تراجع بيع الصحف الورقية
وأشار إلى أن حصة الصحف الورقية من الإشهار، تراجعت من 25% إلى 7% فقط، فيما لا يستفيد الإعلام الإلكتروني إلا من نسبة أقل من 4%.
كذلك، انتقد مفتاح لجوء الحكومة ومؤسسات عمومية إلى الترويج لإعلاناتها وبرامجها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومؤثرين ناشطين على هذه المنصات. كما حذّر من تراجع بيع الصحف الورقية بالمغرب إلى ثلاثين ألف نسخة مجتمعة.
ولم تعلّق الحكومة المغربية حول تصريحات مفتاح، لكنها سبق أن أعلنت عن تقديم دعم مالي للصحافة الورقية في البلاد، كان أبرزه تكفلها برواتب جميع العاملين بالمؤسسات الصحفية، لعدة أشهر نهاية عام 2020 وبداية 2021، وفق "الأناضول".
كما أعلنت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، تقديم دعم للصحافة الورقية نحو 20 مليون دولار لمساعدتها على مواصلة عملها.
وبحسب تقرير لوزارة الثقافة والشباب والرياضة المغربية، صدر في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، فإن 58% من الصحف الورقية بالمغرب توقفت، بسبب تراجع حجم المبيعات وانهيار عائدات الإعلانات .كما بيّن التقرير أن عدد الصحف الورقية تراجع من 252 صحيفة في عام 2018، إلى 105 صحف في 2020.
وفي تقرير صدر عن معهد "رويترز" عام 2020، فإن أزمة كورونا "سرّعت بشكل شبه أكيد الانتقال إلى مستقبل رقمي بالكامل"، في قطاع يعاني بالأساس من تراجع المبيعات وعائدات الإعلانات، وهما مصدرا الدخل الرئيسيان له.