فيديو متداول عن استخدام "مكبس يدوي" داخل سجن صيدنايا.. ما حقيقته؟
انتشر مقطع فيديو على حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا. وادعى ناشروه أنه يظهر مكبسًا يدويًا من سجن صيدنايا في سوريا، وأن المشهد عُثر عليه في هاتف أحد السجانين مؤخرًا.
وبعد التحقق من الادعاء وجد موقع "مسبار" المتخصص في تتبع الأخبار الكاذبة أنه مضلل، إذ إن مقطع الفيديو من تركيا وليس لمكبس يدوي من سجن صيدنايا في سوريا.
وبحسب التتبع، فقد نُشر الفيديو في 16 يوليو/ تموز 2022 عبر قناة تركية على موقع يوتيوب تُدعى "Koleksiyoncu Korku Evi" (بيت الرعب لهواة الجمع)، وهي جزء من مشروع ترفيهي يحمل الاسم نفسه تأسس عام 2015 في مدينة إسكيشهير. ويُسمع في المقطع الأصلي صوت الأشخاص الظاهرين وهم يتحدثون باللغة التركية.
تعذيب ممنهج وإعدامات جماعية
ويقع سجن صيدنايا شمالي العاصمة دمشق، وأنشئ في ثمانينيات القرن الفائت ليكون منشأة عسكرية، لكنه تحول منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011 إلى أحد أقسى السجون في سوريا.
وقد وثقت منظمات حقوق الإنسان، بينها العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، عبر السنوات سلسلة من الانتهاكات ضد المحتجزين داخل أسواره، مثل تعذيب ممنهج وإعدامات جماعية ومحاكمات صورية، إضافة إلى الإخفاء القسري لآلاف المعارضين والمدنيين.
ووصفه تقرير لمنظمة العفو الدولية عام 2017 بأنه "مسلخ بشري"، حيث كان يعدم ما بين 20 إلى 50 معتقلًا أسبوعيًا.
وعقب سقوط قوات نظام بشار الأسد في سوريا أواخر عام 2024، دخلت فرق الإنقاذ والبحث وعلى رأسها منظمة الخوذ البيضاء بالتعاون مع فرق تركية، إلى السجن للمرة الأولى.
وكشفت عمليات التفتيش التي استمرت لأسابيع عن ممرات مظلمة وغرف تعذيب وأدوات بدائية استخدمت في التحقيق. كما عُثر على عشرات الجثث لمعتقلين قضوا تحت التعذيب، بعضها داخل زنازين انفرادية وأخرى في ساحات داخلية.
من جهة أخرى، يطالب حقوقيون بإحالة ملف سجن صيدنايا إلى المحكمة الجنائية الدولية، باعتباره رمزًا لجرائم التعذيب والإبادة الجماعية التي ارتُكبت على مدى أكثر من 13 عامًا. ووفقًا للشبكة السورية لحقوق الإنسان، فإنه ما يزال ما لا يقل عن 181,312 فردًا محتجزين تعسفيًا أو مختفين قسرًا، من بينهم 5,332 طفلًا و 9,201 امرأة.