فيديو متداول لسيطرة "قسد" على قواعد تركية في سوريا.. ما حقيقته؟
انتشر على منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يُظهر سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على قواعد عسكرية تركية داخل الأراضي السورية، وذلك في أعقاب الاشتباكات الأخيرة.
ووجد "مسبار" أن الادعاء مضلل، إذ إن مقطع الفيديو قديم ويعود إلى عام 2024، وليس لسيطرة قوات "قسد" على قواعد عسكرية تركية في سوريا حديثًا.
هجوم على قوات تركية عام 2024
ونُشر مقطع الفيديو في قناة (Gerîla TV) الكردية في فبراير/ شباط عام 2024، وذكرت أنه يوثق جزءًا من عملية "دوغا فيان الثورية" التي نفذها مقاتلو قوات الدفاع الشعبي ووحدات المرأة الحرة "الكريلا" في يوم 17 من نفس الشهر، في ساحة مقاومة تلة جودي التابعة لمنطقة الشهيد دليل، غرب زاب جنوب إقليم كردستان.
وقالت مصادر كردية إن المشاهد تظهر دخول المقاتلين الأكراد إلى تمركزات ومواقع جنود الجيش التركي، والسيطرة عليها.
وفي بيان بشأن العملية، قال المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي الكردية: إن العملية "أسفرت عن مقتل 37 جنديًا من الجيش التركي".
اشتباكات بين قسد والجيش السوري في حلب
وجاء تداول الادعاء عقب التوترات الأمنية في مناطق التماس بين الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية، حديثًا. إذ اندلعت اشتباكات بين الطرفين في الأيام الأخيرة في محور دير حافر شرقي محافظة حلب شمالي البلاد.
وكانت قسد قد اتهمت في وقت سابق مسلحين تابعين للحكومة السورية بشن هجمات في مناطق شمال وشرق سوريا، أسفرت عن إصابة 7 من مقاتليها.
وفي بيان لها، أوضحت أن طائرة انتحارية تابعة للقوات الحكومية شنت صباح الأحد 5 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، هجومًا على سيارة عسكرية قرب دير حافر، ما أدى إلى إصابة ثلاثة مقاتلين بجروح طفيفة، قبل أن تستهدف طائرة مسيرة مساء اليوم ذاته دورية تابعة لقوى الأمن الداخلي، ما أسفر عن إصابة أربعة عناصر آخرين.
وأضافت "قسد" أن القصف المدفعي طال أيضًا بعض الأحياء السكنية في المنطقة، وهو ما نفته وزارة الدفاع السورية.
من جهتها، أكدت الوزارة في بيان رسمي أن "الاتهامات التي توجهها قوات سوريا الديمقراطية حول استهداف الجيش للأحياء السكنية عارية عن الصحة"، مشيرة إلى أنها تهدف إلى "التغطية على انتهاكات قسد بحق المدنيين ومحاولاتها زعزعة الأمن والاستقرار في شمال وشرق البلاد".
وأوضحت وزارة الدفاع أن وحدات الجيش "تتعامل بأقصى درجات ضبط النفس"، وتقتصر عملياتها على الرد على مصادر النيران، كما حدث عقب استهداف "قسد" لقريتي حميمة والكيطة شرق حلب.
وفي السياق، نقلت قناة الإخبارية السورية الرسمية، أن "قسد" قصفت عددًا من القرى في محيط دير حافر بقذائف المدفعية.
وقف إطلاق النار مع قسد
وتوقفت الاشتباكات بشكل نهائي في حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب، بين الجيش السوري من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية المسيطرة على الحيين من الجهة الثانية، وذلك بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار يوم أمس الثلاثاء.
وأعلن وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة، الثلاثاء، أنه تم التوصل إلى اتفاق "وقف شامل لإطلاق النار". وقال أبو قصرة: "التقيت قبل قليل بمظلوم عبدي (القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية) في العاصمة دمشق واتفقنا على وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار بكافة المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرق سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فوريًا".