توصلت دراسة حديثة نشرت في دورية "nature communication" العلمية في فبراير/ شباط الجاري إلى أن 15 مليون شخص يواجهون خطر حدوث فيضانات كارثية بسبب البحيرات الجليدية.
ويتركز هؤلاء الأشخاص المعرضة حياتهم للخطر في أربعة بلدان فقط هي الهند، وباكستان، والبيرو، والصين، حيث تنتشر البحيرات الجليدية، ما يؤدي إلى تعرض السكان للكوارث المناخية من الفيضانات المفاجئة.
وتعد الدراسة التي قام بها باحثون من جامعة "نيوكاسل" بالمملكة المتحدة، الأولى من نوعها في العالم، لأنها لم تقيّم الظروف المادية الخاصة بالبحيرات الجليدية فحسب، بل قاست أيضًا مدى خطورتها على المجتمعات المحيطة، في محاولة أولى لرسم خارطة للنقاط الساخنة المحتملة لمثل هذه الفيضانات.
الأسوأ على الإطلاق.. نسبة ذوبان الجليد في قمم جبال الألب بـ #سويسرا تبلغ مستويات قياسية وتهدد حياة السكان تقرير: نبيل أبي صعب pic.twitter.com/f3QksAhGeW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 12, 2022
ويتوقع العلماء ذوبان واختفاء نصف الأنهار الجليدية في العالم التي يقدر عددها بـ215 ألفًا بوتيرة أسرع، مما كان يعتقد سابقًا بالنظر إلى ارتفاع درجات الحرارة بحلول نهاية هذا القرن.
خطورة فيضان البحيرات الجليدية
وفي هذا الإطار، تشرح المختصة في الشأن البيئي الحقوقي والتغيّرات المناخية هلا مراد، أن البحيرات الجليدية موجودة بشكل طبيعي في بعض البلدان، لكنها تتضخم وتزداد كثافتها الجليدية والمائية مع ذوبان الأنهار الجليدية، الأمر الذي يشكل خطرًا كبيرًا، مشيرة إلى أن البحيرات باتت تشكل اليوم تهديدًا حقيقيًا للمجتمعات المحيطة بها.
وبشأن ما إذا كان هناك خطوات استباقية يمكن اتخاذها للحدّ من خطورة فيضان البحيرات الجليدية، توضح مراد أن المشكلة الكبيرة في هذه البحيرات تكمن في أن ذوبانها يأتي نتيجة انهيارات ثلجية كبيرة والتي تسبب بدروها ما يشبه الفيضان الكبير، مشيرة إلى أن التوقعات المسبقة للفيضانات غير ممكنة.
وفيما تلفت في حديث إلى "العربي" من العاصمة عمّان، أن التهديد الأهم والخطورة الكبيرة تكمن في سكن كثير من المجتمعات المحلية بالقرب من هذه البحيرات، تفيد مراد بأن هناك مئات البحيرات في أميركا وأوروبا وكندا، لا تشكل خطورة كبيرة على المجتمعات، وذلك لأن المجتمعات أصلًا لا تقطن بالقرب منها، كما في الهند وباكستان والبيرو والصين.
وتخلص المختصة في الشأن البيئي إلى أن انهيارات ثلجية وفيضانات قد تحدث عند ارتفاع درجات الحرارة، مشيرة إلى أن الإشكالية لا تتعلق بتحديد موعد الفيضان بل بحجمه وكمية المياه التي تتدفق منه.
