وجه جيش الاحتلال و"مجلس الجولان الإقليمي" دعوة مفاجئة للإسرائيليين، للمشاركة في جولات سياحية خاصة تقام بموافقة عسكرية في أراض سورية محتلة تقع خارج السياج الحدودي، وفق ما أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، أمس الأحد.
وذكرت الصحيفة أن "الجولات السياحية"، التي تنظمها قيادة المنطقة الشمالية في الجيش والفرقة 210، تشمل مناطق نادرًا ما سمح للإسرائيليين بزيارتها في السابق، مثل وادي الرقاد، حيث تلتقي مياه نهر اليرموك بجريان الوادي، في نقطة حدودية ثلاثية بين فلسطين ولبنان وسوريا.
كما تشمل الجولات معبر الحمة، وجبل الشيخ، وجبل الروس، ونفق سكة الحجاز قرب نهر اليرموك، وجميعها مناطق مصنفة "خارج السياج الحدودي"، وتخضع للاحتلال الإسرائيلي.
جولات سياحية إسرائيلية في أراض سورية محتلة
وتنظم مثل هذه الرحلات لأول مرة منذ الإعلان عن قيام إسرائيل عام 1948، وتنظم بالتعاون مع مؤسسات استيطانية في الجولان وسلطة الطبيعة والمتنزهات الإسرائيلية، وتتم تحت حماية مباشرة من الجيش الإسرائيلي خلال عطلة عيد الفصح.
ووفقًا لوسائل إعلام عبرية، فإن جزءًا من المناطق التي تعتزم إسرائيل تنظيم جولات سياحية فيها يقع ضمن مناطق كان مسيطًرا عليها قبل الإطاحة بنظام الأسد، وجزء آخر تم احتلاله بعد سقوطه.
ورغم تأكيد الجيش أن الجولات "آمنة بالكامل"، فإن الصحيفة لفتت إلى أن الموقع الحدودي الحساس لهذه المناطق أثار تساؤلات حول دوافع تنظيمها، خاصة في ظل وقوع حوادث أمنية في السابق بالمنطقة.
وتساءل عدد من المعلقين، وفق "هآرتس": "هل أصبحت جولات عيد الفصح (اليهودي) إلى مهمات استطلاعية بغطاء سياحي؟ ولماذا يتم الاكتفاء بالواجهات السياحية داخل الجولان، بدل الإغراء بتجاوز الحدود؟
خطوة "غير مسبوقة"
بدورها، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن هذه الخطوة تعتبر غير مسبوقة منذ تأسيس إسرائيل عام 1948.
وأشارت إلى أن المناطق المشمولة في الجولات تعتبر "مناطق عسكرية مغلقة".
ووفق الصحيفة ذاتها، تشمل إحدى الجولات زيارة نقطة مراقبة في منطقة جبل دوف، وهي جزء من سلسلة جبل الشيخ، ويمكن من خلالها رؤية جنوب لبنان، وجبال لبنان، وسهل البقاع.
وبسطت فصائل سورية، في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، سيطرتها على العاصمة دمشق بعد مدن أخرى، منهية 61 عامًا من نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.
ومنذ عام 1967 تحتل إسرائيل معظم مساحة هضبة الجولان، واستغلت تطورات الإطاحة بنظام رئيس النظام السابق بشار الأسد، فاحتلت المنطقة السورية العازلة، وأعلنت انهيار اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
وقام الجيش الإسرائيلي بالتوغل عدة كيلومترات داخل الأراضي السورية وصولًا إلى جبل الشيخ المطل على دمشق، متجاوزًا المنطقة العازلة.