لا تستريح الدبلوماسية الإيرانية هذه الأيام، وتنتقل من الملف النووي إلى الملف الإقليمي، إذ كانت التهدئة في المنطقة هي عنوان زيارة رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي، إلى العاصمة طهران قادمًا من السعودية.
وانطلاقًا من اليمن الذي يشهد حربًا منذ 8 سنوات بين الحكومية الشرعية وجماعة الحوثي المدعومة من إيران، تبنى الثقة على ما يبدو وفق ما حملته زيارة الكاظمي، والذي قال إنه جرى الاتفاق على التهدئة في البلاد خلال المؤتمر الصحافي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.
ويبرز دور عراقي في ملف شائك، حيث إن المباحثات السعودية الإيرانية بوساطة بغداد تبعث برسائل إيجابية، إذ إنه بعد احتضان بغداد لخمس جولات بين طهران والرياض تزداد التوقعات بعقد جولة سادسة على مستويات دبلوماسية أعلى.
وتجمع طهران وبغداد ملفات عديدة من البيئة والأمن المشترك إلى الطاقة، ولا سيما أن العراق سدد مليارا و600 مليون دولار إلى إيران أخيرًا، ثمنًا للغاز المستورد منها من جمل مستحقات الديون الواجب دفعها، وهو ما يزيل عقبة من تعزيز التعاون بين البلدين.
واستبق الكاظمي زيارة طهران، بإجراء محادثات أمس السبت مع ولي عهد السعودية، الأمير محمد بن سلمان في جدة.
رسالة سعودية
وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" من طهران ياسر مسعود، إن زيارة الكاظمي لطهران، تحمل رسالة سعودية إلى إيران وقد تكون تهدف إلى ارتقاء مستوى التفاهمات بين البلدان، وبالتالي فإن الترحيب الإيراني مؤشر إيجابي على هذا الصعيد.
وأضاف المراسل، أن الزيارة تبعث برسائل عن احتمالية عقد مباحثات بين الرياض وطهران على مستوى الوزراء، وربما على مستوى وزيري خارجية البلدين، وهذا ما تطمح له بغداد في هذه المرحلة.
وأضاف المراسل، أن الكاظمي يسعى إلى ترتيب أوراقه في الداخل العراقي من خلال تعبيد الطريق الإقليمي بين الرياض وطهران، إضافة إلى التفاهمات الداخلية التي تتطلب مزيدًا من المساومات الإقليمية وكل هذا جرى خلال المحادثات.