الثلاثاء 18 تشرين الثاني / نوفمبر 2025

في ذكرى عامين على حرب غزة.. كيف ساهمت شركات عالمية في الإبادة؟

في ذكرى عامين على حرب غزة.. كيف ساهمت شركات عالمية في الإبادة؟

شارك القصة

ساهمت شبكة شركات أميركية وأوروبية في دعم آلة الحرب الإسرائيلية
ساهمت شبكة شركات أميركية وأوروبية في دعم آلة الحرب الإسرائيلية- أسوشييتد برس
الخط
خلال عامين من حرب غزة، ساهمت شبكة شركات أميركية وأوروبية في دعم آلة الحرب الإسرائيلية من خلال توريد الأسلحة لجيش الاحتلال وتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي.

خلال عامين من حرب الإبادة الجماعية المستمرّة على قطاع غزة، ساهمت شبكة شركات أميركية وأوروبية في دعم آلة الحرب الإسرائيلية من خلال توريد الأسلحة لجيش الاحتلال وتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي له.

سلاح التكنولوجيا الأميركي في حرب غزة

زوّدت الشركات الأميركية إسرائيل بالذكاء الاصطناعي خلال حربها على غزة. ومن أبرز هذه الشركات:

  • شركة "بالانتير" الأميركية

كان لشركة "بالانتير تكنولوجيز" (Palantir Technologies) دور لافت في دعم جيش الاحتلال خلال حرب غزة؛ حيث أعلنت بشكل رسمي على موقعها الالكتروني، توقيع شراكة إستراتيجية في يناير/ كانون الثاني 2024، مع وزارة الأمن الإسرائيلية لتزويدها بتقنيات متعلّقة بالحرب"، وفقًا لتعبير الشركة.

وتُعدّ شركة "بالانتير" من الشركات المُتخصّصة في تحليل البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي، وربط المصادر المختلفة للمعلومات، ودعم اتخاذ القرار في مواقف مُعقّدة، ولديها عقود مع جهات حكومية وعسكرية.

وارتفعت أسهم هذه الشركة بشكل لافت منذ توقيع الشراكة مع وزارة الأمن الإسرائيلية، حيث كان سعر السهم لا يتجاوز 16 دولارًا ووصل إلى حين كتابة هذا النص إلى نحو 177 دولارًا في سبتمبر/ أيلول 2025.

ولم يربط المحللون الاقتصاديون هذا الارتفاع المفاجئ لسعر السهم بالشراكة مع جيش الاحتلال، إلا أنّ بعضهم رجّح أنّه كان أحد الدوافع المهمة لهذا الارتفاع.

ويبدو أنّ هذه الشركة ليست معنية بإيقاف تعاونها أو حتى تقييده كما فعلت شركة "مايكروسفت" أخيرًا، على الرغم من رفض العديد من المستثمرين في الشركة للشراكة مع إسرائيل، منها على سبيل المثال شركة الاستثمار النرويجية "Storebrand Asset Management" التي باعت حصتها من "بالانتير"، معلّلة قرارها بأنّ عمل الشركة مع إسرائيل قد يُمثّل خطرًا على حقوق الإنسان.

  • "مايكروسفت" و"أمازون" و"غوغل"

وتعاونت شركات الذكاء الاصطناعي مع جيش الاحتلال في حربه على غزة، بينها شركات: "مايكروسفت"، و"أمازون"، و"غوغل".

وكان لشركة "مايكروسفت" دور مباشر في دعم جيش الاحتلال بالخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي لتخزين وتحليل بيانات ضخمة ساعدت في عمليات المراقبة والتجسّس.

ولاحقًا، أُجبرت الشركة على تقييد وصول الوحدة 8200 التابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي إلى خدماتها، بعد أن وجدت أدلة على أنّ تلك الخدمات استُخدمت في مراقبة جماعية للفلسطينيين.

 وأبرمت شركتا "غوغل" و"أمازون" شراكة مع الحكومة الإسرائيلية في مشروع "نيمبوس" (Nimbus)، وهو عقد سحابي كبير بقيمة 1.2 مليار دولار وفّر خدمات الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي للحكومة الإسرائيلية، بما في ذلك الاستخدامات الأمنية والعسكرية.

السلاح الأوروبي في حرب غزة

وبينما زوّدت الشركات الأميركية إسرائيل بالذكاء الاصطناعي، مدّتها شركات أوروبية بالسلاح التقليدي حيث برزت شركات متخصّصة بصناعة السلاح في هذه الحرب، عبر توريد الذخائر أو القطع المُخصّصة للجيش على مدار أشهر رغم كل القضايا المرفوعة ضد تل أبيب، المتعلّقة بانتهاك حقوق الإنسان.

  • شركتا "راينميتال" و"رنك" الألمانيتان

 "راينميتال" (Rheinmetall) هي إحدى أكبر شركات الدفاع الألمانية التي تُنتج ذخائر مدفعية تتراوح بين عيار متوسط إلى ثقيل، وأنظمة مدفعية ذاتية الحركة، وصواريخ وأسلحة مرفقة.

وفي يناير 2024، وقّعت الشركة وإسرائيل أحدث صفقة معلنة بينهما، حيث استجابت الحكومة الألمانية لطلب إسرائيلي بتوريد نحو 10 آلاف قذيفة دبابة من عيار 120 ملم من إنتاج "راينميتال".

أما شركة "رنك" (RENK)، فهي مصنع لناقلات الحركة وأنظمة الدفع للمركبات المدرعة والدبابات.

وتورّد الشركة بعض مكوّنات دبابات "الميركافا" الإسرائيلية ومركبة "النمر" المُدرّعة.

وفي مقابلة صحفية، قال الرئيس التنفيذي إنّ شركته "ستلتزم بالقيود الألمانية الجديدة الخاصة، في حال أُقر حظر كامل على تصدير الأسلحة التي يُمكن استخدامها في غزة، لكنّها تدرس إمكانية نقل بعض الإنتاج إلى الخارج للاستمرار في تلبية عقودها مع إسرائيل".

  • شركتا "تالِس" و"يورولينكس" الفرنسية

ترتبط "تالس" (Thales) بشراكات مع شركات صناعية إسرائيلية ضمن مشاريع مشتركة أو مُتكاملة في أنظمة الطيران، والإلكترونيات، والدفاع البحري والجوي، كما أنّها شريكة مع شركة "ألبيت" الإسرائيلي لتطوير طائرات من دون طيار (درونز).

وخلال النصف الأول من عام 2024، ذكر تحقيق صحفي أنّ بعض المكوّنات المُخصّصة لطائرات "هيرمس 900" (900 Hermes) تمّ شحنها بالفعل إلى إسرائيل. كما زوّدت الشركة إسرائيل بمكوّنات للرادارات وأنظمة الدفاع الجوي في مشاريع مشتركة أوروبية-إسرائيلية.

أما شركة "يورولينكس" (Eurolinks)، فقد أظهر تحقيق صحفي أنّها باعت لإسرائيل أواخر أكتوبر/ تشرين الأول 2023 شحنة من الأجزاء المعدنية (روابط عيار الرشاش) تمّ شحنها من ميناء مرسيليا، قبل أن يرفض عاملون في المرفأ تحميل شحنات لاحقة لأسباب أخلاقية.

  • شركة "بي أي إي سيستم" البريطانية

تُعدّ شركة "بي أي إي سيستم" (BAE Systems) من أبرز الشركات البريطانية في الصناعات العسكرية ومورد رئيسي لمكوّنات الطائرات القتالية بما فيها "أف 35" (F35).

وذكر تقرير صادر عن مكتبة البرلمان البريطاني، أنّه خلال عام 2023 وافقت الحكومة البريطانية على تراخيص تصدير عسكرية إلى إسرائيل بقيمة حوالي 18 مليون باوند.

وفي 2 سبتمبر/ أيلول 2024، علّقت الحكومة البريطانية حوالي 30 رخصة تصدير عسكرية إلى إسرائيل من بين نحو 350 رخصة، بعد الضغوط بأنّ هذه المعدات قد تُستخدم في انتهاكات للقانون الإنساني. لكنّها استثنت مكوّنات " أف 35".

  • شركة "ليوناردو" الإيطالية

تُصنّع شركة "ليوناردو" (Leonardo) المدافع البحرية التي يتمّ تركيبها على سفن بحرية إسرائيليّة من فئة "ساعر" في ديسمبر/ كانون الأول 2023.

وفازت شركة أخرى تابعة لشركة "ليوناردو" بعقد لتوريد مقطورات ثقيلة (نقل دبابات) لصالح جيش الاحتلال الإسرائيلي. ومن المتوقع أن يستمرّ العقد حتى ديسمبر 2026.

كما وقّعت الشركة في يونيو 2023، عقدًا مع وزارة الأمن الإسرائيلية لتزويد أنظمة رادار تكتيكية للمركبات.

ووفقًا لوسائل إعلام، صدّرت إيطاليا في الربع الأخير من عام 2023، أسلحة وذخائر إلى إسرائيل بقيمة تجاوزت 2 مليون يورو، لكنّ الحكومة الإيطالية تقول إنّها علّقت منذ 7 أكتوبر 2023 منح تراخيص تصدير جديدة لإسرائيل، بينما تستمرّ في تنفيذ العقود السابقة، وفق مسؤولين إيطاليين.

وفي موقف مغاير لتوجّهات الشركات الأميركية والأوروبية، فرضت الحكومة الإسبانية حظرًا شاملًا على توريد السلاح إلى إسرائيل، فضلًا عن منع العبور أيضًا، وهو ما اعتُبر القرار الأكثر صرامة بين جميع الدول الأوروبية حتى كتابة هذا المقال.

تابع القراءة

المصادر

خاص موقع التلفزيون العربي