الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

في ظل أزمة الطاقة مع روسيا.. هل ينقذ الغاز الجزائري أوروبا؟

في ظل أزمة الطاقة مع روسيا.. هل ينقذ الغاز الجزائري أوروبا؟

Changed

نافذة لـ "العربي" حول شراكة الجزائر مع أوروبا في مجال الطاقة (الصورة: غيتي)
قبل بدء الحرب في أوكرانيا، زوّدت الجزائر الاتحاد الأوروبي بنحو 11% من الغاز الذي يحتاجه، فيما كانت روسيا تؤمّن 47% من الغاز لأوروبا.

أشاد رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خلال زيارة إلى الجزائر، بالدولة العربية الواقعة في شمال أفريقيا بصفتها موردًا للطاقة "موثوقًا به"، في وقت تسعى فيه أوروبا لتعويض النقص في إمدادات الغاز الروسي عقب الحرب على أوكرانيا.

وقال ميشال بعد لقائه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، أمس الإثنين: "نظرًا للظروف الدولية التي نعيها جميعًا، من الواضح أنّ التعاون في مجال الطاقة أساسي، ونعتبر الجزائر شريكًا موثوقًا به ووفيًا وملتزمًا في مجال التعاون الطاقوي".

ويتطلّع مسؤولون أوروبيون إلى الجزائر، أكبر مصدر للغاز في إفريقيا، لسدّ النقص في الإمدادات بعد أن تسبّب الهجوم الروسي لأوكرانيا فجر 24 فبراير/ شباط الماضي بارتفاع الأسعار.

وزاد الوضع إلحاحًا في الأيام الأخيرة، بعدما أوقفت روسيا إرسال شحنات غاز إلى ألمانيا عبر خط أنابيب "نورد ستريم"، في خطوة أتت قبل أسابيع من بداية فصل الخريف.

وقبل بدء الحرب في أوكرانيا، زوّدت الجزائر الاتحاد الأوروبي بنحو 11% من الغاز الذي يحتاجه، فيما كانت روسيا تؤمّن 47% من الغاز لأوروبا.

واستقبلت الجزائر عددًا من كبار المسؤولين في الأشهر الأخيرة، في سعي لزيادة صادراتها.

وكان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، شكر الجزائر، الشهر الماضي، على زيادة إمداداتها عبر خط أنابيب الغاز "ترانسميد" الذي يغذّي إيطاليا، مشيرًا إلى أن هذا الخط يسمح بـ"تحسين تنويع المصادر في أوروبا" بعدما كانت تعتمد إلى حدّ بعيد على الغاز الروسي.

ومنتصف يوليو/ تموز الماضي، وقّعت مجموعات سوناطراك الجزائرية وإيني الإيطالية وأوكسيدنتال الأميركية وتوتال الفرنسية عقدًا ضخمًا بقيمة أربعة مليارات دولار ينصّ على "تقاسم" إنتاج النفط والغاز في حقل بجنوب شرق الجزائر على مدى 25 عامًا.

لكن بحسب النشرة الأسبوعية الصادرة عن موقع "ذا ميدل ايست ايكونوميك سورفي"، انخفض إجمالي صادرات الغاز الطبيعي الجزائري بنسبة 18% على أساس سنوي في النصف الأول من 2022.

وجاء في النشرة أن "الاعتماد المطلق للعديد من المستوردين (الأوروبيين) على روسيا يجعل استبدال هذه الكميات تحديًا مستحيلًا، على الأقلّ في المديين القريب والمتوسط".

بحث لزيادة الحصة

وفي هذا الإطار قال توفيق بوقعدة أستاذ العلوم السياسية في جامعة الجزائر: إن الجزائر عبّرت في كثير من المواقف عن رغبتها في زيادة حصتها من الغاز المورد إلى أوروبا لكن الإمكانيات الحالية لا تسمح بضخ كميات أكبر رغم العمل الدؤوب لشركة سونطراك.

وأضاف بوقعدة في حديث إلى "العربي" من الجزائر، أن "الجزائر تسعى مع الشريك الأوروبي للبحث والتنقيب لزيادة إنتاج الغاز، إلا أن الخبراء يؤكدون أنه في الظروف الحالية، لا يمكن للجزائز زيادة الغاز بأكثر من 60 مليار متر مكعب، وهذا ما لا يلبي احتياجات أوروبا".

ومضى يقول: "لذا ستعمل الأخيرة على البحث عن بدائل أخرى، وهذا ما يقوم به ميشال في الزيارات المكوكية التي سيجريها لعدد من الدول المصدرة للغاز من ضمنها زيارة قطر قريبًا. 

وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تعهد أمس الإثنين، بأن تسلم بلاده مزيدًا من الغاز لألمانيا التي قد تؤمن في المقابل الكهرباء لفرنسا، إذا احتاجت ذلك في ظلّ أزمة الطاقة في الشتاء المقبل.

وتعد الخطوة الفرنسية، دفعة داعمة لبرلين، وسط اتهامات متبادلة بين ألمانيا وروسيا، بعد أن علقت موسكو تسليم برلين الشحنات عبر خط أنابيب الغاز "نورد ستريم".

كما اتهم مسؤول في البيت الأبيض روسيا، أمس الإثنين باستخدام الطاقة سلاحًا، بعد أن أوقفت ضخ الغاز لأوروبا، معتبرًا أن العقوبات الأميركية على موسكو لا تمنع تشغيل خط الإمداد الرئيسي إلى أوروبا.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close