الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

في ظل الاحتجاجات المتواصلة.. استمرار المشاورات الأممية في السودان

في ظل الاحتجاجات المتواصلة.. استمرار المشاورات الأممية في السودان

Changed

الصحافي محمد عبد القادر يتحدث لـ"العربي" عن مهام حكومة تصريف الأعمال التي شكلها البرهان (الصورة: غيتي)
تجري "يونيتامس" منذ 8 يناير الجاري مشاورات "أولية" لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية؛ بهدف التوصل إلى حل لأزمة البلاد التي تفاقمت عقب قرارات البرهان.

أعلنت البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس"، الجمعة، أنها ستواصل مشاوراتها مع الأطراف السودانية الأسبوع المقبل، موضحة أن الاجتماعات ستشمل جهات عدة منها الجيش وقوات الأمن وأحزاب وحركات مسلحة وعائلات ضحايا الاحتجاجات.

ومنذ 8 يناير/ كانون الثاني الجاري تجري "يونيتامس" مشاورات "أولية" لعملية سياسية شاملة بين الأطراف السودانية؛ بهدف التوصل إلى حل لأزمة البلاد التي تفاقمت عقب قرارات اتخذها قائد الجيش عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

وقالت البعثة في بيان: "في الأسبوع المقبل ستواصل يونيتامس الاجتماع مع الأحزاب السياسية ولجان المقاومة في دارفور، ومجموعات المجتمع المدني، بما في ذلك المجموعات النسائية وعائلات قتلى الاحتجاجات الأخيرة".

وستجتمع البعثة أيضًا بممثلي تجمع المهنيين (قائد الحراك الاحتجاجي) والمجموعات (الحركات المسلحة) الموقعة على اتفاقية جوبا للسلام في أكتوبر 2020، كما سيتمّ إدراج الجيش وقوات الأمن في إطار المشاورات هذا الأسبوع، وفق البيان.

وأشارت البعثة إلى أن "المشاركين في المشاورات خلال الأسبوع الثاني قدموا اقتراحات عملية حول كيفيّة المضيّ قدمًا نحو الانتقال، وطرحوا وجهات نظر بشأن نطاق عملية المشاورات ومعاييرها، بما في ذلك سبل تعزيز الدعم الدولي".

وأضافت: "تناول جزء كبير من المناقشات القضايا العاجلة ذات الأولوية، بما في ذلك إنهاء العنف بالإضافة إلى معالجة الأسباب الجذرية للأزمة الحالية".

يذكر أن البعثة الأممية التقت خلال الاجتماعات التي بدأتها منذ أسبوعين، قوى عديدة منها "قوى إعلان الحرية والتغيير" و"الحزب الشيوعي" و"حزب المؤتمر السوداني" و"تنسيقية لجان المقاومة" (مجموعات شعبية منظمة للاحتجاجات) ومجموعات نسائية وقوى المجتمع المدني.

كما أجرت مشاورات مع ممثلين لحزبي "الأمة القومي"، و"الأمة الوطني"، و"حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي"، و"الحزب الاتحادي الديمقراطي".

"الحكم المدني الكامل"

وتأتي المشاورات في ظل استمرار التظاهرات المطالبة بعودة الحكم المدني الكامل وللتنديد بمقتل متظاهرين واستخدام قوات الأمن للعنف المفرط.

وكانت "لجنة أطباء السودان المركزية" أعلنت الجمعة، ارتفاع عدد قتلى الاحتجاجات منذ 25 أكتوبر إلى 73، عقب وفاة متظاهر متأثرًا بجروحه.

وفي سياق متصل، دعا "تجمع المهنيين السودانيين"، الجمعة، إلى المشاركة الواسعة بالتظاهرة "المليونية" في 24 يناير/ كانون الثاني، للمطالبة بـ"الحكم المدني الكامل".

وقال التجمع في بيان مقتضب: "ندعو العاملات والعاملين بكل القطاعات المهنية والنقابية في البلاد إلى المشاركة الواسعة والفاعلة في مليونية 24 يناير".

ما هي مهام الحكومة الجديدة في السودان؟

وتأتي المشاورات التي تقودها البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان، في وقت قام عبد الفتاح البرهان بتشكيل حكومة تصريف أعمال جديدة دون رئيس وزراء.

وفي هذا الإطار أوضح الصحفي محمد عبد القادر، أن من تم تعيينهم في الحكومة الجديدة هم وكلاء من الوزارات، وتم تكليفهم لتسيير حكومة تصريف أعمال في ظل استمرار الضغوطات على العسكر، ولسد الفراغ الموجود في الساحة السياسية، ولسد الفراغ أيضًا في الجهاز التنفيذي.

واعتبر في حديث إلى "العربي" من الخرطوم، أن هناك معضلة في هذا التشكيل لأنه لم يتم التشاور به مع الجهات المدنية، وبرزت هذه المشكلة في استقالة وكيل وزارة الشباب والرياضة، أيمن سيد سليم، مرجحًا أن لا تكون مهمة الحكومة سهلة في ظل إعلان الشارع المدني رفضه لحكومة من طرف واحد.

وأشار إلى أن الحكومة التي شكلها البرهان هي حكومة تصريف أعمال، وهي وفقًا للمكون العسكري ستقود الوضع السياسي في السودان حتى مرحلة الانتخابات، بهدف تخفيف الضغط من قبل الشارع السوداني.

ولفت عبد القادر إلى أن الحكومة تم إعلانها في نفس اليوم الذي زار فيه الوفد الأميركي الخرطوم، "ويبدو أن هناك تفاهمًا بين العسكر والمجتمع الدولي حول هذه الخطوة".

وعن استمرار المظاهرات، أوضح أن الوضع في السودان يزاداد تأزمًا كل يوم وأن التطورات السياسية والتي كان آخرها تشكيل حكومة دون رئيس وزراء تضاعف أزمة البلاد، مشددًا على أن لا بديل عن الحوار بين الأطراف السياسية.

ومنذ 25 أكتوبر الماضي، يشهد السودان احتجاجات، ردًا على إجراءات "استثنائية" اتخذها البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وهو ما تعتبره قوى سياسية "انقلابا عسكريا"، في مقابل نفي الجيش.

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close