دقّ المستثمرون ناقوس الخطر بسبب تغيّر بيئة التمويل للشركات الناشئة بشكل كبير مقارنة بالعام الماضي، محذرين من أن الانكماش الاقتصادي يهدد عملية جمع الأموال في المستقبل؛ ما يعي أن الشركات الناشئة يجب أن تضطلع إلى جمع الأموال في الوقت الحالي، أو الحفاظ عليها.
ويعود ذلك إلى ارتفاع معدلات التضخّم، وأسعار الفائدة المستمرة، والصراع المستمر في أوكرانيا، ووباء كوفيد-19، والتوترات الجيوسياسية الأخرى.
وانخفضت المجازفات الاستثمارية في الربع الأول من العام الحالي، للمرة الأولى منذ عامين. ومن المتوقع أن يستمر هذا المسار التنازلي في المستقبل المنظور.
واللافت أنه عام 2021، تضاعف التمويل على أساس سنوي، حيث زاد المستثمرون في الأسهم النامية التزاماتهم بشكل كبير للاستثمار في الشركات الخاصة، وجمعت الصناديق الاستثمارية مبالغ أكبر من رأس المال.
وفي ضوء هذه الاتجاهات، هل تراجع المستثمرون الأكثر نشاطًا فعلًا عن إنفاقهم هذا العام؟
الساكت: الشركات الناشئة لا تزال عامل جذب
وقال الباحث في الشأن الاقتصادي موسى الساكت إن التضخّم غيّر قواعد اللعبة، وبات من الصعب التنبؤ بالأيام المقبلة، بخاصّة وأن الأمور ليست بحال جيدة.
وأضاف الساكت، في حديث إلى "العربي"، من عمان، أنه خلال هذه المرحلة سنشهد تباطؤًا في الاستثمارات، ويجب إعادة تقييم هذه المرحلة، ورغم ذلك لا تزال الشركات الناشئة عامل جذب للمستثمرين.
وأكد أنه عندما تمرّ أزمة التضخّم، سيعود الاستثمار في الشركات الناشئة إلى الساحة الاقتصادية من جديد.
وإذ أوضح أن الأزمات قد توجد تحديات، ولكنّها تقدّم فرص استثمارية واعدة، شدّد الساكت على ضرورة إبقاء الشركات الناشئة على مواردها المالية الوفيرة، وتخفيض كلفة الإنتاج من أجل الاستمرار.