سرّعت مورغان أورتاغوس نائبة المبعوث الأميركي إلى لبنان النقاش بشأن سلاح حزب الله، إذ أكدت في تصريحات تلفزيونية أن الولايات المتحدة تركز على سحب سلاحه.
وفي لهجة تصعيدية، قالت أورتاغوس، إن أمام الشعب اللبناني والسلطات خيارين هما التعاون مع واشنطن لنزع سلاح حزب الله، أو التباطؤ من قبل الحكومة والقادة، والذي سيفقد لبنان الشراكة مع الولايات المتحدة، على حد قولها.
وعلى وقع تصريحات مورغان، أكد رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، أمام وفد من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان، أن لا مكان لأي أسلحة أو أي مجموعات مسلحة إلا ضمن إطار الدولة، وأن "المسائل تحل بالتواصل والحوار".
كما كشف عون في تصريحاته، عن البدء قريبًا في العمل على صياغة إستراتيجية الأمن الوطني التي تنبثق منها إستراتيجية الدفاع الوطني.
أما حزب الله، فكان أمينه العام نعيم قاسم قد أعلن في خطاب سابق استعداد الحزب لمناقشة ما وصفه بخطط الاستفادة من المقاومة وسلاحها ضمن الإستراتيجية الدفاعية والحوار، لكن شرط أن تحفظ هذه الإستراتيجية قوة لبنان واستقلاله.
وأكد حزب الله في أكثر من مناسبة أن الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار لا يمكن أن تستمر، محذرًا من أن صبره قد ينفد.
"إسرائيل لا تحترم السيادة اللبنانية"
وفي هذا الإطار، أكد الكاتب السياسي جوني منير، أن "الموفدة الأميركية جاءت إلى لبنان وتحدثت عن كل السلاح خارج الشرعية، بمعنى سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني، والجماعات الإسلامية التي ظهرت في الفترة الأخيرة".
وأضاف منير في حديث إلى "التلفزيون العربي" من بيروت أن "الموفدة تحدثت عن الإصلاحات وهذا يتوازى مع نزع السلاح غير الشرعي في لبنان".
وأشار إلى أن "الجيش اللبناني ضبط مواقع عسكرية لحزب الله في جنوب خط الليطاني وحوالي 200 مخزن منذ وقف إطلاق النار في لبنان".
منير الذي شدد على أن إسرائيل لا تحترم السيادة اللبنانية من خلال خروقاتها المستمرة، قال: "مع ذلك، حزب الله وضع قراره في يد الدولة اللبنانية".
"حزب الله لن يقدم تنازلات بسهولة"
بدوره، اعتبر الكاتب والباحث السياسي رضوان عقيل، أن "حزب الله يمر بوضع صعب لكن يمكنه قول كلمته على الطاولة اللبنانية، وخاصة مع وجود قوى سياسية تؤيده".
وأضاف في حديث إلى "التلفزيون العربي، من العاصمة اللبنانية، "قبل البت في سلاح حزب الله يجب توضيح كيفية الدفاع عن لبنان حتى في ظل الضغط الأميركي ورغبة الدولة اللبنانية في احتكار السلاح".
وأردف أن "حزب الله لن يقدم بسهولة تنازلات بشأن سلاحه وهدايا مجانية لإسرائيل".
وراح يقول: "الهدف عند حزب الله هو كيفية حماية لبنان، وبالتالي يمكن صياغة إستراتيجية تحت هذا العنوان قبل البت بسلاحه وتسليمه".
ورأى أن "بنية حزب الله ما تزال جاهزة إنما ليس كما كانت سابقًا، إلا أن المشكلة هي عند إسرائيل التي لم تحترم القرار 1701"، مشددًا على أن الحزب "لن يرفع الراية البيضاء بل سيترك الأمر للدولة اللبنانية".
"معالجة حاسمة"
من جانبه، أشار توماس واريك، مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق إلى أن "واشنطن ترى أن السلاح يعرض لبنان للهجمات، ولذا يجب على مؤسسات الدولة وتحديدًا الجيش حصر السلاح بيدها".
وأضاف في حديث إلى "التلفزيون العربي" من واشنطن، أن "على لبنان معالجة سلاح حزب الله بطريقة حاسمة لكن ذلك لم يحصل".
وراح واريك يقول: "واشنطن تصدق إسرائيل عندما تقول إنها تهاجم حزب الله لمنع شن الأخير هجمات عليها".