السبت 24 مايو / مايو 2025

في عظته الأولى.. البابا ليو الرابع عشر يندّد بتراجع الإيمان

في عظته الأولى.. البابا ليو الرابع عشر يندّد بتراجع الإيمان

شارك القصة

تنتظر البابا الجديد ليو الرابع عشر تحديات كثيرة- رويترز
تنتظر البابا الجديد ليو الرابع عشر تحديات كثيرة- رويترز
الخط
أسف البابا ليو الرابع عشر في عظته الأولى أمام الكرادلة المشاركين في القداس بكنيسة سيستينا لأن يسوع يتمّ أحيانًا "اختصاره لمجرّد نوع من قائد يتمتع بالكاريزما.

ندّد ليو الرابع عشر، وهو أوّل حبر أعظم في التاريخ من الولايات المتحدة، بتراجع الإيمان في عظته الأولى الجمعة التي سار فيها على خطى البابا فرنسيس الراحل.

وألقى روبرت فرنسيس بريفوست (69 عامًا) عظته الأولى كرئيس للكنيسة الكاثوليكية بالإيطالية أمام الكرادلة المشاركين في القداس في كنيسة سيستينا.

وندّد البابا الجديد الشغوف بالتاريخ المسيحي وبالرياضيات بتراجع الإيمان، معتبرًا أن "الأماكن التي يُعتبر فيها الإيمان المسيحيّ أمرًا عبثيًّا ليست قليلة، فهو للضّعفاء وغير الأذكياء، ويفضّلون عليه مجالات وضمانات أخرى، مثل التّكنولوجيا والمال والنّجاح والسُّلطة والمتعة".

كما أسف البابا الأغسطينوسي الذي انتعل حذاء أسود مثل سلفه فرنسيس وليس أحمر كما ينصّ عليه البروتوكول، لأن يسوع يتمّ أحيانًا "اختصاره لمجرّد نوع من قائد يتمتع بالكاريزما أو رجل خارق".

"السلام معكم جميعًا"

وخلال أول ظهور للبابا الجديد مساء الخميس أمام الحشود الكبيرة في ساحة القديس بطرس، توجه إلى أكثر من 1,4 مليار كاثوليكي في العالم، قائلًا في مطلع كلمته "السلام معكم جميعا!" بلغة إيطالية طغت عليها اللكنة الأميركية.

وتتالت ردود الفعل الدولية على انتخاب البابا، من لبنان إلى الصين مرورًا بإسبانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

وهنأ الرئيس الأميركي دونالد ترمب البابا الجديد، مؤكدًا أنه "شرف عظيم" للولايات المتحدة أن يكون أميركيًا، في حين دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أن تكون "الحبرية الجديدة حاملة سلام وأمل".

وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عن أمله في أن يستمر الفاتيكان في دعم كييف "معنويًا وروحيًا"، فيما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ثقته بأن التعاون البناء سيتواصل بين روسيا والفاتيكان.

كما هنّأت الصين البابا الجديد مشددة على أنها تأمل تواصل "الحوار البناء" مع الفاتيكان خلال حبريته. كما قدّم له العاهل البريطاني تشارلز الثالث أطيب التمنّيات.

وأعلن الفاتيكان أن القداس الاستهلالي لحبرية ليو الرابع عشر سيقام في الثامن عشر من مايو/ أيار.

"إرث فرنسيس"

وأثار انتخاب الكاردينال روبرت فرنسيس بريفوست مشاعر فخر في البيرو حيث أمضى البابا الجديد الذي يحمل الجنسية البيروفية سنوات طويلة. وقال لويس ألبرتو باريرا أسقف مدينة إيل كاياو لوكالة فرانس برس "أبدى قربًا مع الناس وبساطة".

وقبل انتخابه كان نشطًا جدًا على مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يتردد عبر منصة اكس عن القول إن "جاي دي فانس على خطأ" لأن "المسيح لا يطلب منا وضع تراتبية لحبنا للآخرين".

وفي الأيام المقبلة يشارك ليو الرابع عشر في عدة مناسبات منها صلاة ريجينا كويلي الأحد عند الساعة 12,00 (الساعة العاشرة ت غ) وسيلتقي صباح الإثنين الصحافيين في الفاتيكان.

تحديات تنتظر البابا

وتنتظر البابا الجديد تحديات كثيرة من تراجع شعبية الكنيسة في أوروبا إلى مالية الفاتيكان مرورًا بالتصدّي لظاهرة التحرّش بالأطفال في الكنيسة وتراجع الدعوات الكنسية.

ولا بدّ له من أن يعيد اللحمة إلى التيّارات المختلفة في المؤسسة الكنسية التي تشكل تعايشًا بين قارة أوروبية تتمسّك بالعلمانية إلى حدّ بعيد، و"أطراف" كانت محببة للبابا فرنسيس تنمو فيها الكنيسة سريعًا.

كذلك، سيكون عليه أن يهدئ الكوريا الرومانية (الهيئة الإدارية في الفاتيكان) التي فيها بعض أشدّ المعارضين للبابا الراحل وإصلاحاته، وأن يتعامل مع نزاعات عدة تهزّ العالم.

"برنامج اجتماعي" 

وشدّدت صحيفة "إل ميسجاجيرو" الجمعة على أن ليو الرابع عشر يحمل "في اسمه برنامجًا اجتماعيًا"، في حين وصفته صحيفة "لا ستامبا" بـ "بابا العالمين" إذ ولد في الشمال لكنه متجذر في الجنوب.

وهو البابا الـ267 للكنيسة الكاثوليكية، وأول حبر أعظم يأتي من الولايات المتحدة، والرابع على التوالي غير إيطالي بعد البولندي يوحنا بولس الثاني(1978-2005)، والألماني بنديكتوس السادس عشر (2005-2013) والأرجنتيني فرنسيس (2013-2025).

وانتخب البابا ليو الرابع عشر في اليوم الثاني من التئام مجمع الكرادلة. وأجمعت غالبية الثلثين على اسمه، أي أنه حصد 89 صوتًا على الأقلّ. لكن نظرًا للسرية المطلقة المحيطة بالمجمع المغلق، لا يفصح عن تفاصيل العملية الانتخابية.

ويعتبر روبرت فرنسيس بريفوست مستمعًا جيدًا ويصنّف بين المعتدلين. له خبرة في العمل بين الناس على الأرض، وداخل الفاتيكان.

تابع القراءة

المصادر

وكالات