بدأت، اليوم الأربعاء، رسميًا عملية اختيار بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية في الفاتيكان، عقب وفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل/ نيسان الماضي.
وتتجه أنظار 1.4 مليار شخص من المسيحيين الكاثوليك في العالم إلى عملية اختيار بابا جديد، حيث اجتمع 220 كاردينالًا من الكنيسة الكاثوليكية، صباح اليوم للمشاركة في القداس التقليدي الذي يسبق المجمع المغلق (كونكلاف) في كنيسة القديس بطرس.
وستنقطع شبكات الهاتف المحمول في عموم الفاتيكان اعتبارًا من الساعة 15:00، قبل أن يجتمع الكرادلة الـ133 المخولون باختيار البابا، في الجلسة الأولى في كنيسة سيستينا في الساعة 16:30 بالتوقيت المحلي.
ولا يثير هذا الحدث الاستثنائي الفضول بشأن اسم البابا القادم فقط، بل يجذب الانتباه أيضًا إلى طبيعة هذه العملية الانتخابية وتعقيداتها، وكم من الوقت قد تستغرق قبل أن يتصاعد الدخان الأبيض من مدخنة كنيسة "سيستينا" في إشارة إلى التوافق حول اسم البابا الجديد.
البحث عن خليفة للبابا فرنسيس
ويحق لجميع الكرادلة، الذين تقل أعمارهم عن 80 عامًا، المشاركة في اختيار خليفة للبابا فرنسيس.
ويُنظر إلى السباق على خلافة البابا فرنسيس على أنه مفتوح جدًا. ويقول عدد من الكرادلة إنهم لا يعرفون من سيصبح البابا القادم رغم ذكر بعض الأسماء القليلة على أنها الأوفر حظًا.
وقال الكاردينال روبرت ماكلروي وهو يزور كنيسة في روما مساء أمس الإثنين: "ليس لدي أي تخمين"، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".
وأضاف ماكلروي، وهو رئيس أساقفة واشنطن العاصمة، أن المسألة "عميقة وغامضة... ولا أستطيع أن أعطيكم أي فكرة عمن سيكون (البابا) المقبل".
ويبحث بعض الكرادلة عن بابا جديد يواصل مساعي البابا فرنسيس لجعل الكنيسة أكثر شفافية وحفاوة، بينما يسعى آخرون إلى العودة إلى الجذور الأكثر تقليدية التي تركز على تعاليم العقيدة.
وتجرى اجتماعات الكرادلة عادة على عدة أيام يقومون خلالها بالتصويت عدة مرات إلى أن يفوز أحد المتنافسين بأغلبية الثلثين اللازمة ليصبح البابا.
أكبر تنوع جغرافي في تاريخ الكنيسة
وسيقيم الكرادلة خلال فترة الاجتماع في اثنين من بيوت الضيافة في الفاتيكان وسيقسمون على أنهم لن يتواصلوا مع أي شخص لا يشارك في التصويت السري.
وسيشارك في الاجتماع رجال دين من 70 دولة بما يمثل أكبر تنوع جغرافي في تاريخ الكنيسة الممتد منذ ألفي عام.
وقال الكاردينال الياباني تارسيسيو إيساو كيكوتشي لصحيفة لا ريبوبليكا إن كثيرًا من الكرادلة الآسيويين، وعددهم 23، يعتزمون التصويت ككتلة واحدة.
وقارن إستراتيجيتهم بإستراتيجية الكرادلة الأوروبيين البالغ عددهم 53، المعروفين بالتصويت بناء على تفضيلات كل دولة على حدة أو التفضيلات الشخصية الأخرى.
ويجتمع الكرادلة الكاثوليك في العالم يوميًا تقريبًا منذ اليوم التالي لوفاة البابا فرنسيس في 21 أبريل لمناقشة وضع الكنيسة.