الجمعة 29 مارس / مارس 2024

في مسعى لرأب الصدع بشأن سقف الدَّين.. بايدن يلتقي الجمهوريين الثلاثاء

في مسعى لرأب الصدع بشأن سقف الدَّين.. بايدن يلتقي الجمهوريين الثلاثاء

Changed

نافذة إخبارية ضمن برنامج "خبر بلس" تسلط الضوء على أزمة الديون الأميركية (الصورة: غيتي/ أرشيف)
يستضيف بايدن زعيمَي الجمهوريين بالكونغرس، ماكارثي وماكونيل، في لقاء سيطلق جولة حاسمة في صراع نفوذ اقتصادي يخوضه الطرفان وعينهما على الانتخابات الرئاسية.

يترقب الأميركيون جولة جديدة من التجاذب بين الرئيس جو بايدن وخصومه الجمهوريين، عندما يلتقي الطرفان الثلاثاء لمناقشة رفع سقف المديونية العامة، في شد حبال تهدد آثاره الاقتصاد العالمي برمته.

ويستضيف الديمقراطي بايدن في البيت الأبيض زعيمَي الجمهوريين في الكونغرس، رئيس مجلس النواب كيفن ماكارثي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، في لقاء سيطلق جولة حاسمة في صراع نفوذ اقتصادي يخوضه الطرفان وعينهما على الانتخابات الرئاسية عام 2024.

ويدور النقاش حول رفع سقف الدين العام، وهو إجراء روتيني كان يتم اعتماده من دون أي جدل، إذ إن الحكومة الأميركية غالبًا ما تنفق أكثر من ميزانيتها، لكن لا يمكنها أن تقترض بشكل إضافي من دون موافقة الكونغرس.

لكن هذا العام، اشترط الجمهوريون للموافقة على رفع سقف الدين، وتاليًا تجنب تخلف واشنطن عن سداد ديونها، أن يوافق بايدن أولًا على تخفيضات كبيرة في الميزانية، في تماهٍ مع الموقف القائل بأن الرئيس كان مسرفًا وغير مسؤول في إدارته الاقتصادية.

وقبل أيام من الاجتماع الذي سيحضره زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب حكيم جيفريز وزعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، اتهم بايدن الجمهوريين بأخذ اقتصاد البلاد "رهينة".

ويشدد بايدن الذي يأمل الفوز بولاية رئاسية ثانية في انتخابات 2024 على أن الأولوية هي رفع سقف المديونية، ويمكن بعد ذلك البحث في خفض الميزانية لتقليص الدَّين البالغ 31 تريليون دولار، وهو الأكبر في العالم.

وفي حين أن النقاش بشأن أي خطوة تسبق الأخرى قد يكون عاديًا، إلا أنه تحول إلى اختبار إرادات سياسية مع تشبث كل طرف بموقفه على رغم أن الوقت ينفد، واحتمال تخلف الولايات المتحدة عن سداد ديونها بدأ يلوح جديًا في الأفق.

وإثر ذلك، حذر تحليل للبيت الأبيض من أن "الاقتراب من خرق سقف الديون الأميركية قد يتسبب باضطرابات مهمة"، لكن حصوله فعلًا "سيتسبّب على الأرجح بضرر بالغ".

لا تفاوض "تحت التهديد"

وكلما اقترب الموعد، كلما بدا أن الفجوة بين بايدن والجمهوريين تتسع.

وبالنسبة إلى "مجمع الحرية" اليميني المتطرف الذي يهيمن عمليًا على قرار الجمهوريين في مجلس النواب، يتمسك البيت الأبيض بإستراتيجية "غير عقلانية ومتهوّرة" في مسألة سقف الدين العام.

من جهته، يرفض بايدن أي تغيير في موقفه.

فالرئيس الذي بلغ الثمانين من العمر، يعول على التعافي الاقتصادي من تبعات الجائحة الذي تحقق خلال ولايته الأولى، كورقة رابحة في معركة انتخابات 2024.

وفي حين أن الحفاظ على هذه المكاسب قد يكون دافعًا إضافيًا له لتفادي أزمة جديدة، إلا أنه لا يرغب في الخضوع لضغط الجمهوريين في الربط بين رفع سقف الدين وخفض الميزانية، معتبرًا أن هذا سيحول واجبًا بسيطًا وأساسيًا إلى قضية تخضع للأخذ والرد السياسي.

وقال بايدن الجمعة: إن الجمهوريين يريدون "أخذ الدين رهينة لدفعنا إلى الموافقة على بعض الاقتطاعات الجائرة".

وأضاف: "في إمكاننا أن نتناقش بشأن أين يمكننا الاقتطاع، كمية الإنفاق. لكن ليس تحت تهديد التخلف عن السداد"، مضيفًا "لهذا لدينا مسار ميزانية لنتناقش بشأنه في العلن".

وذكر بايدن بأن الجمهوريين صوتوا ثلاث مرات دون قيد أو شرط لصالح رفع سقف الدين خلال ولاية سلفه الجمهوري دونالد ترمب. وأضاف: "لم يسبق لأحد أن رفض التصويت لصالح رفع سقف الدين".

وشدد على أنه سيبلغ زعماء الجمهوريين الثلاثاء بأن عليهم "القيام بما قام به كل كونغرس آخر، وهو رفع سقف المديونية وتفادي التخلف عن السداد".

مخارج عدة لتفادي التخلف عن السداد

ويتحدث محللون عن وجود مخارج عدة لتفادي التخلف عن السداد في المدى القريب، منها على سبيل المثال التوصل إلى اتفاق مؤقت لرفع سقف الدين يتيح استكمال المباحثات الشاقة.

حل آخر قد يكون إبرام تسوية تشمل التعهد باقتطاعات من الميزانية يتم تحديدها في مرحلة لاحقة لقاء رفع سقف الدين، إلا أن ذلك يهدد بإدخال البلاد في تكرار هذا التجاذب في العام المقبل، مع ما يعنيه ذلك من تعقيدات خلال سنة الانتخابات الرئاسية.

وفي حال فشل كل الحلول، لم يستبعد البيت الأبيض اللجوء إلى صلاحية دستورية تتيح له تجاوز الكونغرس، ويجيز بشكل أحادي رفع سقف الاقتراض، على رغم أن خطوة كهذه يرجح أن تثير جدلًا ويتم الطعن بها أمام القضاء.

وأكد بايدن في حوار مع قناة "أم أس أن بي سي" الجمعة أن الأمور "لم تصل إلى هذا الحد بعد".

وبينما يترقب العالم الخلاصة الاقتصادية لهذا التجاذب، يبدو أن إدارة بايدن تسعى كذلك إلى اللعب على الوتر السياسي وتأثير هذه الأزمة الداخلية على موقع واشنطن الخارجي في مواجهة خصوم مثل موسكو وبكين.

وقالت مديرة مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض شالاندا يونغ: "يرغبون برؤية الفوضى تعم النظام الأميركي. يرغبون برؤية أننا غير قادرين على أداء وظائفنا الأساسية".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close