الأحد 23 مارس / مارس 2025
Close

في مواجهة مواقف عربية رافضة.. هل يتراجع ترمب عن مشروع تهجير أهل غزة؟

في مواجهة مواقف عربية رافضة.. هل يتراجع ترمب عن مشروع تهجير أهل غزة؟

شارك القصة

ترمب يستقبل العاهل الأردني في البيت الأبيض
ترمب يستقبل العاهل الأردني في البيت الأبيض-غيتي
الخط
في مواجهة إصرار الإدارة الأميركية على المضي بمخطط التهجير لقطاع غزة، تتصاعد المواقف العربية والدولية الرافضة والداعمة لبقاء الفلسطينيين في أرضهم.

التقى العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لدى وصوله إلى البيت الأبيض في واشنطن الرئيس الأميركي دونالد ترمب.

وقال العاهل الأردني خلال اللقاء إن على الجميع الانتظار لرؤية خطة مصر بشأن قطاع غزة، مشيرًا إلى أن ثمة فرصة لتحقيق السلام والازدهار في المنطقة.

وشدّد الملك عبد الله على أن الدول العربية ستقدم لواشنطن ردها على خطة ترمب بشأن قطاع غزة. 

ويأتي اللقاء بعد تصريحات لترمب هدّد فيها كلا من الأردن ومصر بإيقاف المساعدات في حال رفضهما استقبال لاجئين من قطاع غزة، ضمن خطته للسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه. 

كما يأتي في وقت يواصل الاحتلال التماهي مع خطة ترمب، فقد تبنى الكابينت الإسرائيلي في اجتماع له مواقف الرئيس الأميركي بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ترمب ماض في خطته والعاهل الأردني يتحدث عن رد سيحمله السيسي-رويترز
ترمب ماض في خطته والعاهل الأردني يتحدث عن رد سيحمله السيسي-رويترز

كما تبنى أيضًا تهديد نتنياهو بإنهاء اتفاق وقف إطلاق النار بحلول السبت بعد تأجيل حماس إطلاق دفعة جديدة من المحتجزين الإسرائيليين بسبب انتهاك الاحتلال شروط الاتفاق.

وكان نتنياهو قد ذهب بعيدًا بعد لقائه ترمب بإعلان رفضه قيام دولة فلسطينية بشكل مطلق. 

على الصعيد المصري، تتوالى التصريحات الرافضة لتلك الخطة، حيث أعلنت القاهرة تمسكها بموقفها بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، والبقاء في أرضه وأهمية الإسراع في إعادة إعمار غزة.

وفي مواجهة إصرار الإدارة الأميركية على المضي بمخطط التهجير لقطاع غزة، تتصاعد المواقف العربية والدولية الرافضة لكل هذه المخططات من خلال رسائل التضامن مع كل من الأردن ومصر والسعودية، والإجماع على ضرورة تسريع إعادة إعمار غزة في ظل بقاء الفلسطينيين هناك، ودعم حقوقهم في البقاء على أرضهم وإقامة دولتهم وتقرير مصيرهم.

لا اتفاق بين الطرفين

وفي هذا الإطار، يرى الدكتور إبراهيم فريحات، أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة للدراسات العليا، أن النتيجة المباشرة للقاء ترمب بالعاهل الأردني تشير إلى أنه لا يوجد اتفاق بين الجانبين العربي والأميركي على خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

ويوضح فريحات للتلفزيون العربي أن الأمر لم يُحسم وما زال خاضعًا لنقاش متواصل، خاصة أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيقدم تصورًا عربيًا لهذه القضية لترمب خلال زيارة منتظرة إلى البيت الأبيض خلال الشهر الحالي يختلف عمّا يقترحه ترمب.

وشدد فريحات على أن الأردن كان واضحًا في رفضه خطة ترمب، وأن الأخير بدأ بتقديم التنازلات فلم يعد يتحدث عن شراء قطاع غزة وتملكّه، خاصة أن للموضوع تداعيات كبيرة على الأمن الإقليمي، لما يمثله التهجير من خطر على الأردن ومصر وبقية دول المنطقة. 

استيعاب الصدمة الأولى

من جهته يصف جواد العناني نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق مجريات اللقاء بين ترمب والملك عبد الله بأنه "استيعاب للصدمة"، خاصة أنه استُبق بتوقعات كبيرة عن احتمال صدام بينهما.

ويوضح العناني للتلفزيون العربي من عمّان، أن الخطة العربية التي ذهب بها الأردن تنطوي على فكرة استيعاب حدة الرفض العربي وإدخال أفكار جديدة على خطة ترمب بالتدريج، لتجنب المواجهة المباشرة مع الولايات المتحدة وتفويت الفرصة على إنفاذ خطة التهجير.

ويخلص العناني إلى أن ترمب بدأ يستوعب أبعاد خطته وما تنطوي عليه من مخاطر، خاصة أن حاجة بلاده لدول المنطقة فيما يتعلق بالاستثمارات أو المواجهة مع الصين تتطلب عدم خلق توتر في العلاقات معها، مشيرًا إلى أن التصوّر العربي الذي سيقدمه السيسي قد يتضمن توسيعًا لقطاع غزة.

تهديد لمصالح الشركاء العرب

وردًا على ما إذا كان ترمب قد تراجع عن تهديده بوقف المساعدات الاقتصادية لمصر والأردن خلال لقائه بالعاهل الأردني تقول أنيل شيلاين، كبيرة الباحثين في معهد "كوينسي" للحكم الرشيد والمسؤولة السابقة في وزارة الخارجية الأميركية إنه ربما فعل ذلك نظرًا لوجود العاهل الأردني بجواره.

وتشدد شيلاين للتلفزيون العربي، من واشنطن على أن ترمب لا يستوعب أنه بالضغط على الأردن تحديدًا لاستقبال الفلسطينيين فإنه يهدّد استقرار تلك البلد.

وتضيف أن تخطيط ترمب لتهجير الفلسطينيين هو مخاطرة أيضًا بعلاقات الولايات المتحدة مع دول المنطقة كلها، وربما يدفعها للبحث عن شركاء آخرين مثل الصين وروسيا والهند.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي