الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

في 2022.. توقعات بتجاوز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مستوياتها القياسية

في 2022.. توقعات بتجاوز انبعاثات ثاني أكسيد الكربون مستوياتها القياسية

Changed

فقرة سابقة من برنامج "صباح جديد" حول ارتفاع مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وتداعياتها على المناخ العالمي (الصورة: غيتي)
أكد العلماء في "غلوبال كربون بروجيكت" أن الانبعاثات الإجمالية للغازات الدفيئة المسؤولة عن الاحترار المناخي ستستعيد المستوى المسجل عام 2019 تقريبًا.

أظهرت دراسة مرجعية نُشرت اليوم الجمعة، أن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن استهلاك الطاقة الأحفورية من غاز ونفط وفحم ستتجاوز مستواها القياسي خلال 2022 بعد تراجع خلال جائحة كوفيد-19.

وقال العلماء في "غلوبال كربون بروجيكت": إن الانبعاثات الإجمالية للغازات الدفيئة الرئيسية المسؤولة عن الاحترار المناخي بما يشمل تلك الناجمة عن قطع أشجار الغابات، ستستعيد المستوى المسجل عام 2019 تقريبًا. وبهذه الوتيرة تتراجع بنسبة 50% فرصة تجنب حصول احترار قدره 1,5 درجة مئوية في تسع سنوات.

واستنادًا إلى حساباتهم، سترتفع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطاقة الأحفورية "بنسبة 1% مقارنة بالعام 2021 لتصل إلى 36,6 مليار طن أي أعلى بقليل من مستويات 2019 قبل كوفيد-19". وتنجم هذه الزيادة خصوصًا عن استخدام النفط (+2,2%) مع استئناف النقل الجوي، والفحم (+1%).

وأشار غلين بيترز، أحد معدي الدراسة التي نشرت في مجلة "إيرث سيستيمز ساينس داتا"، بمناسبة انعقاد قمة كوب 27 في شرم الشيخ إلى "اجتماع عاملين هما تواصل الانتعاش بعد جائحة كوفيد وأزمة الطاقة".

ويُحتسب فريق "غلوبال كربون بروجيكت" الذي يضم أكثر من مئة عالم من 80 مؤسسة، سنويًا انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فضلًا عن "ميزانية" الكربون المتبقية، أي الحد الأقصى لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون للبقاء ضمن درجة حرارة عالمية معينة.

فدرجة الحرارة مرتبطة بتركز ثاني أكسيد الكربون القوي جدًا في الأجواء. وقد زاد هذا التركّز بنسبة 51% منذ بدء العصر الصناعي، عندما بدأ الإنسان حرق مصادر الطاقة الأحفورية بكميات كبيرة، وفق الدراسة.

ويمكن للعلماء أن يحولوا "الميزانية" المتبقية، إلى مدة زمنية لاحترام أهداف اتفاق باريس للمناخ وهو الحجر الأساس في مكافحة الاحترار.

واستنادًا إلى الوتيرة الحالية "لإنفاق" هذه الميزانية، تراجعت إلى النصف فرصة احتواء الاحترار بـ1,5 درجة مئوية في غضون تسع سنوات.

وفي يونيو/ حزيران الماضي، أشارت بيانات الحكومة الأميركية إلى أن مستوى ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي للعالم أعلى الآن بأكثر من 50%، مما كان عليه خلال حقبة ما قبل الصناعة، قبل أن يبدأ البشر في حرق النفط والغاز والفحم على نطاق واسع في أواخر القرن الـ 19، مما دفع الكوكب إلى ظروف لم يشهدها منذ ملايين السنين.

ولفتت إدارة المحيطات والغلاف الجوي الوطنية الأميركية، إلى أن آخر مرة ظهر هذا القدر من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي كانت منذ أربعة ملايين عام على الأقل.

"بعض التقدم"

وينبغي أن تتراجع انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 45% بحلول 2030، لتكون هناك فرصة في حصر الاحترار بـ1,5 درجة مئوية وهو الهدف الأكثر طموحًا في اتفاق باريس.

ومع بلوغ الاحترار 1,2 درجة مئوية حتى الآن، تتكاثر الكوارث المناخية عبر العالم كما حصل خلال هذا العام والعام الماضي، مع ما حمل من موجات حر وجفاف وفيضانات وحرائق غابات ضخمة.

وقالت خبيرة المناخ كورين لوكيريه، المشاركة في إعداد التقرير: "سجّلنا بعض التقدم"، مشددة على أن الميل التصاعدي للانبعاثات ذات المصدر الأحفوري انتقل من 3% تقريبًا سنويًا في العقد الأول من الألفية إلى 0,5% في العقد الأخير.

وشددت الخبيرة: "أثبتنا أن السياسة المناخية تؤتي ثمارًا. إلا أنّ تحرّكًا منسّقًا بالمستوى الذي بُذِل خلال كوفيد وحدهُ يمكنه أن يؤدي إلى اتجاه تنازلي".

وبين أكثر الدول تلويثًا، سيسجل الارتفاع الأكبر في الانبعاثات الأحفورية عام 2022 في الهند مع نسبة 6% بسبب استهلاك الفحم خصوصًا على خلفية انتعاش اقتصادي قوي. وسيبلغ الارتفاع في الولايات المتحدة 1,5%.

أما الصين، فيتوقع أن تتراجع فيها الانبعاثات بنسبة 0,9% بعد انخفاض كبير في مطلع السنة، جراء تدابير الإغلاق المرتبطة بسياسة صفر كوفيد وأزمة قطاع البناء مع أن موجة الحر خلال الصيف، تسببت بعد ذلك بانخفاض في الإنتاج الكهرومائي وارتفاع في الفحم.

وفي الاتحاد الأوروبي الغارق في أزمة طاقة جراء الهجوم الروسي على أوكرانيا، فقد تتراجع الانبعاثات فيه 0,8% مع انهيار في الانبعاثات المرتبطة بالغاز بنسبة 10%، في حين أن تلك المرتبطة بالفحم سترتفع بنسبة 6,7% في مقابل 0,9% للنفط.

أما الارتفاع في بقية أرجاء العالم، فسيكون عند نسبة 1,7% وهو مرتبط خصوصًا بحركة النقل الجوي. وعن الانبعاثات غير المرتبطة بالطاقة الأحفورية وتشكل 10% من الأجمالي، فهي ناجمة عن قطع أشجار الغابات وستسجل تراجعًا طفيفًا.

ويؤثر الاحترار من الآن على آبار الكربون الطبيعية التي تلعب دورًا حيويًا في تخفيفه. فامتصاص الآبار الأرضية لثاني أكسيد الكربون انخفض بنسبة 17% تقريبًا وامتصاص المحيطات بنسبة 4%، خلال العقد الممتد بين 2012 و2021.

وبسبب أزمات متعددة، لن يكون عام 2022 سنة عادية يمكن من خلالها استخلاص عِبَر واضحة، بحسب مُعدّي التقرير.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close