الأحد 18 مايو / مايو 2025
Close

قارة أستراليا تتحرك "بسرعة".. إلى أين تتّجه وما تأثير ذلك على الأرض؟

قارة أستراليا تتحرك "بسرعة".. إلى أين تتّجه وما تأثير ذلك على الأرض؟ محدث 19 نيسان 2025

شارك القصة

تقع قارة أستراليا فوق صفيحة تكتونية تتحرّك بسرعة حوالي 7 سنتيمترات سنويًا - ناسا
تقع قارة أستراليا فوق صفيحة تكتونية تتحرّك بسرعة حوالي 7 سنتيمترات سنويًا - ناسا
الخط
تتحرّك كتل اليابسة على الأرض بمعدل متوسط يبلغ حوالي 1.5 سنتيمتر سنويًا، إلا أنّ قارة استراليا هي أسرع قارة على وجه الأرض من حيث الحركة.

يؤكد العلم أنّ جميع الصفائح التكتونية لكوكب الأرض تتحرّك باستمرار، وبطريقة متفاوتة، ما يؤدي إلى تحرّك قارات بشكل أسرع من غيرها.

ووفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي، تتحرّك كتل اليابسة على الأرض بمعدل متوسط يبلغ حوالي 1.5 سنتيمتر سنويًا.

إلا أنّ قارة أستراليا هي أسرع قارة على وجه الأرض حركة، وفقًا لموقع " iflscience" الذي أوضح أنّها تقع فوق صفيحة تكتونية تتحرّك بسرعة حوالي 7 سنتيمترات سنويًا، وهو معدل قريب من معدل نمو شعر الإنسان وأظافره.

وبالتالي، تتقدّم على منافسيها في انطلاقها نحو الشمال.

ماذا يحصل في أستراليا؟

من الناحية الفنية، نحن نتحدّث عن الصفيحة الهندية الأسترالية، وهي صفيحة تكتونية تشمل البرّ الرئيسي لأستراليا وجزيرة تسمانيا، بالإضافة إلى أجزاء من غينيا الجديدة ونيوزيلندا وحوض المحيط الهندي.

وفي نهاية المطاف أي بعد عشرات الملايين من السنين من الآن، من الممكن أن تصطدم الصفيحة الهندية-الأسترالية بقاع الصفيحة الأوراسية حول جنوب شرق آسيا والصين، لتُشكّل مجموعة قارية جديدة، أطلق عليها البعض اسم "أستراسيا".

كيف تفكّكت أستراليا؟

وهذه الحركة ليست سابقة تاريخية. فحتى ما قبل 200 مليون سنة، كانت أستراليا متّصلة بغندوانا، وهي قارة عظمى شاسعة كانت تشغل معظم نصف الكرة الجنوبي. وفي ظل هذا الوضع، اندمجت الصفيحة الإفريقية والصفيحة القطبية الجنوبية، والصفيحة الهندية-الأسترالية، والصفيحة الأميركية-الجنوبية. في غضون ذلك، كانت لوراسيا بما في ذلك معظم أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية اليوم، تقع جميعها في نصف الكرة الشمالي.

ويؤكد العملاء أنّ قارات الأرض في حالة تغيّر مستمرّ، لكن بطيء للغاية. وبينما لا نشعر بذلك في حياتنا اليومية أثناء تجوالنا على الأرض، إلا أنّ سطح الكوكب ليس صلبًا كما يبدو.

فالصفائح التكتونية تتحرّك باستمرار، حيث يصطدم بعضها بالآخر أو يتباعد بعضها الآخر عن بعض. فبدلًا من أن تكون الأرض كروية صلبة كالصخر، يُمكننا أن نتخيّلها كطريق متشقّق على حزام ناقل بطيء الحركة؛ تتسع بعض الشقوق، وتنضغط أخرى، والسطح بأكمله في حركة؛ إنّما فقط بوتيرة بطيئة جدًا لا نشعر بها.

هل يؤثر ذلك على تقنياتنا؟

على الرغم من بطء هذا التغيّر بالمعايير البشرية، إلا أنّه سريع بما يكفي لإحداث لبس في تقنياتنا. وتستخدم أدوات تحديد المواقع الجغرافية، مثل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الأميركي ونظام "غلوناس" الروسي ونظام "غاليليو" الأوروبي ونظام "بيدو" الصيني، الأقمار الاصطناعية لتحديد المواقع مقارنةً بنقاط مرجعية معروفة. ومع ذلك، تعمل هذه الأقمار الاصطناعية بناءً على أنظمة إحداثيات ثابتة، بينما تتحرك كتلة الأرض نفسها ببطء.

وبمرور الوقت، تُحدث هذه الحركة تباينًا بين المواقع التي تعتقد الخرائط أنّها موجودة، وبين موقعها الفعلي.

وحتى عام 2017، كانت أستراليا تستخدم إحداثيات عام 1994. وعلى مدار 23 عامًا، أصبحت غير متزامنة مع الصفيحة التكتونية بمقدار 1.6 متر ما اضطرها إلى تحديث النظام.

ورسميًا، تحرّكت أستراليا 1.8 مترًا باتجاه الشمال الشرقي.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي - ترجمات