قبل ثلاثة أيام من استئناف المحادثات النووية في فيينا، تتسارع التطورات على خطّ الملف النووي الإيراني، بعد الجدل الذي أثارته زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى طهران.
وبعد تلويح الولايات المتحدة مجدّدًا بـ"خيار عسكري محتمل" ضدّ طهران، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الجمعة إن بلاده تريد رفع جميع العقوبات المفروضة عليها.
وفي سياق متصل، اتّهمت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ"معاملة تمييزية" بعد أيام قليلة على استضافتها مدير الوكالة رافاييل غروسي في طهران.
ويترقب الجميع استئناف المفاوضات الإثنين في فيينا بعد تعليقها منذ يونيو/ حزيران، بين إيران والقوى الكبرى المشاركة في الاتفاق النووي المبرم في 2015، في محاولة لإنقاذه.
إيران ستحضر المباحثات "بحسن نيّة"
وقال الوزير حسين أمير عبد اللهيان في محادثة هاتفية مع جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي: "إذا كانت الأطراف المتعارضة على استعداد للعودة لكامل التزاماتها ورفع العقوبات، فسيكون بالإمكان التوصل إلى اتفاق جيد بل وفوري".
ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن أمير عبد اللهيان قوله "تريد إيران اتفاقًا جيدًا يمكن التحقق منه"، مضيفًا أن إيران ستحضر محادثات فيينا "بحسن نية" رغم انتهاك الولايات المتحدة لاتفاق 2015.
وستشارك في مفاوضات فيينا طهران والدول التي لا تزال طرفًا في الاتفاقية، فيما ستكون مشاركة الولايات المتحدة غير مباشر.
معاملة تمييزية
من ناحية أخرى اتّهمت طهران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بمعاملة تمييزية بعد أيام قليلة على استضافتها مدير الوكالة رافاييل غروسي.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية قال يوم الأربعاء بعد زيارة طهران إنه لم يتم إحراز أي تقدم في عدد من القضايا أشدها إلحاحًا مسألة الوصول إلى ورشة في مجمع تيسا في كرج، بعد شهرين من تقديم إيران وعودًا بالسماح بذلك.
وقال الناطق باسم المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية بهروز كمالفندي مساء أمس الخميس للتلفزيون الرسمي: "إنّه واقع. لا تُعامل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إيران كما يجب، وذكّرنا بذلك عدّة مرّات".
قبيل محادثات #فيينا.. #إيران تشترط مجددا رفع العقوبات الأميركية عنها لإحياء الاتفاق النووي#العربي_اليوم@yasermasood20 pic.twitter.com/2AhFAnWVXa
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 23, 2021
واعتبر كمالفندي أن إيران تُعامَل بهذه الطريقة لأن "المنظمات العالمية خاضعة لتأثير الدول القوية". وأصاف: "تموّل الدول القوية هذه المنظمات وتضغط عليها".
وتتخصص الورشة في تصنيع أجزاء من أجهزة الطرد المركزي، التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، وتعرضت فيما يبدو لعملية تخريب في يونيو/ حزيران دمرت واحدة من أربع كاميرات تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية هناك. وأزالت إيران فيما بعد جميع الكاميرات. علاوة على ذلك فإن اللقطات التي صورتها الكاميرا المدمرة مفقودة.
وقال كمالفندي: "نحاول، في مواجهة سلوك المجتمع الدولي، تأكيد حقوقنا والتصدي للصورة السلبية التي يحاولون أن يفبركوها ضدّنا. يقول الغربيون إننا نسعى إلى الحصول على سلاح نووي وأنه يجب منعنا من ذلك بأي ثمن". وأضاف: "الصناعة النووية صناعة اساسية ويجب أن ننخرط فيها. علينا ألّا نستسلم وأن نواصل جهودنا".
#غروسي يسعى لأرضية مشتركة لتعزيز المباحثات النووية في #طهران وتهديدات إسرائيلية بالتصعيد#إيران@BaderSlim pic.twitter.com/4KEAtkQTMT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 23, 2021
وأبرم الاتفاق بين إيران من جهة والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، ونصّ على رفع جزء من العقوبات الدولية التي تخنق اقتصاد طهران مقابل الحد بشكل كبير من نشاطاتها النووية ووضع برنامجها النووي تحت رقابة صارمة من الأمم المتحدة.
إلا أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحاديًا في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات قاسية على إيران.
وردًا على ذلك، بدأت إيران عام 2019 التراجع تدريجا عن تنفيذ العديد من التزاماتها الأساسية بموجب الاتفاق. وفي حين تتهم الدول الغربية إيران بـ"انتهاك" الاتفاق من خلال هذا التراجع، تؤكد طهران أن خطواتها "تعويضية" بعد الانسحاب الأميركي.