أصدر الرئيس الأميركي جو بايدن أمس الخميس، إستراتيجية طال انتظارها لمواجهة كراهية المسلمين والعرب، والتي تزايدت بشكل حاد منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، داعيًا إلى ضرورة مواصلة العمل من أجل الحد من التمييز والتحيز.
وتتألف الوثيقة من 64 صفحة، ونُشرت قبل أسابيع من تنصيب الرئيس المُنتخب دونالد ترمب الذي فرض حظر سفر على مواطني بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة خلال ولايته الأولى، قبل أن يلغيه بايدن في أول يوم له في منصبه في 21 نوفمبر/ كانون الثاني 2020.
وتتطابق هذه الإستراتيجية مع أخرى شاملة لمكافحة "معاداة السامية" أصدرها البيت الأبيض في سبتمبر/ أيلول 2023.
كما تأتي بعد أكثر من عام من مقتل الطفل وديع الفيومي (6 سنوات) طعنًا على يد رجل استهدفه هو ووالدته، لأنّهما أميركيان من أصل فلسطيني.
وفي مقدمة الإستراتيجية، وصف بايدن الهجوم على الفيومي ووالدته بأنّه "عمل شنيع"، مشيرًا إلى ارتفاع جرائم الكراهية ضد المسلمين والعرب والتمييز والتنمّر والذي وصفه بأنّه "خاطئ وغير مقبول".
وكتب بايدن: "يستحق المسلمون والعرب العيش بكرامة والتمتّع بكل الحقوق إلى أقصى حد جنبًا إلى جنب مع جميع الأميركيين"، مضيفًا أنّ "السياسات التي تؤدي إلى تمييز ضد مجتمعات بأكملها خاطئة ولا تحمي سلامتنا".
"غير كافية"
ووصف مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية "كير" هذه الإستراتيجية بأنّها "غير كافية ومتأخرة للغاية".
وانتقد المجلس الذي يُدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين، البيت الأبيض لعدم إنهاء قائمة مراقبة اتحادية وقائمة "حظر طيران" تشمل العديد من الأميركيين من أصول عربية ومسلمة، ولعدم إنهاء الحرب في غزة التي أجّجت "رهاب الإسلام" (الإسلاموفوبيا).
وتوقّع جيم زغبي مؤسس المعهد العربي الأميركي، أنّ تتخلى إدارة ترمب المقبلة عن هذه الإستراتيجية، لكنّه رحّب بتوسع إستراتيجية البيت الأبيض لتشمل كراهية العرب بدلًا من التركيز فقط على الأفعال التي تستهدف المسلمين.
ولم يصدر عن فريق ترمب الانتقالي أي تعليق فوري على الإستراتيجية أو ما إذا كان سيدعمها.
وخلال حملته الانتخابية، قال ترمب إنّه سيمنع دخول أي شخص يُشكّك في حقّ إسرائيل بالوجود، وسيُلغي تأشيرات الطلاب الأجانب "المعادين للسامية".