قالت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الثلاثاء، إنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره في بلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو سيوقعان اتفاقية أمنية تاريخية يوم الجمعة، تعكس التغيرات الجيوسياسية العالمية.
وستكون هذه الاتفاقية من بين الوثائق التي من المقرر أن يوقعها الرئيسان في مينسك، عاصمة بيلاروسيا، في الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس دولة الاتحاد، وهو اتحاد وتحالف بلا حدود بين الجمهوريتين السوفييتية السابقتين.
ونقلت الوكالة عن نائب وزير الخارجية في بيلاروسيا إيغور نزاروك قوله: إن الاتفاقية "مصممة لتأخذ في الاعتبار الظروف الخارجية المتغيرة، عندما يتجه العالم نحو نظام عالمي متعدد الأقطاب"، واصفًا الاتفاق بـ"التاريخي"، دون أن تذكر الوكالة مزيدًا من التفاصيل بشأن الاتفاق.
"الحليف القوي"
ولوكاشينكو حليف قوي لبوتين، وسمح باستخدام أراضي بلاده نقطة انطلاق لهجوم روسيا الشامل على أوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
وعقب الهجوم شهدت أوكرانيا موجة من النشاط العسكري والتدريبات المشتركة للقوات الجوية بين روسيا وبيلاروسيا، مما أثار المخاوف من أن مينسك ربما تستعد لدور أكثر نشاطًا في الصراع.
وفي أغسطس/ أب الفائت، اتهمت أوكرانيا جارتها بيلاروسيا، بـ"حشد" قوات عند الحدود المشتركة للبلدين، وحذر بيان للخارجية الأوكرانية مينسك من "تحركات غير ودية".
غير أن لوكاشينكو قال إنه لن يأمر قواته بالقتال إلى جانب روسيا، إلا إذا شنت دولة أخرى هجومًا على بيلاروسيا، فيما يرى بوتين أن الصراع في أوكرانيا جزء من معركة وجودية مع الغرب.
"الديكتاتور الأخير"
وستأتي الاتفاقية مع روسيا قبل أسابيع قليلة من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في بيلاروسيا، والتي ستجري في 26 يناير/ كانون الثاني، حيث من غير المتوقع أن يخسر الرئيس لوكاشينكو، الذي يحكم البلاد بقبضة من حديد منذ 20 عامًا فيها.
وأثارت إعادة انتخاب لوكاشينكو (70 عامًا)، الذي يصف نفسه بأنه "آخر ديكتاتور في أوروبا"، لولاية سادسة في عام 2020 احتجاجات غير مسبوقة، بعد أن اتهمته المعارضة والغرب بالتلاعب في نتائج الانتخابات للفوز على منافسته سفياتلانا تسيخانوسكايا.
وأدت حملة لقمع المتظاهرين والمعارضين، والتي دعمها بوتين، إلى حبس عدة آلاف من الأشخاص تم العفو عن بعضهم بعد ذلك. وتقول منظمات لحقوق الإنسان إن هناك 1400 سجين سياسي تقريبا لا يزالون محتجزين في روسيا البيضاء.