علّقت مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" في تونس، اليوم الخميس، الإضراب عن الطعام الذي يخوضه عدد من نشطائها؛ احتجاجًا على ما يصفونه بـ"الحكم الفردي" في البلاد من قبل الرئيس قيس سعيّد.
ويأتي ذلك غداة دعوات قوى وأحزاب سياسية من بينها حركة النهضة إلى التظاهر يوم غد الجمعة، في شارع الحبيب بورقيبة احتفالًا بالذكرى الـ11 لـ عيد الثورة التونسية والاحتجاج ضد قرارات الرئيس التونسي.
وأوضح عز الدين الحزقي، المتحدث باسم الإضراب، خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة تونس: "نعلن اليوم عن تعليق إضراب الجوع والاستعداد لاستكمال تنفيذ بنود المبادرة بأشكال نضالية متقدمة حتى إسقاط الانقلاب".
ودعا الحزقي "كل أنصار الحرية إلى مزيد رص الصفوف والإسراع إلى تأسيس الأطر السياسية والموحدة لطي صفحة الانقلاب".
وترفض غالبية القوى السّياسية والاجتماعية في البلاد الإجراءات الاستثنائية، وتعتبرها "انقلابًا على الدّستور"، بينما تؤيدها قوى أخرى ترى فيها "تصحيحًا لمسار ثورة 2011"، التي أطاحت بالرّئيس آنذاك زين العابدين بن علي.
وتشهد تونس أزمة سياسية حادّة، حيث بدأ رئيسها قيس سعيّد إجراءات استثنائية، منذ 25 يوليو/ تموز 2021، منها: تجميد اختصاصات البرلمان، وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 17 ديسمبر المقبل، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وإقالة رئيس الحكومة، وتشكيل أخرى جديدة.
ونبه الحزقي إلى "ضرورة توخي اليقظة واتخاذ مقر الإضراب مقرًا دائمًا ومفتوحًا وفضاء سياسيًا لبناء البدائل والتخطيط لمستقبل البلاد".
"بناء البديل"
و"مواطنون ضد الانقلاب" مبادرة شعبية قدمت مقترح "خارطة طريق" لإنهاء الأزمة السياسية، تتضمن إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة في النصف الثاني من 2022.
وخاض عدد من نشطاء المبادرة، بينهم نواب في البرلمان، إضرابًا عن الطعام منذ 23 ديسمبر/ كانون الأول الماضي؛ رفضًا للإجراءات الاستثنائية.
وأفادت المبادرة، عبر مقطع مصور اليوم الخميس، بنقل محبوبة بن ضيف الله، البرلمانية عن حركة النهضة والمضربة عن الطعام، إلى مشفى إثر تدهور صحتها.
وخلال المؤتمر الصحافي، أكد عضو مبادرة "مواطنون ضد الانقلاب" جوهر بن مبارك أن المبادرة "تعمل على دفع الحركات الاجتماعية والسياسية لرص الصفوف وتشكيل جبهة وطنية لمجابهة الانقلاب".
وتابع: "جرت محادثات مع حركات اجتماعية وعدد من التنسيقيات التابعة للحراك الاجتماعي بغرض تشبيك الحراك السياسي مع الحراك الاجتماعي". وأكد أن "بناء البديل هو أول الطريق نحو مقاومة الانقلاب".
ودعا بن مبارك التونسيين إلى التظاهر غدًا الجمعة في شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، للمطالبة بـ "إسقاط الانقلاب،" واصفًا قرار منع التظاهر بأنه "سياسي".
وبجانب المبادرة، تدعو قوى وأحزاب سياسية إلى مظاهرات الجمعة 14 يناير/ كانون الثاني الجاري، في الذكرى الحادية عشرة لثورة 2011؛ رفضًا لإجراءات سعيد، بالرغم من قرار حكومي صدر الأربعاء بمنع التظاهرات في الأماكن العامة والخاصة من الخميس ولمدة أسبوعين، ضمن تدابير مواجهة جائحة "كورونا".