تزامنًا مع تواصل القصف الروسي على مدينة ماريوبول الساحلية الخميس، أظهرت صور أقمار اصطناعية تفرّق الرتل العسكري الروسي الضخم الذي كان متوقفًا خارج العاصمة الأوكرانية، وانتشاره في البلدات والغابات القريبة من كييف، وأخذت أسلحتها وضعية الجاهزية للإطلاق.
وفي الرابع من مارس/ آذار الحالي، كانت القافلة على بعد 25 كيلومترًا من وسط كييف. وتظهر صور القافلة شاحنات مزدحمة على الطريق، ثلاث منها متجاورة، تمنع أي شيء من المرور.
وأظهرت صور لشركة "ماكسار" الأميركية التقطتها الأقمار الصناعية، أن الرتل الذي يتكوّن من مركبات ودبابات، ويمتد طوله إلى 64 كيلومترًا، قد تفرّق وانتشر في مناطق مختلفة.
وشوهدت وحدات مدرعة في بلدات بالقرب من مطار أنتونوف شمال المدينة، بينما انتقلت بعض المركبات إلى الغابات، مع وضع مدافع هاوتزر في وضعية إطلاق النار.
والأسبوع الماضي، توقّف الرتل خارج كييف، مع تعثّر تقدّمه وسط تقارير عن نقص في الغذاء والوقود، واستهداف القافلة بصواريخ مضادة للدبابات.
وقال مسؤول دفاعي أميركي، طلب عدم نشر اسمه لوكالة "اسوشيتد برس" إن بعض المركبات شوهدت وهي تنتقل من الطريق الرئيسي إلى وسط الأشجار في الأيام الأخيرة، لكن المسؤول لم يستطع تأكيد تفرق الرتل.
وأعلنت الحكومة الأوكرانية الخميس إجلاء أكثر من 80 ألف شخص من مناطق محيطة بمدينتي كييف وسومي خلال اليومين الماضيين، في حين كانت القوات الروسية تحكم الطوق حول العاصمة الأوكرانية.
المدنيون ينقلبون على بعضهم من أجل الطعام
وفي ماريوبول، تتردّى الأوضاع الإنسانية يومًا بعد يوم، حيث بات المدنيون محاصرون داخل المدينة، ويعانون من نقص الطعام والوقود. ويقيم سكان المدينة في الملاجئ حيث تنخفض درجات الحرارة إلى 9 درجات مئوية تحت الصفر، مع انقطاع شبكات الهاتف والكهرباء، ووسائل التدفئة.
وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشوك إن أكثر من 1300 شخص لقوا حتفهم في حصار المدينة، الذي استمر 10 أيام.
ويجري دفن الجثث في مقابر جماعية، بينما تتناثر في الشوارع السيارات المحترقة والزجاج المكسور.
وقالت ساشا فولكوف، مسؤولة محلية في الصليب الأحمر إنّ متاجر البقالة والصيدليات باتت فارغة بعد أن اقتحمها أشخاص للحصول على الإمدادات، مشيرة إلى وجود "سوق سوداء للخضروات، ولم تعد اللحوم متوفرة، أما الناس فباتوا يسرقون البنزين من السيارات".
وأضافت أن السكان ينقلبون على بعضهم البعض، قائلة: "بدأ الناس في مهاجمة بعضهم البعض من أجل الطعام".
بدورها، قالت السلطات الأوكرانية إن القصف الروسي أحبط المحاولات المتكررة لإرسال الأغذية والأدوية وإجلاء المدنيين.