السبت 20 أبريل / أبريل 2024

قتال محتدم في الشرق.. زيلينسكي يدعو إلى التسريع بشحن الأسلحة الغربية

قتال محتدم في الشرق.. زيلينسكي يدعو إلى التسريع بشحن الأسلحة الغربية

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تسلط الضوء على احتدام القتال في جبهات عدة شرقي أوكرانيا (الصورة: رويترز)
أكّد الرئيس الأوكراني على ضرورة تسريع تسليم الأسلحة لبلاده من الحلفاء الغربيين حتى تتمكن من "تحقيق التكافؤ في ميدان القتال من أجل وقف الحشود" الروسية.

اتّهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بأنها تهدف من وراء عمليات القصف الجوي والمدفعي المكثفة إلى تدمير منطقة دونباس بالكامل، داعيًا في الوقت ذاته الحلفاء الغربيين إلى الإسراع في شحن الأسلحة الثقيلة إلى كييف.

وجاءت تصريحات زيلينسكي في وقت يستعد فيه قادة الاتحاد الأوروبي لوضع أوكرانيا رسميًا على الطريق الطويل نحو عضوية التكتل خلال قمتهم التي ستعقد اليوم الخميس في بروكسل.

"الروس يريدون تدمير دونباس"

وفي كلمة مصورة في ساعة باكرة من صباح الخميس، قال زيلينسكي: "يجب أن نحرر أرضنا ونحقق النصر، لكن بوتيرة أسرع بكثير"، وطالب مجددًا بتزويد أوكرانيا بأسلحة أكبر وأسرع.

وأضاف زيلينسكي: "كان هناك قصف جوي ومدفعي مكثف في دونباس. هدف المحتل هنا لم يتغير، يريدون تدمير دونباس بأكملها خطوة بخطوة".

وتابع: "هذا سبب تأكيدنا مرارًا وتكرارًا على ضرورة تسريع تسليم الأسلحة لأوكرانيا. المطلوب تحقيقه بسرعة هو التكافؤ في ميدان القتال من أجل وقف هذه الحشود المتوحشة ودفعها إلى ما وراء حدود أوكرانيا".

من جهته، قال أوليكسي أريستوفيتش، وهو مستشار للرئيس الأوكراني، إنّ القتال من أجل السيطرة على مدينتي سيفيرودونتسك وليسيتشانسك في منطقة لوغانسك يتجه إلى"ذروة مخيفة". وتسعى روسيا إلى السيطرة على كل من لوغانسك ودونيتسك، اللتين تشكلان منطقة دونباس وهي المركز الصناعي للبلاد.

مدينتان توأم

وتشهد مدينتا سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك أسوأ ما في حرب الاستنزاف الشرسة الدائرة في دونباس. وهناك مئات المدنيين المحاصرين في مصنع للكيماويات في سيفيرودونتسك، حيث تتصارع أوكرانيا وروسيا للسيطرة على المدينة التي ألحق القصف بها دمارًا هائلًا.

وتقول موسكو إن القوات الأوكرانية محاصرة في سيفيرودونتسك، التي كانت مسرحًا لأعنف المعارك في الآونة الأخيرة. وأمرت روسيا تلك القوات الأسبوع الماضي بالاستسلام أو مواجهة الموت.

لكن حاكم منطقة لوغانسك سيرهي جايداي قال للتلفزيون الأوكراني أمس الأربعاء: إنّ "المعارك مستمرة" وإن "القوات الروسية لا تسيطر سيطرة كاملة" على المدينة.

وفي ليسيتشانسك، نقلت وكالة تاس للأنباء عن انفصاليين تدعمهم موسكو قولهم إن الأوكرانيين في المدينة محاصرون وأصبحوا معزولين عن الإمدادات بعد الاستيلاء على طريق يربط المدينة ببلدة سيفيرسك.

وقال أريستوفيتش مستشار زيلينسكي إن القوات الروسية في المدينتين تتألف من مجندين حظوا بمستويات متفاوتة من التدريب بعد أن ألحقت أوكرانيا خسائر فادحة بتلك القوات.

وكتب في منشور على الإنترنت: "الأمر أشبه بملاكمين يتصارعان في الجولة الثامنة عشرة من المباراة ويستطيعان بالكاد دفع الأمور إلى الأمام. بدأت هذه العملية في 14 أبريل وهي مستمرة منذ ما يقرب من 80 يومًا".

عضوية الاتحاد الأوروبي

وعلى الصعيد الدبلوماسي، سيضع القادة الأوروبيون أوكرانيا رسميًا على طريق الانضمام إلى التكتل خلال قمة في بروكسل اليوم الخميس. وعلى الرغم من أنها خطوة رمزية إلى حد بعيد، فإنها ستساعد في رفع الروح المعنوية للأوكرانيين في توقيت بالغ الصعوبة من الصراع الممتد منذ أربعة شهور والذي أودى بحياة الآلاف وأدى إلى نزوح الملايين وحول قرى ومدنًا إلى أنقاض.

وتعارض روسيا منذ وقت طويل إقامة روابط أوثق بين أوكرانيا، الدولة السوفيتية السابقة، وتكتلات غربية مثل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وقال زيلينسكي إنه تحدث مع 11 من زعماء الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء بشأن ترشيح أوكرانيا لعضوية التكتل، مضيفًا أنه سيجري المزيد من المحادثات اليوم الخميس. وعبّر عن اعتقاده بأن جميع دول الاتحاد وعددها 27 ستدعم حصول بلاده على وضع دولة مرشحة.

ضغوط إضافية على روسيا

ويقول دبلوماسيون إن الأمر سيستغرق من أوكرانيا عقدًا أو ما يزيد على ذلك للوفاء بمعايير الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. لكن زعماء الاتحاد يقولون إنه يتعين على الكتلة تقديم بادرة تعترف بتضحيات الأوكرانيين.

وكان للحرب تأثير هائل على الاقتصاد العالمي والترتيبات الأمنية الأوروبية، إذ أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز والنفط والغذاء ودفعت الاتحاد الأوروبي إلى تقليص اعتماده الشديد على الطاقة الروسية ودفعت فنلندا والسويد إلى السعي للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسي.

وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي أمس الأربعاء إن التكتل سيعود مؤقتًا إلى استخدام الفحم لحل مشكلة تراجع تدفقات الغاز الروسي من دون عرقلة الأهداف المناخية طويلة المدى، بينما أدى اختناق سوق الغاز وارتفاع أسعاره إلى بدء سباق على أنواع الوقود البديلة.

وأكد مسؤولون في الإدارة الأميركية أن قادة مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي سيسعون إلى زيادة الضغوط على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا في اجتماعات الأسبوع المقبل.

المصادر:
رويترز

شارك القصة

تابع القراءة
Close