أفاد مراسل التلفزيون العربي، صباح اليوم الثلاثاء، بمقتل خمسة أشخاص جراء سقوط قذائف في حي البعث بمدينة حماة وسط سوريا، فيما تبادلت كل من فصائل المعارضة وقوات النظام الاتهامات بالمسؤولية عن هذه الاستهدافات.
وقال المراسل إبراهيم تريسي، إن فصائل المعارضة السورية تؤكد تقدمها في محيط ريف مدينة حماة الشمالي باتجاه المدينة، معلنة مقتل أكثر من 50 عنصرًا من قوات النظام، خلال سيطرتها على بلدات جديدة في ريف حماة الشمالي، وذلك رغم إعلان النظام في دمشق قبل يومين عن نيته شن هجوم معاكس.
وأشار تريسي إلى أنه، وبالرغم من قيام النظام السوري بشن هجمات على بعض المحاور التي سيطرت عليها فصائل المعارضة، فإن تقدم هذه الأخيرة باتجاه حماة ما يزال مستمرًا.
وأعلنت إدارة العمليات العسكرية التابعة لفصائل المعارضة أنها فرضت سيطرتها على صوران وطيبة الإمام وحلفايا ومعردس في ريف حماة.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، تخوض فصائل معارضة مسلحة في سوريا اشتباكات مع قوات النظام بعدة مناطق، كما دخلت تلك الفصائل مدينة حلب عصر الجمعة، وسيطرت على معظم أحياء المدينة، ومواقع مهمة أبرزها مبنى المحافظة ومراكز الشرطة وقلعة حلب التاريخية.
وبسطت سيطرتها كذلك على كامل محافظة إدلب، السبت، بعد السيطرة على مواقع عديدة في ريفها، بينها مدينتا معرة النعمان وخان شيخون، بالإضافة إلى مدينة سراقب الإستراتيجية.
قلق أممي من تصاعد القتال
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن "قلقه" إزاء تصاعد العنف في شمال سوريا، داعيًا إلى وقف فوري للقتال، بحسب ما أعلن الناطق باسمه ستيفان دوجاريك أمس الإثنين.
وقال دوجاريك في بيان: "على جميع الأطراف بذل ما في وسعها لحماية المدنيين والبنى التحتية المدنية، خصوصًا من خلال السماح بمرور آمن للمدنيين الذين يفرون من الأعمال العدائية".
وأضاف أنّ "السوريين يعانون هذا الصراع منذ حوالي 14 عامًا، وهم يستحقّون أفقًا سياسيًا يقودهم إلى مستقبل سلمي وليس إلى المزيد من إراقة الدماء".
من جانبها، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن النظام السوري بقيادة بشار الأسد "هو من يتجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي ويرفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات".
وجاءت تصريحات غرينفيلد خلال مؤتمر صحفي الإثنين، عقدته بمناسبة تولي الولايات المتحدة رئاسة مجلس الأمن الدولي من المملكة المتحدة.
وأكدت غرينفيلد أن التطورات الحالية في سوريا تبعث على القلق، وأن بلادها تتابع الوضع عن كثب، كما ذكرت أن بلادها تتواصل مع شركائها في المنطقة، مشددة على ضرورة إيجاد سبل لتحقيق السلام والأمن للشعب السوري.
وقالت غرينفيلد: "لقد دعمنا المفاوضات في سوريا لفترة طويلة، لكن النظام السوري بقيادة الأسد هو من تجاهل قرارات مجلس الأمن الدولي ورفض الجلوس إلى طاولة الحوار".
نزوح الآلاف
وفي سياق آخر، أعلنت الأمم المتّحدة أمس أنّ التصعيد الحاصل منذ بضعة أيام في النزاع في شمال غرب سوريا أدّى إلى فرار ما يقرب من 50 ألف شخص، في موجة نزوح تسلّط الضوء على التداعيات الإنسانية الخطرة للتطورات الميدانية في هذه المنطقة.
وقال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "أوتشا" في بيان إنّه "حتى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني، نزح أكثر من 48,500 شخص"، مشيرًا إلى أنّ "وضع النزوح لا يزال شديد التقلّب، والشركاء يتحققون يوميا من أرقام جديدة".