أعلن الحرس الثوري الإيراني في بيان صباح اليوم الإثنين، أن الموجة الأخيرة من الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل نفذت بتقنيات جديدة "أخلت بالمنظومات الدفاعية للعدو".
وأوضح أن "منظومات دفاع العدو استهدفت بعضها بعضًا نتيجة الخلل الذي تعرضت له أثناء القصف"، وتابع :"رغم تقنيات العدو والحماية الأميركية إلا أن صواريخنا اخترقت مجالاته الدفاعية وأصابت أهدافها".
وتوعد الحرس الثوري بتنفيذ ضربات صاروخية "أشد تدميرًا ضد أهداف حيوية" في إسرائيل، موضحًا أنه استهدف "بنجاح" مدنًا إسرائيلية، ومؤكدًا أن "العمليات الفعالة والدقيقة والأشد تدميرًا ستستمر ضد الأهداف الحيوية" في إسرائيل.
القبة تقصف نفسها
وأعلنت وسائل إعلام عبرية صباحًا، مقتل 8 أشخاص وإصابة 103 آخرين، في أحدث هجوم صاروخي لإيران على إسرائيل، فيما أظهرت لقطات مصورة خللًا في القبة الحديدية الصاروخية بصحراء النقب، حيث جرى توثيق لقطات لاستهداف طال قاعدة "نيفاتيم" الجوية هناك.
من جهتها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المتحدث باسم جيش الاحتلال، بأن الرشقة الصاروخية الأخيرة التي تم رصدها بلغت حوالي 40 صاروخًا إيرانيًا سقط بعضها في مناطق مختلفة بإسرائيل.
وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أنه جرى نقل ما لا يقل عن 103 مصابين إلى المستشفيات جراء القصف الصاروخي الإيراني على مناطق مختلفة من غوش دان (ضمن تل أبيب الكبرى)، اثنان منهم في حالة خطيرة، و7 آخرون في حالة متوسطة، والبقية في حالة طفيفة.
الصواريخ الإيرانية التي أطلقت فجرًا أصابت أيضًا حيفا في الشمال، حيث قالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري اليوم الإثنين إنه تم رصد حرائق عند محطة للطاقة قرب ميناء حيفا.
وأضافت الشركة أنها رصدت لقطات مصورة لاعتراض الجيش الإسرائيلي الهجمات الصاروخية وأعقب ذلك مشاهد لسقوط صاروخين من الصواريخ فرط الصوتية.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة معاريف، أن الجيش الإسرائيلي أسقط طائرة مسيرة في منطقة رأس الناقورة الحدودية مع لبنان، بعد اختراقها الأجواء الإسرائيلية.
الهجوم الإسرائيلي
وبدأت إسرائيل فجر الجمعة، هجومًا واسعًا على إيران بعشرات المقاتلات، أسمته "الأسد الصاعد"، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين، وعلماء نوويين.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الهجوم "استباقي" وجاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن العملية "غير المسبوقة" تهدف إلى "ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية، ومصانع الصواريخ الباليستية، والعديد من القدرات العسكرية الأخرى".
وفي مساء اليوم نفسه، بدأت إيران الرد على الهجوم بسلسلة من الضربات الصاروخية الباليستية والطائرات المسيّرة، بلغ عدد موجاتها 11، خلف حتى مساء الأحد، نحو 19 قتيلًا وأكثر من 450 مصابًا، فضلا عن أضرار مادية كبيرة طالت مباني ومركبات، وفق وزارة الصحة الإسرائيلية وإعلام عبري.
والهجوم الإسرائيلي الحالي على إيران يعد الأوسع من نوعه، ويمثل انتقالًا واضحًا من "حرب الظل" التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.