أعلن الجيش السوداني أنه استعاد السيطرة على بلدة أم القرى شرقي ولاية الجزيرة وسط السودان، بينما تحدث ناشطون عن مقتل شخصين وإصابة 12 بقصف مدفعي لقوات الدعم السريع على معسكر زمزم للنازحين بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
وقال وزير الدفاع السوداني ياسين إبراهيم ياسين، في مؤتمر صحفي بمدينة بورتسودان: "إن الجيش استلم منطقة أم القرى شرق ولاية الجزيرة"، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة تتحرك على تخوم مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان (جنوب).
وتبعد أم القرى نحو 45 كيلومترًا من مدينة ود مدني عاصمة الولاية التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع في ديسمبر/ كانون الأول 2023.
من جانبه، أفاد "نداء الوسط"، وهو كيان مدني يضم ناشطين، في بيان الإثنين، أن قوات الجيش سيطرت على بلدة "أم القرى"، وتطارد قوات الدعم السريع في المنطقة. كما بثّ جنود من الجيش السوداني مقاطع فيديو مسجلة لانتشارهم داخل البلدة والمباني الحكومية فيها.
ففي 20 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تجددت الاشتباكات بين الدعم السريع والجيش بولاية الجزيرة على خلفية انشقاق القيادي بقوات الدعم أبو عاقلة كيكل، وهو من أبناء الولاية، وإعلان انضمامه إلى الجيش.
وفي ديسمبر/ كانون الأول 2023، سيطرت "الدعم السريع" بقيادة كيكل على مدن عدة في الجزيرة بينها ود مدني مركز الولاية.
وحاليًا، تسيطر قوات الدعم السريع على أجزاء واسعة من الولاية، عدا مدينة المناقل والمناطق المحيطة بها حتى حدود ولاية سنار جنوبها، وغربا حتى حدود ولاية النيل الأبيض.
قتيلان ومصابون في الفاشر
وفي سياق آخر، أعلن ناشطون سودانيين، الإثنين، مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين بمعسكر زمزم للنازحين بمدينة الفاشر، جراء قصف مدفعي لقوات الدعم السريع، الأحد.
وتحدث الناشطون عن استمرار القصف المدفعي على المعسكر لليوم الثاني على التوالي، فيما أكدت لجان مقاومة الفاشر (ناشطون) في بيان الإثنين استشهاد شخصين وإصابة 12، جراء قصف مدفعي نفذه الدعم السريع، الأحد، بمعسكر زمزم للنازحين بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور.
ويعد معسكر زمزم من أكبر معسكرات النازحين في دارفور وذا كثافة سكانية عالية، وأعلنت فيه "المجاعة" في أغسطس/ آب الماضي من قبل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف).
قوات الدعم السريع تنفي قصف معسكر زمزم
من جانبها، قالت قوات الدعم في بيان، الإثنين، إن القوات المشتركة (الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق سلام جوبا) تتعمد استخدام المدنيين دروعًا بشرية وتحويل مساكنهم إلى ثكنات عسكرية". واعتبرت أن "اتهام الدعم السريع بقصف معسكر زمزم محاولة رخيصة وادعاءات كاذبة".
وقالت إن تلك الادعاءات "محاولة من القوات المشتركة للتنكر عن جرائمها واحتماء قواتها بالنازحين واتخاذهم دروعًا بشرية".
والأحد، قال حاكم إقليم دارفور أركو مني مناوي، عبر حسابه على منصة "إكس": "يؤسفني أن أبلغ الرأي العام بهذا الخبر المحزن، حيث يتعرض نازحو معسكر زمزم لقصف مدفعي من قبل مليشيا الدعم السريع".
وأضاف: "يبدو أن هذه المليشيا قد قررت بشكل صارخ استهداف سكان معسكر زمزم على أسس عرقية وإثنية".
وتشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش والدعم السريع منذ 10 مايو/ أيار الماضي، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لكل ولايات دارفور (غرب).
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب التي بدأت منتصف أبريل/ نيسان 2023، بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.