يمكن أن يساعد استبدال المياه المعنية بالمياه الغازية أو الفوارة في فقدان الوزن إلى جانب خطوات أخرى، وفقًا لبحث جديد، حيث من المحتمل أن يعمل الفوران على تعزيز بعض العمليات البيولوجية الأساسية التي تحافظ على صحة الجسم، وفقًا لموقع "سينس أليرت".
والمياه الغازية هي المياه التي أضيف إليها غاز ثاني أكسيد الكربون (CO2) تحت الضغط. وعادة ما تحتوي المياه الغازية على ملح مضاف لتحسين مذاقها بالإضافة إلى كميات صغيرة من المعادن الأخرى.
لكن كمية ثاني أوكسيد الكربون هذه لا تبقى في الجسم، حيث تقوم الكليتان والرئتان بإزالة ثاني أكسيد الكربون الزائد، مما يحافظ على درجة حموضة الدم عند درجة حموضة قلوية قليلاً تبلغ 7.35-7.45 بغض النظر عما يأكله الفرد أو يشربه، بحسب موقع "هيلث لاين".
المياه الغازية وإنقاص الوزن
وقد درس الباحث أكيرا تاكاهاشي الذي يعمل في مستشفى تيسيكاي لجراحة الأعصاب في اليابان، الادعاءات بأن المشروبات الغازية يمكن أن تساعد الناس على التخلص من الوزن الزائد. ومع ذلك، وكما تظهر ورقته المنشورة، في مجلة "بي أم جاي نيوتريشن برفنشن آند هيلث" فإن التأثيرات المقاسة صغيرة جدًا.
ويحذر تاكاهاشي قائلًا: "إن تأثير ثاني أكسيد الكربون في المياه الغازية ليس حلًا مستقلًا لفقدان الوزن"، مشيرًا إلى أن النظام الغذائي المتوازن والنشاط البدني المنتظم هما عنصران حاسمان في إدارة الوزن بشكل مستدام.
فعندما نشرب المياه الغازية، يدخل ثاني أكسيد الكربون الموجود فيه إلى مجرى الدم. ثم تحوله خلايا الدم الحمراء إلى بيكربونات، مما يقلل من حموضة الخلايا، وبالتالي يعزز سرعة استخدام الغلوكوز - مما يعني بقاء كمية أقل من السكر على شكل دهون.
تأثير دخول ثاني أكسيد الكربون للدم
ولقياس تأثير هذا التفاعل الكيميائي المتسلسل وما يتبعه من تسريع في استقلاب الغلوكوز، قام تاكاهاشي بتحليل الأرقام المبلغ عنها لعملية أخرى تضع ثاني أكسيد الكربون في الجسم وهي غسيل الكلى.
ويهدف علاج أمراض الكلى في المقام الأول إلى تنظيف الدم وإزالة الفضلات في حال قصور الكلى. ونتيجة لذلك، فإنه يدخل أيضًا المزيد من ثاني أكسيد الكربون إلى مجرى الدم، مما يعني أنه يمكن أن يخبرنا شيئًا عن تأثيرات المشروبات الغازية أيضًا.

وخلال جلسة غسيل الكلى النموذجية التي تستغرق أربع ساعات، تتم معالجة حوالي 48000 ملليلتر من الدم، مما يؤدي إلى خفض حوالي 9.5 غرام من الغلوكوز. ونظرًا للتأثير الأصغر بكثير لشرب كوب من الماء الغازي، فمن المرجح أن يكون التأثير على الوزن صغيرًا.
وكتب تاكاهاشي: "إن ثاني أكسيد الكربون الموجود في المياه الغازية قد يعزز فقدان الوزن عن طريق تعزيز امتصاص الغلوكوز والتمثيل الغذائي في خلايا الدم الحمراء". وأضاف: "إن الكمية صغيرة جدًا بحيث يصعب توقع تأثيرات فقدان الوزن فقط من ثاني أكسيد الكربون الموجود في المياه الغازية".
يفاقم أمراض الجهاز الهضمي
ووفق "سينس أليرت"، يعتمد البحث الجديد على دراسات سابقة تشير إلى أن المشروبات الغازية لا تؤثر حقًا على الشهية، رفم أن شرب المياه الغازية هو خيار صحي مقارنة بالمشروبات الغازية التي تحتوي على السكر.
ويشير تاكاهاشي أيضًا إلى بعض المشكلات التي يمكن أن تؤدي إليها المشروبات الغازية أو تؤدي إلى تفاقمها، والتي يجب أيضًا أخذها في الاعتبار - بما في ذلك متلازمة القولون العصبي ومرض الارتداد المعدي المريئي لاسيما لدى الأفراد الذين يعانون من أمراض الجهاز الهضمي.
فوائد المياه الغازية
وفي المقابل، تشير دراسات إلى أن شرب المياه الغازية ينطوي على فوائد عدة. فقد أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أنه بعد شرب المشروبات الغازية، تحسن البلع، خاصة لدى كبار السن الذين دخلوا المستشفى، بحسب "هيلث لاين".
كما تعمل المياه الغازية أيضًا على زيادة الشعور بالامتلاء بعد الوجبات بدرجة أكبر مقارنة بالمياه العادية. تشير المؤسسة الأميركية لهشاشة العظام إلى أن المياه المعدنية الغازية قد تساعد بالفعل في تحسين صحة العظام.
كذلك ذكرت أبحاث أن المياه الغازية قد تحسن صحة القلب، على الرغم من أن الأدلة محدودة للغاية، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2023 أن شرب المياه الغازية يمكن أن يساعد في زيادة تدفق الدم إلى القلب، وبشكل أكثر تحديدًا في الشريان الدماغي الأوسط.