قرعة مونديال الأندية 2025.. مواجهات مثيرة للفرق العربية

شهدت مدينة ميامي الأميركية، يوم أمس الخميس، سحب قرعة كأس العالم للأندية 2025، بحضور حشد رسمي وفني ورياضي عالمي.

و أسفرت القرعة عن مواجهات مثيرة بين كبار الأندية الأوروبية، إضافة لوقوع ناديين عربيين عريقين في مجموعة واحدة. 

وهذه هي النسخة الأولى لمونديال الأندية بنظامه الجديد، والذي يضم 32 ناديًا حول العالم، مقسّمة وفق التالي: 12 فريقًا لأوروبا، 6 لأميركا الجنوبية، 4 لكل من إفريقيا وآسيا وكونكاكاف (شمال ووسط أمريكا والكاريبي). كما سيُشارك فريق واحد من أوقيانيا، ومقعد للمضيف أي الولايات المتحدة.

وتترقب الولايات المتحدة هذه البطولة ، كـ"بروفا" لمونديال 2026، التي ستستضيفه إلى جانب كندا والمكسيك، وستقام بطولة كأس العالم للأندية في الفترة الممتدة من 15 يونيو/ حزيران إلى 13 يوليو/ تموز 2025، حيث يستضيف ملعب "هارد روك" في ميامي المباراة الافتتاحية، بينما تقام المباراة النهائية على ملعب "متلايف" في نيويورك، مسرح نهائي كأس العالم 2026.

وكان للعرب نصيب بمشاركة 5 أندية عريقة، وهي الأهلي (مصر)، الوداد (المغرب)، الترجي (تونس) عن القارة الإفريقية، والهلال السعودي، والعين الإماراتي عن قارة آسيا. 

وحبس الحضور أنفاسه لسحب القرعة، التي أسفرت عن مواجهة بين الأهلي المصري وفريق إنتر ميامي الأميركي الذي يقوده الأسطورة ليونيل ميسي، في المجموعة الأولى والتي ضمت كذلك بالميراس البرازيلي، وبورتو البرتغالي. 

كذلك، وقع نادي ريال مدريد بطل أوروبا 15 مرة في المجموعة الثامنة وجهًا لوجه مع الهلال السعودي بطل آسيا 4 مرات إلى جانب ناديي باتشوكا المكسيكي وسالزبورغ النمساوي.

ووقع باريس سان جيرمان مع أتلتيكو مدريد في المجموعة الثانية إلى جانب بوتافوغو البرازيلي، وسياتل ساوندرز الأميركي فيما يمكن اعتباره مجموعة نارية، أما المجموعة الثالثة فضمت أندية بايرن ميونخ الألماني مع أوكلاند سيتي النيوزلندي، وبوكا جونيورز الأرجنتيني، وبنفيكا البرازيلي. 

 أما الترجي التونسي فوقع في المجموعة الرابعة مع أندية فلامينغو وتشيلسي وكلوب ليون. أيضًا قاد الأسطورة أليساندرو ديل بييرو، الذي كان يعمل كمدير للقرعة، عملية سحب أندية إنتر ميلان وريفر بليت وأوراوا ومونتيري في المجموعة الخامسة.

وضمت المجموعة السادسة أندية فلومينيسي وبوروسيا دورتموند وأولسان، لكن الوداد المغربي والعين الإماراتي وقعا في المجموعة السابعة الحديدية التي تضم ناديي مانشستر سيتي ويوفنتوس، مما يُنبئ بمواجهاتٍ قوية للغاية.

وقسمت الفرق إلى 4 أوعية تضم كل منها 8 فرق، بناءً على التصنيف القاري والاعتبارات الجغرافية، وفي التصنيف الأول، تواجدت الفرق الأعلى تصنيفًا مثل مانشستر سيتي، ريال مدريد، بايرن ميونيخ، فلامنغو، وغيرها. 

وسيكون نظام البطولة العام المقبل شبيهًا بما طُبق في مونديال المنتخبات بين 1998 و2022، حيث ستُقسم الفرق الـ 32 عبر ثماني مجموعات من أربع فرق يخوضون في البداية دور المجموعات. ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة إلى دور الـ 16، حيث ستقام الأدوار الإقصائية من خلال مباراة واحدة وصولًا إلى النهائي. ولن تقام مباراة لتحديد المركزين الثالث والرابع.

وأكد جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، أن البطولة سيتابعها 4 إلى 5 مليارات مشجع على مستوى العالم، معتبرًا في كلمته خلال الحفل أن هذه النسخة من كأس العالم للأندية، تعد" ثورة حقيقية في عالم كرة القدم". 

وبحضور ابنة الرئيس الأميركي المنتخب إيفانكا، وزوجها، والسيدة الأولى ميلانيا، أطل دونالد ترمب بفيديو على الحاضرين في حفل القرعة، وقال: "أهلًا بكم جميعًا في الولايات المتحدة الأميركية. أرحب بصديقي جياني إنفانتينو رئيس الفيفا، هو رئيس وكذلك أنا أعرفه منذ فترة طويلة وشرف لي أن يكون لدي علاقة معه"

وأضاف: "كرة القدم لعبة مهمة للغاية ولها الملايين من العشاق، وابني الأكبر أيضًا من محبي كرة القدم وهو لاعب جيد وليس استثنائيًا، لكنه جيد إلى حد ما". وتابع ترمب: "كرة القدم بدأت تسيطر على الولايات المتحدة وتنتشر وتكتسب شعبية كبيرة، وسنكون سعداء باستضافة أكبر الأحداث العالمية في العامين المقبلين". وختم: "أتمنى لكم بطولة ناجحة وسأكون معكم قريبًا لمتابعة كأس العالم في أميركا".

يذكر أن نظام البطولة الحالي، لاقى انتقادات واسعة في الأوساط الكروية العالمية، وقد تقدمت هيئات كبرى تمثل لاعبي كرة القدم والأندية في أوروبا، خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، بشكوى إلى المفوضية الأوروبية، تتهم فيها "فيفا" بإساءة استخدام منصبه، وذلك على خلفية التغييرات التي طرأت على رزنامة المباريات الدولية وتوسيع البطولات.

واتهم تقرير صادر أخيرًا عن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) الاتحاد الدولي بتعريض صحة اللاعبين للخطر، بسبب الرزنامة المزدحمة، في حين أثار بعض اللاعبين البارزين احتمال الإضراب للاحتجاج على ضغط المباريات.

وكان خافيير تيباس، رئيس رابطة الدوري الإسباني، أبرز منتقدي كأس العالم للأندية، حيث ناشد إنفانتينو في أكتوبر الماضي، بضرورة إلغاء البطولة، مشيرًا إلى لا مبالاة شركات البث في الحصول على حقوقها ومعارضة الأندية.

وحذّر نجم مانشستر سيتي الإنكليزي ومنتخب إسبانيا رودري الفائز بالكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، من أن اللاعبين "على وشك" الإضراب، مشيرًا إلى المتطلبات التي فرضتها مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسعة هذا الموسم، تليها كأس العالم للأندية. وقال رودري: "إذا استمر الأمر على هذا النحو فلن يكون لدينا خيار آخر (غير الإضراب)"، لافتًا إلى أنه "أمر يقلقنا".