منذ بداية معركة "طوفان الأقصى" التي خاضتها حركة حماس ضد إسرائيل في قطاع غزة الفلسطينيّ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والأنظار تتجه بشدّة وتركيز كبير إلى الحركة في لبنان، وتحديدًا بعدما اندمجت في معركة "إسناد" لغزة انطلاقًا من جنوب لبنان، إلى جانب "حزب الله".
فعلى امتداد الفترات الماضية، أقدمت إسرائيل على اغتيال عدد من قادة "حماس" في لبنان، كان أبرزهم نائب رئيس المكتب السياسي صالح العاروري بغارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت مطلع شهر يناير/ كانون الثاني 2024. ومنذ ذلك الوقت، استمرّت الاغتيالات لقادة الحركة في لبنان بوتيرة منتظمة، كان آخرها في مايو/ أيار الحالي، حين استهدفت سيارة القيادي في الحركة خالد الأحمد.
وفي تطوّر "نوعي" على خط العلاقة بين حركة حماس والسلطات في لبنان، أصدر المجلس الأعلى للدفاع اللبناني تحذيرات لحركة "حماس" من استخدام الأراضي اللبنانية للقيام بأي أعمالٍ تمسُّ بالأمن القومي اللبناني(1). وجاءت هذه التوصية إثر وقوع حوادث إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل بين مارس/ آذار وأبريل/ نيسان 2025، اتُهِم عناصر من الحركة بالوقوف خلفها.
عمومًا، لا يُعَدّ وجود حركة في لبنان عابرًا، بل له جذور تاريخية لا يمكن التغاضي عنها أو المرور عليها بسهولة، فالمسيرة عمرها سنوات طويلة وتمتدّ إلى تسعينيات القرن الماضي.
فماذا نعرف عن تاريخ "حماس" في لبنان؟ ماذا تقول الحقائق التاريخية عن بداية مسيرتها وعن علاقاتها في لبنان وعن دورها المسلح ضد إسرائيل؟
"حماس" في لبنان.. النشأة وأبرز المؤسسين
يقدّم الباحث والكاتب والمحلل السياسي هيثم سليم زعيتر لموقع "التلفزيون العربي" قراءة تاريخية مفصلة عن نشأة "حماس" في لبنان، حيث يتطرق إلى تفاصيل التأسيس والمسيرة التي بدأت مطلع تسعينيات القرن الماضي.
يقول زعيتر إنّه بتاريخ 10 ديسمبر/ كانون الأول عام 1987، جرى الإعلان من قبل الشيخ الفلسطيني البارز أحمد ياسين، عن انطلاق حركة المقاومة الإسلامية، التي اختير لها الاسم المختصر "حماس"، وذلك انطلاقًا من قطاع غزة.
وفق زعيتر، فقد صدر البيان التأسيسي الأول لحركة "حماس" بتاريخ 14 من الشهر والعام ذاته، أي في ديسمبر 1987، وذلك بعد أيام من انطلاق "الانتفاضة الأولى" - "انتفاضة الحجارة".
يلفت زعيتر إلى أنَّ تأسيس حركة "حماس" جاء بعد قيام الثورة الإسلامية في إيران وإعلان الدكتور فتحي الشقاقي، في العام 1981، عن تأسيس "حركة الجهاد الإسلامي"، كفصيل فلسطيني، يتبنى العمل المقاوم الجهادي، ويضيف: "في تلك الفترة، ومع تنامي المد الإسلامي، كان قرار تنظيم الإخوان المسلمين، بإنشاء فرع له، على الساحة الفلسطينية، كحركة إسلامية سنية فلسطينية وطنية وشعبية مقاومة، منطلقة من الجمعية الخيرية الدينية الاجتماعية - المركز الإسلامي، التي كان قد أسسها الشيخ أحمد ياسين، كفرع لجماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة، في العام 1973".
أما في لبنان، فيقول زعيتر إنه جرى تأسيس حركة "حماس" انطلاقًا من يوم الثامن من يناير/ كانون الثاني 1991، مع إبعاد إسرائيل، 4 أسرى فلسطينيين من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى لبنان وهم: عماد العلمي، مصطفى القانوع، فضل الزهار، ومصطفى اللداوي.
وفي كتابه "الحركات والقوى الإسلامية في المجتمع الفلسطيني في لبنان"، يقول الكاتب رأفت فهد مرة إنّ وصول هؤلاء المبعدين إلى لبنان في ذروة الانتفاضة في فلسطين وثورة المساجد، كان له تأثير كبير على علاقة الفلسطينيين في لبنان بهذه الانتفاضة وعلى ارتباط الفلسطينيين في لبنان بمشروع المقاومة وتمسكهم بالحقوق الفلسطينية وفي التواصل مع الداخل والترابط المصيري والشراكة السياسية(2).
وأقام المبعدون الأربعة في مخيم المية ومية قرب مدينة صيدا - جنوب لبنان، وصار لهم احتكاك مباشر مع مختلف شرائح الشعب الفلسطيني، وشاركوا في مختلف المهرجانات والندوات والاحتفالات التي أقامها الفلسطينيون في لبنان لدعم الانتفاضة.
وأسهمت اللقاءات والحوارات والمناقشات التي تمت بين قيادات العمل الإسلامي الفلسطيني في لبنان، وبين المبعدين الأربعة في تشكيل صورة حقيقية عن واقع حركة "حماس" ودورها وأهدافها وحجمها ووزنها، وعن دور المجتمع الفلسطيني في الخارج في دعم الانتفاضة، والتكامل مع أهدافها، والعلاقة مع الأمة.
ودفع وجود المبعدين الأربعة في لبنان، بحسب مرة، بشكل تلقائي قيادات حركة "حماس" في الخارج وبالأخص خالد مشعل، وموسى أبو مرزوق، ومحمد نزال للقدوم إلى لبنان للتواصل مع المبعدين، وساعد هذا أيضًا في تعزيز اللقاءات والحوارات مع قيادة العمل الإسلامي الفلسطيني في لبنان، وفي الاطلاع على الواقع الفلسطيني في لبنان ومستلزمات العمل.
ويوضح زعيتر في حديثه عبر موقع "التلفزيون العربي"، أن "وجود حركة حماس في لبنان ترسخ بعد إبعاد جيش الاحتلال الإسرائيلي 415 قياديًا منها ومن حركة الجهاد الإسلامي إلى مرج الزهور في لبنان، بتاريخ 17 ديسمبر/ كانون الأول 1992، حيث بقوا لمدة عام، حتى 17 ديسمبر 1993".
هنا، يقول مرة في كتابه إنَّ عملية إبعاد 415 فلسطينيًا من قبل إسرائيل إلى منطقة جرداء باردة في ذروة فصل الشتاء، تعتبر عملية إرهابية بشعة، لكنها أثمرت تعاطفًا شعبيًا عالميًا مع حماس والمبعدين وبالأخص من جانب اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.
وعلى الأثر، سارع الفلسطينيون في لبنان إلى التضامن مع المبعدين، وأعلنوا رفضهم واستنكارهم للقرار الإسرائيلي، ونظمت في المخيمات الفلسطينية في لبنان والمدن اللبنانية المسيرات والاعتصامات وحملات التبرع.
كذلك، قامت وفود سياسية وشعبية من الفلسطينيين بزيارة المبعدين والاجتماع بهم وإعلان التضامن معهم. وبعد أن استقر المبعدون في مخيمهم وسط الجبال، بدأت الحوارات والنقاشات حول حماس وواقعها، مستقبل المقاومة، المشاركة السياسية، تأخذ مداها بين المبعدين وقيادتهم وكوادر العمل الإسلامي في لبنان.
وتوطدت العلاقة بين أبناء الحركة الإسلامية في المخيمات وبين المبعدين، وبدأ هؤلاء بتنظيم دورات تثقيفية سياسية ودينية وفكرية وتربوية وتنظيمية لأبناء الحركة الإسلامية.
وأثناء وجود المبعدين في مرج الزهور، نُظمت بالتعاون مع المسؤولين في المخيمات جولات ميدانية لعدد كبير من المبعدين للاطلاع على المجتمع الفلسطيني في لبنان وواقعه السياسي والاجتماعي والدعوي، والتقارب مع هموم الفلسطينيين في لبنان.
وشملت الجولات المخيمات الفلسطينية كافة في لبنان، وشارك فيها رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" حينها إسماعيل هنية وأحمد بحر نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني لاحقًا، وسعيد صيام وزير الداخلية لاحقًا، وعدد من العلماء وأساتذة الجامعات والتربويين، وفق مرة.
وخلال تلك الفترة، جرى توقيع اتفاق أوسلو، بين منظمة التحرير الفلسطينية إسرائيل، بتاريخ 13 سبتمبر/ أيلول 1993، وجرى اعتماد ممثل لحركة "حماس" في لبنان، وفق الآتي:
- المبعد مصطفى القانوع: من سبتمبر 1993 حتى العام 1998.
- أسامة حمدان: بين العامين 1998-2009.
- علي بركة: بين العامين 2009-2019.
- أحمد عبد الهادي: منذ 10 يناير/ كانون الثاني 2019 وما زال حتى الآن.
ما هي دوافع "حماس" لتأسيس نشاط لها في لبنان؟
في كتابه "الحركات والقوى الإسلامية في المجتمع الفلسطيني في لبنان"، يتطرق رأفت مرة إلى الأسباب الكامنة وراء تأسيس "حماس" لوجود لها في لبنان.
يلفت مرة إلى أن "حماس" ترى أنه في لبنان تتوافر ميزات لم تتوفر في ساحات أخرى، لاسيما أن فيه حركة إسلامية فاعلة ونشطة وتضم قسمًا من الفلسطينيين لاسيما الشباب النشط والفاعل.
أيضاً، من الأمور التي تدفع "حماس" لترسيخ وجودها في لبنان، وفق مرة، هو أنه يوجد فيه شعب فلسطيني، وقد كان لبنان دولة من أهم ساحات اللجوء بعد سنة 1948.
يقول مرة أيضًا إن "حماس ترى أن الوجود الفلسطيني في لبنان هو وجود مؤقت، ومن حق كل فلسطيني العمل في إطار القضية الفلسطينية"، ويتابع: "حينما تشكلت حماس، كان قادة الحركة ومؤسسوها يفكرون في بلورة المشروع في كل ساحات اللجوء، وحينما بدأت حماس التفكير في استكمال العمل في الخارج، لم يكن لبنان غائبًا، فالفلسطينيون في لبنان كانوا حاضرين في مشروع الارتقاء والنمو والتقدم".
يكشف مرة أنه في نهاية صيف عام 1990، اجتمعت قيادة "حماس" في عاصمة إحدى الدول العربية، ووضعت نقطة على جدول الأعمال تتعلق بتفعيل دور الحركة في لبنان والتواصل مع أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء الحركة الإسلامية والقوى الإسلامية اللبنانية.
يقول مرة إن الأهداف التي حددت في هذا الاجتماع كانت ستة، وهي:
- التواصل مع أبناء الشعب الفلسطيني المقيمين في لبنان؛
- تشكيل آليات مستمرة للتعاون والتواصل؛
- تأسيس إطار للعمل الفلسطيني في لبنان؛
- البدء بحوار مع أبناء الحركة الإسلامية من الفلسطينيين والجماعة الإسلامية لتحديد طبيعة العلاقة؛
- وضع خطة وبرامج لرعاية الوجود الفلسطيني في لبنان إنسانيًا واجتماعيًا وخدماتيًا؛
- بناء علاقة مع القوى والمجموعات الإسلامية والأحزاب اللبنانية.
يشير الكاتب إلى أن "حماس" عام 1990 لم تكن متمسكة بإطار محدد ينظم عملها في لبنان، كما أنها لم تقف عند صيغة معينة، بل كانت الخيارات مفتوحة أمامها، ويتابع: "لقد كلفت قيادة الحركة عبد العزيز العمري، عضو المكتب السياسي، وأبو أحمد (جمال عيسى) عضو قيادة الحركة، للمجيء إلى لبنان، حيث التقيا بكل قيادات الحركة الإسلامية وبالكوادر الفلسطينية وزارا المخيمات الفلسطينية وناقشا قضايا المستقبل".
ويضيف: "بعد انتهاء الجولة، عاد وفد الحركة إلى قيادتها حاملاً خلاصات أبرزها وجود حماسة وقبول لدى الكوادر الإسلامية الفلسطينية العاملة في الشؤون العامة للعمل والانصهار في مشروع إسلامي فلسطيني واحد".

وفي يوليو/ تموز 1992، تطور عمل حركة حماس في لبنان بحسب ما يقول مرة، مشيرًا إلى أن الحركة افتتحت مكتبًا تمثيليًا لها في منطقة حارة حريك في بيروت أداره مصطفى القانوع المعروف باسم "أبو محمد مصطفى"، وهو من أبرز الشخصيات التي أبعدتها إسرائيل إلى جنوب لبنان عام 1991.
وبقي القانوع في عمله هذا حتى سنة 1994، خلفه بعدها مصطفى اللداوي حتى سنة 1997، ومن ثم القيادي في الحركة أسامة حمدان ليتأسس مكتب "حماس" بعد مشاورات بين قيادة الحركة وقيادة العمل في لبنان.
وتركز عمل مكتب "حماس" على التعبير سياسيًا وإعلاميًا عن مواقف الحركة في الأوساط السياسية والإعلامية والشعبية اللبنانية والفلسطينية. في الوقت نفسه، لم يكن لدى المكتب أي دور تنظيمي أو أي صلاحية لتأطير الناس في بنية الحركة.
وفي الواقع، اقتصر عمل ممثل الحركة على المشاركة في اجتماعات الفصائل والأحزاب والتحدث لوسائل الإعلام وحضور المهرجانات والمناسبات الوطنية والتواصل مع السفارات العربية والإسلامية والغربية في بيروت، وبناء علاقة مع القوى السياسية والمرجعيات الدينية كافة.
ومع انطلاق نشاط حركة "حماس"، على الساحة اللبنانية، كان التركيز على المخيمات الرئيسية وفي طليعتها مخيم عين الحلوة (الذي يعتبر أكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان). كذلك، كان هناك تركيز على مخيمات منطقة صور: الرشيدية، البص وبرج الشمالي، نظرًا إلى انتماء عدد كبير من قياديي وكوادر حركة "حماس" إليها.
أيضًا، جرى تركيز نشاط "حماس" في مخيم برج البراجنة بمنطقة بيروت، وأيضًا في مخيمي البداوي ونهر البارد في منطقة الشمال.
كيف بدأ نشاط "حماس" العسكري في لبنان؟
بدأت حركة "حماس" نشاطها العسكري في لبنان، بعد "الانتفاضة الثانية" - "انتفاضة الحجارة"، التي اندلعت في سبتمبر/ أيلول 2000، حيث وسعت من دائرة عملياتها ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى خارج الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفق ما يقول الكاتب زعيتر لموقع "التلفزيون العربي".
وعملت "حماس" على بناء وحدات عسكرية، برزت بشكل لافت في مواجهة العدوان الإسرائيلي ضد لبنان خلال يوليو/ تموز 2006، وذلك بالتحالف مع "حزب الله".
وقد عزّز هذا الأمر وضع الحركة العسكري، على الساحة اللبنانية، بالخضوع لدورات تدريبية عسكرية، بالتنسيق مع "حزب الله" وإيران، والاستفادة من وجود معسكرات وقواعد تدريب، تابعة لحركة "حماس" في سوريا.
ولا بد من الإشارة إلى أن حركة "حماس" تمثلت في إيران عبر أسامة حمدان، اعتبارًا في العام 1993، حيث عمل الأخير على توطيد العلاقة مع طهران، وذلك لدعم حركة "حماس"، كقوة مسلحة مقاومة.
وفي العام 1998، عُين أسامة حمدان ممثلاً لحركة "حماس" في لبنان، ما عزز العلاقة مع "حزب الله"، وتحديدًا بشخص أمينه العام السابق حسن نصر الله.
وتوطدت العلاقة بشكل رئيسي مع قيادة حركة "حماس"، التي انتقلت إلى سوريا، في العام 1999، مع وجود رئيس المكتب السياسي خالد مشعل فيها، وبعد مغادرته العاصمة الأردنية، عمان.
كل هذا الواقع، عزز من العلاقة التنسيقية بين قيادتي حركة "حماس" و"حزب الله"، علمًا أن الحركة الفلسطينية استفادت أيضًا من علاقتها مع "حزب الله" وسوريا وإيران، بتدريب عناصر منها على التقنيات العسكرية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات، وصولاً إلى تصنيعها، كما يقول زعيتر.
وعلى الرغم من الخلافات بين قيادتي "حزب الله" و"حماس"، بشأن الأحداث التي وقعت في سوريا بعد الثورة الشعبية التي اندلعت ضد نظام الأسد، في مارس/ آذار 2011، استمرّت العلاقات التنسيقية بينهما، كفصيلين مقاومين للاحتلال الإسرائيلي، سواءً في لبنان، أو قطاع غزة والضفة الغربية.
وبرز بشكل لافت، دور جناح حركة "حماس" العسكري في لبنان، "كتائب القسام"، إثر عملية "طوفان الأقصى"، التي نفذتها الحركة يوم 7 أكتوبر 2023 وإعلان "حزب الله" في اليوم التالي، فتح الجبهة الجنوبية للبنان، كقوة إسناد وتحديدًا يوم 8 أكتوبر 2023، وقد شاركت حركة "حماس" بشكل فعال في ذلك، وفق زعيتر.
كذلك، وطدت حركة "حماس" التعاون والتنسيق مع "قوات الفجر" الجناح العسكري التابع لـ"الجماعة الإسلامية" في لبنان، تزامنًا مع عملية "طوفان الأقصى"، علمًا أن الجناح المذكور (قوات الفجر) شهد توقفًا لنشاطه أكثر من 25 عامًا.
هنا، يلفت زعيتر إلى أن إسرائيل اغتالت عددًا من قادة حركة "حماس" العسكريين في لبنان، بينهم من يتولى أيضًا مسؤوليات سياسية، وأبرزهم صالح العاروري، سمير فوزي فندي، عزام حسني الأقرع، أمين شريف، هادي مصطفى، خليل حامد الخراز، محمد شاهين، سعيد عطالله علي، خالد الأحمد، حسن فرحات وغيرهم.
من ناحيته، قال جيروين جانينج، أستاذ السياسة ودراسات الصراع في الشرق الأوسط في كلية كينجز بلندن عبر صحيفة "لوريان توداي" إن وجود صالح العاروري، شكل نقطة محورية لإنشاء بنية تحتية شبه عسكرية أكبر لحماس في لبنان(3).
وفي عام 2022، كشف القيادي الشهيد يحيى السنوار الذي تولى قيادة "حماس" في غزة، عن وجود "تعاون مشترك مع محور المقاومة خلال حرب بين غزة وإسرائيل في عام 2022، من خلال غرفة أمنية مشتركة".

ووفقاً لتقرير "لوريان توداي"، فقد افترض بعض المحللين أن هذه الغرفة الأمنية المشتركة مقرها لبنان.
هنا، قال جونينج إنه "ليس واضحًا ما الذي تتكون منه هذه الغرفة بالضبط وإلى أي مدى يمكن أن تتحكم في الأوامر العسكرية بين المنظمات المختلفة، لكن ما يبدو بوضوح أن هناك تعاونًا".
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "النهار" اللبنانية، فإن الغرفة المشتركة بين قوى محور المقاومة سعى بتأسيسها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني إسماعيل قاآني خلال زيارة قام بها للبنان، وتضمّ ضبّاطًا من "حزب الله" والحرس الثوري وفصائل فلسطينية متحالفة مع المحور كالجهاد الإسلامي وحماس، وتنسّق العمليات العسكرية التي كانت قائمة(4).