الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

قصة سقوط عياش.. كيف حبست 9 أيام أنفاس الجزائريين؟

قصة سقوط عياش.. كيف حبست 9 أيام أنفاس الجزائريين؟

Changed

تحوّلت قصة سقوط الشاب عياش محجوبي في بئر ارتوازي بمنطقة أم الشمل إلى حديث الجزائريين عام 2018 وساهمت تلك الحادثة في تأجيج الغضب الشامل على النظام عام 2019.

عاشت الجزائر في السابع عشر من ديسمبر/ كانون الأول عام 2018 على وقع حادثة سقوط الشاب عياش محجوبي صاحب 31 سنة في بئر ارتوازي بمنطقة أم الشمل جنوب شرقي البلاد.

بقي عياش في البئر لمدة 24 ساعة قبل أن يسمع جيرانه صراخه، وبدأت محاولات إنقاذه من قبل السكان المحليين باستعمال وسائل بدائية. وتدخلت بعدها قوات الدفاع المدني واستمرت جهود الإنقاذ لنحو تسعة أيام متواصلة لفظ عياش أنفاسه داخل البئر في 21 ديسمبر/ كانون الأول 2018.

استخرجت جثة عياش في اليوم التاسع من رحلته المميتة بالبئر وكان حضور محافظ ولاية المسيلة متأخرًا لموقع الحادث وسط اتهامات شعبية له بالتقاعس.

وفي التاسع من يناير/ كانون الثاني 2019 أنهى الرئيس الجزائري آنذاك عبد العزيز بوتفليقة مهام محافظ ولاية المسيلة حاج مقداد. وبعد شهرين من حادثة عياش خرج ملايين الجزائريين مطالبين نظام بوتفليقة بالرحيل.

عياش يشبه الشباب الجزائري

وفي هذا الإطار، يرى المتابع للشأن السياسي الجزائري محمد مقري في حديث إلى "العربي" أنّ "عياش ذاك الشاب الثلاثيني ابن منطقة المسيلة يشبه ربما 20 مليون جزائري".

ويعتبر مقري أن "عياش يشبه الكثيرين من الشبان الجزائريين الذين وصلوا إلى مفترق الطرق ولم يتمكنوا أن يبدأوا حياتهم لأن لديهم إخفاقات ربما على المستوى الدراسي والمستوى العاطفي والمستوى الاجتماعي".

من جهته، يرى قريب عياش رابح بن الشريف أن الفقيد "كانت كل الأيام تتشابه بالنسبة إليه حيث لا يوجد فيها أي جديد".

ويقول في حديث إلى "العربي": إنّ عياش "بعد اجتيازه للخدمة الوطنية أراد تأسيس أسرة لعل حياته تتغير، لكن لم يكن له ذلك".

أما شقيقه بلخير محجوبي فيوضح طبيعة عيش عياش بأنه "كان يعمل في رعي الأغنام، وفي بعض الأحيان كان يساعد العائلة في الفلاحة".

ويؤكد في حديثه لـ"العربي" أنه "لم يلتحق بالدراسة بسبب الظروف التي كانت تعيشها العائلة".

عياش قصة سقوط

ويقول رابح بن الشريف: إنه "في أحد الأيام وهو يزاول عمله اليومي، ذهب لسقي أغنامه حيث تبادر إلى ذهنه النزول إلى داخل البئر واكتشاف ما بداخله".

ويضيف: "لم يقتنع بأي شيء موجود فوق الأرض فأراد اكتشاف ما بداخلها".

أما شقيقه بلخير محجوبي، فيقول: "كان قدره أن يسقط داخل ذلك البئر، وبعدما التف حوله الجيران حيث وصل متأخرًا بحوالي أربعين دقيقة من سقوطه" إلى المكان.

ويضيف: "عندما نظرت داخل البئر لمحته في حالة يرثى لها. لم أصدق الحالة التي كان عليها أخي، بخاصة أنه كان داخل أنبوب".

من جهته، يذكر قريب عياش بأنه "كان يصرخ بأعلى صوته داخل البئر ويردد: أنقذوني، أنقذوني. لكن للأسف ما باليد حيلة".

ويروي أنه تمت محاولة إنقاذه عبر إنزال حبل إلى البئر "لكنه لم يستطع إمساكه، لأن المكان ضيق ولا يمكنه أن يرفع يده لمسك الحبل". ويشير إلى أنه "حاول أن يمسك طرف الحبل بفمه، لكنه لم يستطع أيضًا".

ويؤكد شقيق عياش أنه جرت محاولة كل الطرق لإنقاذه، حيث يقول: "جربنا كل الطرق واستعملنا كل الوسائل المتاحة لدينا حتى ننقذه، لكن لم نوفق في إنقاذه".

ويروي قريبه، رابح بن الشريف أن خبر سقوط عياش انتشر بين سكان المنطقة حيث هب إليهم الناس من المناطق القريبة لهم لتقديم يد المساعدة، لكنه يؤكد أنّ سلطات البلدية جاءت متأخرة مقارنة بالأشخاص الذين التحقوا بالمكان مزودين بالآت الحفر الخاصة بهم.

ويذكر أنه مع مرور الوقت توافد المزيد من المواطنين قادمين من أرجاء الجزائر إلى مكان سقوط عياش.

انتشار خبر سقوط عياش

ويقول الصحافي فاروق خضراوي إنه في تلك الفترة كان يعمل مراسلًا لإحدى القنوات الخاصة حيث قابله خبر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" مفاده بأن شخصًا "ارتمى أو عالقًا في بئر بمنطقة أم الشمل".

ويضيف في حديث إلى "العربي" بأنه "تناول الخبر كأمر عادي إلا أنّ الاتصالات توالت بعد ذلك حيث القضية أصبحت صعبة"، مشيرًا إلى انتشار الخبر "كاللهيب عبر صفحات فيسبوك" حول تلك الحادثة.

وفي هذا السياق، يوضح المتابع للشأن السياسي الجزائري محمد مقري أن الحادثة كادت أن تمر مرور الكرام، لكن تفاعل المواطنين معها بدأ مع اكتشاف "صورًا صادمة" من المكان.

من جهته، يقول رابح بن الشريف: إنّ كل ولايات الجزائر تضامنت معهم حيث "قدموا البنزين والأكل والشرب للمواطنين الذين كانوا بالمكان".

ويروي أن منطقة أم الشمل "عجت بالناس على غير عادتها في تلك الأيام"، ويصف بأن "الأضواء كانت تحيط بالمكان وكأنك في مكة كل الناس حجت إلى هنا".

تفاعل كبير من المواطنين

من جانبه، يقول بلخير محجوبي (شقيق عياش): إنّ "جموع غفيرة جاءت من كل حدب وصوب حيث تحوّل المكان إلى رقعة مزدحمة".

ويضيف: أنّ "آلات الحفر التي استعملت في عملية الإنقاذ كانت لمواطنين ومقاولين تطوعوا بها لمساعدتنا، إلا أن خطة الإنقاذ التي تم تنفيذها لم تكن ناجعة".

أما مقري فيري أن وجود فرقتي حماية (دفاع مدني) غير مختصين من ناحية الإمكانيات والإمدادات حينها عرف "السيناريو".

ويعتبر الصحافي فاروق الخضرواي أن الحادثة "أخذت أبعادًا أخرى" حيث "كلما يقترب رجال الحماية (الدفاع المدني) والمواطنين المتطوعين من إنقاذ عياش كلما زاد عمقًا (داخل البئر)".

ويشرح بأن "طريقة الإنقاذ عبر الحفر وبتطوع العشرات من المواطنين وبإمكانياتهم الخاصة بالإضافة إلى رجال الحماية المدنية وتسخير كل ما تم تسخيره إلا أنّ الشخص ما زال ينزل إلى داخل الأنبوب"، ويرى أنه في تلك اللحظة "أصبح الأمر أكثر تعقيدًا".

"كذب" الإعلام الرسمي

من جانبه يذكر مقري أن الإعلام الرسمي كان يروج في تلك الفترة بأن "كل شيء على ما يرام" حيث "كان يبعث برسائل أمل على أن عياش سيخرج".

لكنه يؤكد أنه "لولا كاميرات البث المباشر من المكان، التي كانت تنقل الواقع المر، كدنا أن نصدق تلك الكذبة". ويرى أن "الكذب الاجتماعي طوال الـ20 سنة الماضية منذ حادثة عياش كان يمارس أكثر من كرة القدم".

ويوضح أن تلك الحادثة وطريقة تنفيذ عملية الإنقاذ من قبل السلطات "عرفنا أنه لا توجد طرقا تقنية أو تكنولوجية" لاستخراج عياش.

ويشير إلى أن السلطات "كانت تلعب على عامل الوقت (ليموت) ولتقول في ما بعد إن هذا عمره".

أما الصحافي فاروق الخضرواي فيصف مشاهد التفاعل بين المواطنين الجزائريين مع الحادثة، ويقول: إنّ "الشعب كان تواقا جدًا وينتظر أي صغيرة وكبيرة عن مآلات عياش: ماذا جرى؟ وماذا يجري؟ هل خرج عياش أم لم يخرج؟ هل تم إنقاذه أم لم يتم؟".

"التلاحم" بين الجزائريين بعد الحادثة

ويروي الشاهد على حادثة عياش العربي نواوي أنّ قضية عياش كانت "حدث كل لحظة" حيث جرى متابعتها بكل دقيقة وملاحقة تفاصيلها منذ وقوعها، وأن التفاعل كان كبيرًا معها في الجزائر.

ويؤكد نواوي في حديث إلى "العربي" أنّ "الكثير من الشباب الجزائري وبينهم أبنائه تأثروا بالحادثة وأصرّوا بالقيام بما يجب".

ويروي أن أحد أبنائه كان يقود سيارته ومعه أصدقائه من المنطقة وذهبوا إلى مكان الحادث لتقديم يد المساعدة، معتبرًا أنه "أقل واجب".

ويقول بلخير محجوبي (أخ عياش): "كل الحاضرين كانوا متطوعين حيث ميزة التلاحم كانت حاضرة من خلال المأكل والمشرب وحتى آلات الحفر".

من جانبه، يوضح الصحافي فاروق الخضرواي أنّ الطبيعة القاسية في تلك المنطقة "كانت عائقًا كبيرًا"، إضافة إلى فصل الشتاء آنذاك "كان البرد قارسًا فيه"، ويشير إلى أنه لم يوجد مبيت للمواطنين حينها "حيث كانوا يبيتون في خيام تابعة لجهاز الحماية المدنية".

وينقل الخضراوي أنّ الصحافيين في تلك الفترة "أصبحوا يتعاونون في تبادل المعلومات والمعدات وانتظار ما هو جديد" بشأن حادثة سقوط عياش.

ورغم وجود حوادث مشابهة لحادثة عياش، إلا أنّ العربي نواوي يعتبر أن تلك الحادثة "خاصة" نظرًا لأن السقوط كان في بئر إضافة إلى طول المدة. ويقول: "كلما تزيد المدة داخل البئر، كلما يزيد عمق الجرح" لدى الناس.

ويروي نواوي، وهو شاهد على الحادثة، أن التأثر بالحادثة كان كبيرًا "لأن القضية كانت تسير حينها للأسوأ".

"أنباء متضاربة" من مكان الحادث

من جهته يرى المتابع للشأن السياسي الجزائري محمد مقري في حديث إلى "العربي" أن عملية إنقاذ عياش "كانت تتطلب شيئًا من العلم ومنهجية وطريقة وعتاد وتنظيم".

ويوضح أن السقوط في بئر ارتوازي "ربما قطره كان 24 سم" كان يتطلب وجود "الآلات والطريقة والهدوء".

من جانبه، يلفت الصحافي فاروق الخضراوي إلى أنّ الأنباء من داخل الحفرة بحد ذاتها "كانت متضاربة"، حيث تداول حينها معلومة تقول إن عياش ما زال حيًا ومعلومة أخرى تقول إنه توفي.

ويقول شقيقه: إن "عياش بقي في أنبوب البئر لمدة ثلاثة أيام حتى توفى". ويؤكد أن السلطات المحلية تأخر مجيئها كثيرًا لإنقاذ عياش، معتبرًا أن هذا التأخير هو من أزم وضع عياش وهو الذي أدى إلى وفاته.

زيارة محافظ الولاية "المتأخرة"

ويروي الصحافي فاروق الخضراوي أنه كان بين المواطنين تساؤلات في تلك الفترة عن سر غياب المسؤولين عن المكان. ويقول: كانت التساؤلات بشأن أي مسؤول يجب أن يحضر إلى عين المكان وأن يلاحظ بأم عينه المجهودات التي يقوم بها المواطنون ورجال الحماية المدنية".

كما يشير الخضراوي إلى أن التساؤلات كانت كذلك بشأن "ماذا يمكن أن يقدم المسؤول بصفة استعجالية لهذا الحدث". ويلفت إلى أن محافظ الولاية "برمج" زيارة إلى المكان في ساعات متأخرة من الليل.

من جهته، يقول شقيق عياش: إنّ محافظ ولاية المسيلة جاء في حدود الثالثة صباحًا إلى مكان الحادث. ويروي أنه "عندما اقترب من مكان تواجد محافظ الولاية حيث لم يتمكن من الدخول بسهولة، ووجد صعوبة في الوصول إلى المحافظ".

ويشير إلى أنه "سمع من المحافظ ومن معه يقولون كلامًا لا أساس له من الصحة حول عملية الإنقاذ".

وجهًا لوجه مع المحافظ

وعن تلك الواقعة، يذكر الصحافي فاروق الخضراوي أن محافظ الولاية تبادل أطراف الحديث مع شقيق الضحية آنذاك، مشيرًا إلى أن "أخ الضحية لا يُنتظر منه تقديم استحسان وشكر في ظل نفسية متعبة يمر بها وتمر به عائلة الفقيد".

ويرى الخضراوي أنه كان من المفترض "على الوالي (المحافظ) أن يستمع لبعض الانتقادات اللاذعة، وهو الذي أخذ الحديث إلى مجرى آخر تداولته وسائل الإعلام حيث كانت بمثابة نقطة تحوّل كبيرة في حادثة عياش".

وفي الواقعة، توجه شقيق عياش بالسؤال إلى محافظة ولاية المسلية آنذاك عن سبب عدم قدومه إلى مكان الحادث للوقوف على حيثياته. وقال بلخير محجوبي حينها للمحافظ: "لم تكلف نفسك عناء إرسال آلات للحفر".

ويعتبر المتابع للشأن السياسي الجزائري محمد مقري أن الطريقة التي تحدث بها شقيق عياش – رغم بساطته - في وجه المحافظ كانت مغايرة ومختلفة.

أما رابح بن الشريف وهو قريب عياش، فيقول: إنّ "المسؤول هو رئيس دولة في ولايته عندما يأتي في الرابعة صباحًا ماذا ينتظر منا؟ هل نصفق له؟".

ويؤكد بن الشريف أن كل المحيطين في المنطقة جاءوا إلى مكان الحادث إلا المحافظ "كان آخر واحد يأتي إلى المكان". ويصف بأنه يدل على أنهم "لا يعطون للأمر قيمة إنسانية".

من جهته، يقول الصحافي فاروق الخضراوي: إنه "على الرغم من الإضافات التي قدمتها السلطات والمواطنين، لكن العملية لم تكن سهلة تمامًا". ويلفت إلى وجود تعقيدات في عملية الإنقاذ.

حادثة أليمة إضافية

ويروي العربي نواوي، شاهد عيان على الحادثة: "جاءني ابني أمين صباحًا حيث كنا بصدد الذهاب لشراء بلاط المنزل من المصنع، وعندما كنا في المصنع طلب أمين من العامل أن يبيع له الخشب الذي يأتي مع البلاط وعندما سألته ماذا سيفعل بالخشب، قال لي إنه سيأخذه لأصدقائه في أم الشمل حتى يستعملونه في التدفئة".

ويضيف: "خرج كل من أمين وشقيقه من المنزل بصحة جيدة متوجهين إلى أم الشمل وبعد حوالي عشرين دقيقة أو نصف ساعة اتصل بي جاري قال لي إن ابنك أمين تعرض لحادث مرور وهو الآن بالمستشفى".

ويتابع بألم: "ذهبت للمستشفى. اعتقدت حينها أن واحدًا من أبنائي فقط من تعرض لحادث، فإذا بي اتفاجأ بوفاة كل أبنائي ومعهم صديقهم وتصادف ذلك يوم وفاة عياش".

"فرح وغضب"

من جهته، يتذكّر قريب عياش أنه "لم يبرح مكان الحفر طيلة الأيام العشرة" وأن "هناك من ترك أولاده وعائلته وهناك من ترك عمله"، كما يلفت إلى مساعدة الجميع لبعضهم البعض في تلك اللحظات وخاصة أولئك الذين جاؤوا من ولايات بعيدة إلى أنّ "جاء الفرج وأخرجوا جثة عياش".

ويصف رابح بن الشريف تلك اللحظات بأن "مشاعرهم كانت مختلطة بين الفرح والغضب" خاصة أنهم كانوا يريدون إخراج عياش حي من البئر في الأيام الأولى من الحادثة "حتى يروي لهم كيف سقط في البئر".

أما الصحفي فاروق الخضراوي فيتذكّر كيف أنهم يومها انتظروا "إخراج جثة عياش من طرف الحماية المدنية، حيث تم دفنه صبيحة اليوم الموالي بصفة استعجالية تفاديًا لأي اضطراب وبتعليمات معينة".

ويعتبر الخضراوي أن قصة عياش "كانت القطرة التي أفاضت الكأس أو التي أنعشت عقول العديد من الناس".

شرارة الغضب ضد النظام

من جهته، يقول رابح بن الشريف: إنّ "حادثة عياش كادت تكون فتيل لإشعال أزمة في الوطن، لولا تضافر جهود من كانوا هنا، القادمين من كل الولايات وخاصة موقف أهل المنطقة الذي ساعد في تهدئة الأوضاع".

ويرى المتابع للشأن السياسي الجزائري محمد مقري أن حادثة عياش "كانت نقطة تحوّل في ذهن المجتمع الجزائري ككل نظرًا لإخفاق السلطة حينها في إنقاذه" في الثامن عشر من ديسمبر/ كانون الأول عام 2018.

ويعتبر أن نقطة التحوّل هذه بدأت منذ وقوف شقيق عياش في وجه الوالي الذي أقاله الرئيس آنذاك عبد العزيز بوتفليقة في التاسع من يناير/ كانون الثاني عام 2019 إلى أن انفجر الحراك في وجه النظام ككل. كما يعتبر أن غضب الحراك في وجه النظام كانت نتيجة للغضب على حادثة وفاة عياش.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة