السبت 5 أكتوبر / October 2024

قصته تحكي أزمة البلاد.. الجفاف يرسم نهاية مأسوية لمزارع عراقي

قصته تحكي أزمة البلاد.. الجفاف يرسم نهاية مأسوية لمزارع عراقي

شارك القصة

تقرير لـ"أنا العربي" عن نهاية مأسوية لمزارع عراقي بسبب جفاف أرضه (الصورة: رويترز)
تفيد الأمم المتحدة بأن العراق أصبح البلد الخامس في العالم الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي، في ظل انتشار الجفاف وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة.

تسلط النهاية المأسوية لمزارع عراقي بعد جفاف أرضه الضوء على أزمة نقص الموارد المائية في البلاد.

أنهى الرجل، الذي حاول مرارًا حفر آبار للمياه وري أرضه القاحلة، حياته في أغسطس/ آب الماضي على ما نقلته وكالة "رويترز" عن زوجته.

جفاف وديون تثقل الكاهل 

كان عباس علوان (62 عامًا) صاحب مزرعة بمدينة الديوانية جنوب العراق. قبل أشهر، حصل على إعانة بطالة بقيمة 200 دولار شهريًا.

حاول استغلالها في حفر الآبار وري أرضه القاحلة جرّاء الجفاف في البلاد، بعدما كانت تنتج ما يكفي من القمح والشعير لعائلته الكبيرة. 

غير أن الديون أثقلت كاهله بسبب تضاؤل المحصول وارتفاع أسعار الغذاء في البلاد، حيث يكلف حفر كل بئر أكثر من الإعانة الشهرية التي حصل عليها. 

وبينما كانت الفرحة تغمره في كل مرة يرى البئر تمتلئ بالمياه، كانت تجف بعد أيام قليلة فيعود لحفر أخرى جديدة.

بمرور الأيام، لم يحتمل رب العائلة رؤية أسرته تموت جوعًا وعطشًا بعدما تقطعت به السبل في العثور على المياه. فانسحب ذات ليلة من بين عائلته حاملًا معه مسدسًا، وأنهى حياته برصاصة في الرأس بحسب ما أوردت "رويترز" نقلًا عن زوجته.

وفي صباح اليوم التالي، عثرت المرأة على جثة زوجها في قناة ري جافة بالقرب من أرضهم القاحلة.

بدوره علي علوان، شقيق عبّاس علوان، أشار إلى أن الآبار الأربع التي حفرها شقيقه الراحل كلّفته نحو 800 ألف دينار عراقي.

وتحدث عن واقع المحاصيل في ظل غياب الماء والمطر، قائلًا: لدى البعض حلول؛ يهاجر أو له ابن يمكنه الذهاب للعمل في مكان آخر. 

ويردف بأن أخاه أطفاله صغار ووقعت هذه الضائقة، فماذا يمكنه أن يفعل؟.

البلد الخامس الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي

وتسلط مأساة عباس علوان الضوء على الأزمة المناخية التي يعانيها العراق، حيث تفيد الأمم المتحدة بأنه أصبح البلد الخامس في العالم الأكثر تأثرًا بالتغير المناخي، في ظل انتشار الجفاف وانخفاض نسبة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة والتصحّر المتسارع.

وبات نحو 40% من مساحة العراق مهددًا بالتصحّر، ولا سيما مع انخفاض هطول الأمطار بنسبة 30% على مدى العقود الثلاثة الماضية، مع أدنى منسوب في العامين الماضيين.

وبحسب الأمم المتحدة، فإن نحو 90% من المحاصيل - ومعظمها من القمح والشعير - لم تنبت هذا الموسم.

قبل عام 2020، كان بإمكان العراق إنتاج نحو 5.5 ملايين طن من القمح. لكن الحكومة، وفق ما تفيد المنظمة الأممية، تسلمت العام الماضي 2.1 مليون فقط.

وتأتي هذه الأرقام في وقت تشير فيه تقارير إلى أن منطقة "الهلال الخصيب"، وهي قوس يمتد من البحر المتوسط إلى الخليج العربي ويُعد العراق جزءًا منه، بدأ يتلاشى منذ حوالي 35 عامًا.

ويقول مقصد رحيم، وهو أحد المتضررين من الجفاف، "في كل مرة تزداد ندرة المياه، وعندما لا يكون هناك توزيع عادل، تتفاقم المشاكل بالطبع وتتزايد الحوادث".

ويكشف أنه فيما يملك 16 ألف دونم، لم يزرع ألف دونم حتى منذ عام 2019 وإلى اليوم، بسبب "غياب التوزيع العادل".

بدوره، يلفت المسؤول العراقي شهد الشاهد إلى أن عمله بصفته رئيس وحدة إدارية يتلخص حاليًا في توفير مياه الشرب للقرى. ويشير إلى أنه "لا يفكر في خطة زراعية ولا في توفير حصص من المياه لتنفيذ الخطط الزراعية". 

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close