تكثف القوات الروسية هجماتها على مدينة ماريوبول الساحلية الأوكرانية، بالتزامن مع احتفالات "يوم النصر" التي أقيمت في جميع أنحاء روسيا للاحتفال بانتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا النازية.
وأشار مراسل "العربي" إلى تضارب في الروايتين الروسية والأوكرانية بشأن تطورات الميدان في ماريوبول، لافتًا إلى أن الجانب الأوكراني يفيد باحتدام المعارك دون تأكيد سيطرة القوات الروسية على آزوفستال.
وقال مجلس مدينة ماريوبول في بيان على تطبيق المراسلة تلغرام: "يحتفل المحتلون بيوم النصر على عظام ماريوبول. ولا يزال المئات من المواطنين الذين قتلوا على أيدي الجيش الروسي يُنقلون إلى المقبرة الجماعية بالقرب من قرية فينورادني".
وتعرضت مدينة ماريوبول لهجمات القوات الروسية منذ الأسابيع الأولى من الهجوم الروسي على أوكرانيا. وهي مدينة ساحلية إستراتيجية على بحر آزوف من شأنها أن تنشئ ممرًا بريًا من منطقة دونباس الشرقية، المتاخمة لروسيا، إلى شبه جزيرة القرم، التي ضمها الكرملين من أوكرانيا عام 2014.
وأظهر مقطع فيديو نشره بترو أندريوشينكو، مستشار عمدة ماريوبول، على الإنترنت، يزعم أنه يظهر دينيس بوشلين، الرئيس الذي يرعاه بوتين لجمهورية دونيتسك التي أعلن استقلالها من طرف واحد، وهو يسير في شوارع المدينة حاملاً الشريط البرتقالي والأسود التقليدي الذي ارتبط بالاحتفالات التي أقيمت بمناسبة يوم النصر.
While hundreds of people are sitting under strikes in Azovstal, Russian occupiers make a parade in Mariupol. Dance on bones looks like that pic.twitter.com/k2Yz2eBpC0
— Anastasiia Bakulina (@nastyabakulina_) May 9, 2022
وقال مجلس مدينة ماريوبول: "إن الروس والمتعاونين المحليين نظموا موكبًا حمل شريطا أسود وبرتقاليا بطول 300 متر".
ويأتي ذلك بعد أن قال الكرملين يوم الجمعة إنه لا يعرف ما إذا كان سيتم تنظيم عرض عسكري في ماريوبول في 9 مايو/ أيار للاحتفال بيوم النصر. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين خلال مؤتمر صحفي: "سيحين الوقت للاحتفال بيوم النصر في ماريوبول".
وقبل أيام، قال أندريوشينكو في منشور على قناته على تيلغرام: "إن المسؤولين المحليين يعتقدون بأن القوات الروسية التي تحتل المدينة تخطط لإظهار "أسرى الحرب" الأوكرانيين بزي عسكري كجزء من عرض "بشع".
وأشار أندريوشينكو إلى أن القوات الروسية تحتجز ما يقرب من 2000 رجل أوكراني في ما يسمى "بمعسكرات التصفية"، التي وصفها المسؤولون بأنها منشآت تحتجز فيها القوات الروسية المواطنين الأسرى قبل إرسالهم إلى مواقع روسية نائية.
وقال: "هؤلاء الرجال محتجزون هناك وقيل لهم إنهم سيُجبرون على ارتداء الزي العسكري الأوكراني والمشاركة في ما يسمى موكب أسرى الحرب في ماريوبول لأن الروس يفتقرون إلى أسرى حرب حقيقيين".
من جهته، قال مكتب رئيس البلدية عن المسيرة التي أقيمت في المدينة: "في ماريوبول، لا يوجد استعراض وإنما كرنفال".
وفي مؤتمر صحافي عبر الإنترنت تزامن مع احتفال "يوم النصر" في الميدان الأحمر بموسكو، تعهد ضابط استخبارات من فوج آزوف في أعمال الصلب في ماريوبول في آزوفستال بأن القوات الأوكرانية لن تستسلم وسط هجمات مكثفة من القوات الروسية.
كما أفاد مراسل "العربي" عن تعرض نصب تذكاري ليوم النصر للقصف في خاركيف، متحدثًا عن رواية أوكرانية للنصر في الحرب العالمية الثانية تقول إن تحرير أوكرانيا نفذ على يد الشعب الأوكراني، وليس الاتحاد السوفياتي متهمة روسيا باستعمال أوكرانيا ساحة معركة متقدمة لحماية موسكو.