استشهد عدد من الفلسطينيين وأُصيب آخرون فجر اليوم الجمعة، جرّاء قصف الاحتلال مناطق متفرقة من غزة.
وقد شهدت مناطق شمال القطاع، تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا كبيرًا، تمثل في قصف جوي مكثف، وتوغل بري في منطقة السلاطين غرب بلدة بيت لاهيا.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية عشرات الغارات والأحزمة النارية على منازل سكنية مأهولة في بيت لاهيا ومخيم جباليا، ما أدى إلى تدمير عدد من المنازل على رؤوس ساكنيها.
وجاء هذا التصعيد الجديد في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من 19 شهرًا، وسط تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
شهداء وجرحى في قصف الاحتلال على غزة
وقد أفاد مراسل التلفزيون العربي بأن أكثر من 110 فلسطينيين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي شمالي قطاع غزة منذ منتصف الليل.
وتحدث مراسلنا عبد الله مقداد عن انتشال 15 شهيدًا جراء الغارات الإسرائيلية المتواصلة على بيت لاهيا ومخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وأضاف مراسلنا أن قوات الاحتلال استهدفت منزلًا في بيت لاهيا، ما أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى.
وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي استهدف محيط المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا، ومنطقة أرض مسعود في شرق منطقة تل الزعتر شمالي مدينة غزة.
وبحسب مراسلنا تتوالى نداءات الاستغاثة من بلدة القرارة لإخراج بعض العائلات المحاصرة، بينهم نساء وأطفال ومرضى جراء الغارات الإسرائيلية المكثفة.
وأضاف أن العائلات ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بضرورة إخراجهم من هذه المنطقة، التي كثفت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي وتيرة قصفها المدفعي والغارات الجوية.
وفي شمال قطاع غزة، أردف مراسلنا أن وتيرة القصف المدفعي والغارات الجوية تتواصل تحديدًا في منطقة بيت لاهيا وجباليا وتل الزعتر، مشيرًا إلى أن أكثر من 10 منازل تعرضت للاستهداف.
في موازاة ذلك، وتحت غطاء من القصف العنيف، بدأت قوات الاحتلال توغلاً في منطقة السلاطين في بيت لاهيا، وفرضت حصارًا خانقًا على مركز إيواء يتواجد فيه مئات النازحين، وبدأت تنفيذ اعتقالات وطالبت النساء والأطفال بإخلاء المكان، بحسب المركز الفلسطيني للإعلام.
عائلات بأكملها لا تزال تحت الأنقاض
ورغم محاولات الإنقاذ، واجهت الطواقم الطبية والدفاع المدني صعوبات بالغة في الوصول إلى المواقع المستهدفة، بسبب استمرار القصف واستهداف آليات الإسعاف والطوارئ بشكل مباشر، ما أجبرهم على نقل بعض الشهداء بسيارات الإطفاء، في مشهد يعكس حجم الانهيار الإنساني في شمال القطاع.
وأفاد جهاز الدفاع المدني بأنه، خلال تفقده أحد المنازل المدمرة في مخيم جباليا، تبين أن جميع من بداخله دفنوا تحت الركام، ولم يُعثر على معالم تُسهل التعرف عليهم.
وأكد أن حجم الدمار واسع، وأن هناك عائلات بأكملها لا تزال تحت الأنقاض.