الجمعة 11 أكتوبر / October 2024

قصف روسي مستمر.. زيلينسكي: تصدير أول شحنة حبوب لا يمثل شيئًا

قصف روسي مستمر.. زيلينسكي: تصدير أول شحنة حبوب لا يمثل شيئًا

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول إنطلاق أول سفينة حبوب أوكرانية قبل وصولها إلى إسطنبول وتحركها إلى وجهتها الأخيرة في مرفأ طرابلس اللبناني (الصورة: رويترز)
قال الرئيس الأوكراني إن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لمعرفة ما إذا كانت شحنات حبوب أخرى ستلحق بالشحنة الأولى.

قلل الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي من أهمية تصدير أول شحنة حبوب من بلاده منذ بدء الحرب الروسية معتبرًا أن السفينة تحمل جزءًا صغيرًا جدًا من المحصول الذي يتعين على كييف بيعه للمساعدة في إنقاذ اقتصادها المدمر.

وأدلى زيلينسكي بهذا التصريح المتشائم أمام طلاب في أستراليا عبر الإنترنت، اليوم الأربعاء، في الوقت الذي اكتمل فيه تفتيش السفينة، التي تحمل الشحنة في تركيا قبل أن تغادر إلى وجهتها النهائية في لبنان بموجب اتفاق يهدف إلى تخفيف أزمة الغذاء العالمية.

وقال للطلاب: "في الآونة الأخيرة فقط، بفضل الأمم المتحدة بالاشتراك مع تركيا، أصبح لدينا أول سفينة تنقل حبوبًا، وإن كانت لا تمثل أي شيء فإننا نأمل أن يستمر هذا النشاط".

الشحنة تتوجه إلى لبنان

وانطلقت السفينة رازوني من ميناء أوديسا الأوكراني المطل على البحر الأسود في ساعة مبكرة من صباح يوم الإثنين وعلى متنها 26527 طنًا من الذرة متجهة إلى ميناء طرابلس اللبناني. وجاء ذلك في أعقاب اتفاق بين موسكو وكييف بوساطة الأمم المتحدة الشهر الماضي على تصدير الحبوب والأسمدة، في ما يعد انفراجة دبلوماسية نادرة في حرب استنزاف طويلة الأمد.

لكن زيلينسكي، الذي كان يتحدث عبر مترجم، قال إن هناك حاجة إلى مزيد من الوقت لمعرفة ما إذا كانت شحنات حبوب أخرى ستلحق بالشحنة الأولى.

وأضاف أنه يتعين على أوكرانيا تصدير عشرة ملايين طن من الحبوب على الأقل للمساعدة بشكل عاجل في خفض عجز ميزانيتها البالغ خمسة مليارات دولار شهريًا.

إمكانية تحرك 3 سفن يوميًا

وقال مسؤول تركي كبير إن ثلاث سفن قد تغادر الموانئ الأوكرانية يوميًا بعد أن نجحت السفينة رازوني في مغادرة ميناء أوديسا بينما لفت وزير البنية التحتية الأوكراني إلى أن 17 سفينة أخرى محملة بمنتجات زراعية تنتظر الإبحار.

وتأمل أوكرانيا، المعروفة بأنها سلة خبز أوروبا، في تصدير 20 مليون طن من الحبوب المخزنة في صوامع و40 مليون طن من المحصول الجاري حصاده الآن من أوديسا ومينائي بيفديني وتشورنومورسك القريبين بشكل مبدئي.

وأضاف زيلينسكي: "الحرب تكاد تقتل الاقتصاد. إنه في غيبوبة، إغلاق روسيا للموانئ يمثل خسارة كبيرة للاقتصاد".

وحذر الرئيس الأوكراني مرارًا من أن موسكو قد تحاول عرقلة التصدير على الرغم من التوقيع على اتفاق الشهر الماضي.

"لسنا سبب أزمة الغذاء"

وتقول روسيا، التي أغلقت موانئ أوكرانيا بعدما بدأت ما وصفتها بأنها "عملية عسكرية خاصة" في 24 فبراير/ شباط، إنها تريد أن ترى مزيدًا من العمل لتسهيل صادراتها من الحبوب والأسمدة لكنها وصفت مغادرة أول سفينة حبوب من أوكرانيا بأنها إيجابية.

وتنفي موسكو مسؤوليتها عن أزمة الغذاء قائلة إن العقوبات التي يفرضها الغرب عليها أدت إلى تباطؤ صادراتها. ويعتبر الغرب الحرب استيلاء غير مبرر وبشكل استبدادي من جانب روسيا على الأراضي.

ويهدف استئناف التصدير من أوكرانيا، أحد أكبر منتجي الحبوب في العالم، إلى تخفيف ارتفاع أسعار الغذاء ونقصه بينما تلوح مجاعة في الأفق ببعض دول العالم.

وقال المستشار الألماني السابق غيرهارد شرودر، وهو صديق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الاتفاق على تصدير الحبوب قد يوفر سبيلًا للخروج من الصراع.

وأضاف شرودر لوسائل إعلام اليوم الأربعاء: "النبأ السار هو أن الكرملين يريد التفاوض على حل"، موضحًا أنه التقى بوتين في موسكو الأسبوع الماضي. وتابع: "اتفاق الحبوب هو أول نجاح وقد يمتد ببطء إلى وقف إطلاق النار".

قصف روسي مستمر

ميدانيًا، كشفت هيئة الأركان العامة الأوكرانية اليوم الأربعاء أن القصف الروسي العنيف لخاركيف وبلدات وقرى أخرى مجاورة لا يزال مستمرًا إلى جانب ضربات جوية وصاروخية على أهداف مدنية. وتنفي موسكو استهداف المدنيين عمدًا وتتهم كييف بفعل ذلك.

وقالت وزارة الدفاع الروسية إن صواريخها دمرت مستودعًا في منطقة لفيف الأوكرانية يحتوي على أسلحة قادمة من بولندا.

وكان زيلينسكي قد أوضح في خطاب ألقاه في وقت متأخر الليلة الماضية، أن قواته لم تستطع بعد التغلب على تفوق روسيا في مجالي المدافع الثقيلة وعدد القوات المسلحة على الرغم من إمدادات الأسلحة من الغرب.

وأضاف: "هذا محسوس بشدة في القتال ولا سيما في دونباس .. مجرد جحيم فقط هناك. لا يمكن وصفه بكلمات".

وتقاتل روسيا للسيطرة بشكل كامل على دونباس، المنطقة الصناعية في شرق أوكرانيا.

وقالت في الأمم المتحدة أمس الثلاثاء إن الصراع لا يبرر استخدام موسكو للأسلحة النووية، لكنها قد تقرر استخدام ترسانتها النووية ردًا على "عدوان مباشر" من دول حلف شمال الأطلسي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close